فضاء حر

من فضلك، لا تحملْ رأسك زوراً وبهتاناً!

يمنات
ظننتُ أن الأمر سيقتصر على بعض الأشخاص الذين يمكنهم استخدام رؤوسهم في أي مهمة يطلب منهم القيام بها برؤوسهم باستثناء المهمة الرئيسية التي خُلِقتْ رؤوسهم من أجلها: التفكير. لكنّ هناك الكثير ممن يحملون الرؤوس زوراً وبهتاناً خيبوا ظني.
هذه هي الصورة الرئيسية التي اعتمد عليها من استبسلوا في إنكار مسؤولية قوات التحالف عن جريمة المخا التي راح ضحيتها 65 قتيلاً وأضعافهم من الجرحى.
وكيف استدل حَمَلَة الرؤوس الزور بهذه الصورة على أن السعودية وتحالفها لم يرتكبوا الجريمة؟ كيف استنتجوا واستنبطوا ذلك؟
يقول هؤلاء العباقرة: المباني انهارت من الجوانب فقط ولم تنهر سقوفها.
– يعني؟
“هذا يدل أن القصف لم يكن من الجو بل من البر.. لو كان من الجو، لأنهارت السقوف”.
حاولت معرفة طريقة تفكير هؤلاء، وأخفقت مراراً وتكراراً في معرفة طريقة تفكيرهم حتى اكتشفت سبب إخفاقي: إنهم ببساطة لايفكرون على الإطلاق.
الصاروخ الذي يأتي من الجو لايدمر كل سقوف المباني الموجودة في المكان المستهدف: إنه يدمر سقف المبنى الذي نزل عليه (مع بعض المباني المجاورة ربما)، فيما تتضرر المباني المجاورة بهذا الشكل او بأشكال أخرى جراء الإنفجار وتبقى عمدانها الخرسانية وسقوفها الخرسانية قائمة أو غير قائمة، إذ لا يوجد قانون محدد لطبيعة وكيفية الدمار الذي تحدثه الحرب.
شاهدوا أغلب الأماكن التي تعرضت لقصف طيران التحالف في صنعاء! هل أنهارت كل سقوف المباني الموجودة فيها؟ لا.
وعموماً، دعكم من هذا، اعتبروه غير صحيح! ولاحظوا “الاستنباط العبقري” التالي الذي أراد حملة الرؤوس الزور إيصالنا اليه! إذا كان عدم انهيار سقف هذا المبنى (وسقوف مبانٍ أخرى في صور أخرى) قد شكل دليلاً قاطعاً لديهم بأن طيران التحالف لم يقصف المدينة من الجو، فإن إنهيار جوانب المباني دون سقوفها قد شكل “دليلهم القاطع” على أن القصف أتى من البر (من عربة كاتيوشا)، أي أن من ارتكب الجريمة هو ميليشيا الحوثي!
لاحظوا السذاجة:
نظريتهم “العبقرية” هذه مبنية بالكامل على تصور ساذج وغبي جداً للقصف بشقيه: الجوي والبري. إنهم يتصورون أن صواريخ الكاتيوشا لا تأتي من الجو أيضاً وتنزل على سقوف المباني مثلها مثل صواريخ الطائرات!
ببساطة:
إنهم يتصورون أن صواريخ الكاتيوشا تمشي “رِجْل”، “تجلس” تمشي تمشي تمشي، حتى تصل المباني المستهدفة وتدق جوانبها فقط! هذا، ببساطة، هو تصورهم للقصف الجوي والبري: القصف الجوي يأتي من الجو ويدمر سقوف المباني فقط والقصف البري يسير على البر ويدمر جوانب المباني فقط!
ماذا أقول أيضاً؟
كل الأدلة والشواهد أثبتت أن طيران التحالف هو المسؤول: شهادات الناجين من المجزرة، بيان مدير محطة المخا، الفيديو الذي سجل لحظات القصف، وليس إنتهاءً بتقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي نزلت الى مكان الجريمة وحققت فيها ووجهت أصابع الاتهام الى قوات التحالف بارتكاب الجريمة التي اعتبرتها “جريمة حرب”، إذ لم يكن هناك هدف عسكري بالجوار.
ماذا أقول أيضاً؟
هذه الصورة التي اعتُبرت “دليلاً قاطعاً” على براءة قوات التحالف من مذبحة المخا قد لاتكون من المخا أصلاً، فقد بحثت عنها ووجدت رابطاً لها تم نشره في فبراير الماضي، أي قبل الجريمة ب5 أشهر!
(إحتراماً للحقيقة ولأرواح الضحايا قبل ذلك، أتى هذا التوضيح الإضافي بشأن “جريمة حرب” مايزال اللغط مستمراً حولها).
لمشاهدة الصورة انقر هنا
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى