فضاء حر

الإسماعيلية، النماء والتسامح

يمنات
لطالما كانت الأسماعيلية ومعتنقوها محط لغة تسفيهية نالت منهم وهتكت أعراضهم، لغة استعملها طرفي التناقض الاسلامي ” سنه ، شيعة ” قالوا فيهم ما لا يجب أن يقوله مسلم او مؤمن حثه دينه على اجتناب اللغو واللمز والشتم والتسفيه ، و الذي جاء مؤكدا على أهمية العقل لقياس منطق القول وملائمته مع ما نريد التعبير عنه ، لكنهم ظلوا في ظَلاله ونسجوا ضد هذا الفكر ” الاسماعيلية” تقولات وحزاوي ساخرة ومقززة منها : ما يمس اعراضهم، ونسائهم وكذا ما يمس عقيدتهم وأفكارهم التي ﻻ يستطيع دارس او باحث أو متتبع الا ان يندهش بكثير إعجاب لنموذج اسلامي غاية في الندرة والنماء والوئام والتراحم وتلك الروح التعاونية التي تميزهم عن غيرهم ، و النموذج الذي قدمته الدولة الصليحية كان له أثر بالغ الأهمية، يمكننا من خلاله تتبع تأثيره التنموي في أكثر مناطق اليمن خصوصا ، الانتعاش الاقتصادي والعمراني والعلمي وحدة تميز الإسماعيلية، بعيدا عن المواجهات العسكرية التي اندلعت بمقتضيات ومبررات لا تقل عن أي دواعي حروب إسلامية، وكأنها ميزة تأكيد وجودية ذلك العهد او ذاك.
الجزء الجميل المفقود لدى الشيعة والسنة على حد سواء تجدونه لدى الاسماعيليين ، الا أنهم حَملوهم صفات واطلقوا عليهم اسماء وافكار لا علاقة لهم بها ولا أريد ذكرها لإنها فجأة تكرس بؤس مُستحضر ، ومع ذلك لم يضمروا ضدنا ولم نستطع القضاء عليهم بسطوة مذاهبنا ، ان التعاطف مع ما حدث لهذه الجماعة من استهداف مسجد يرتادونه في صنعاء العاصمة اليمنية غير كافي ، وان كنتم تريدون الحادثة لتوليف فكرة او للاستفادة منها، وتوجيه احاجي وإشارات لتجار الحروب وضرب عصفورين او عشرة بحجر فيمكنكم فعل ذلك بسهولة ، لكن عليكم أن تتذكروا انه لم تكن قلوبكم بخير يوما من الأيام ، وأنكم بعقائدكم تجرفون حتى أبسط المعاني الانسانية وتنتصرون لشياطينكم ايها الشياطين…
ليس من عجب سوى تتبع طريقة استهداف جماعة تزرع الحب والسلم والنظافة، وتقدس النماء والوئام والتراحم – كتعاليم و سلوكيات تأسس عليها دين الله- ولن يكن هناك عجب ايجابي مبهر في التاريخ الإسلامي، سوى تفرد هذه الجماعة وصياغة افكارها المتسامحة، وسواء كانت داعش او غيرها من الجماعات الإسلامية التي احترفت طريقة قتل قذرة للتعريف بالله ورسوله ، من استهدفت هذه الجماعة في صنعاء، فأنه يجب ان تعرفوا انه لا عزاء يواسي الجروح الخضراء النازفة بحطام افكاركم قبل سيوفكم ورصاصكم المصون من جلد العدو يااا ” انتم ” .
تتبعوا ببساطة مسيرة طائفة دينية متسامحة واسهاماتها الإنسانية والاقتصادية والثقافية حول العالم وستجدون الإسماعيلية متفردة، ثم عودوا واعطوني نموذجا اسلاميا نحترمه بفضول متعال.
يا هؤﻻء ليست الرصاصة فقط من إستهدفت الاسماعيلية واتباعها اليوم في صنعاء أو في زمن ماضي أو حاضر في اي مكان كان ، وإنما شياطينكم الذين خرجوا من عموم وامهات كتبكم ومدوناتكم الالكترونية…! بئس ما تفعلون ايها البائسين
* عزاء :
بفائظ الحزن وعظيم المواساة أتقدم بأصدق التعازي وغليظ المشاعر تضامنا ونعيا وتشييعا لكل أهل وذوي من استشهدوا اليوم ولكل مشائخ وعلماءهم ولأصحاب المقام الكرام في مصابيهم الجلل ضحايا التطرف والإرهاب اعداء الحياة والدين والله، وانا نرجوا الله أن يمن عليكم بعصمة قلوبكم ويحفظكم من شرورهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون. و لا حول ولا قوة الا بالله.

زر الذهاب إلى الأعلى