فضاء حر

بين خطاب الحوثي وزيارة بحاح

يمنات
خطاب زعيم “أنصار الله” اليوم، مثل عودة “بحاح” إلى عدن أمس..
كلاهما يتعلقان ب”المعنويات” وكلاهما أخفق في تحقيق هدفه
عودة بحاح كانت في أوضح أهدافها تريد تحقيق جرعة معنويات لدى مؤيدي السعودية في الداخل، وتعزيز “الدعاية” السعودية حول “تأمين عدن”؛ على مستوى الخارج.
لكن الرجل ما إن انتهى من التقاط أربع صور في مطار عدن حتى عاد إلى الرياض، تاركا فقاعة الحماس لدى مؤيدي العدوان السعودي، والتي كانت قد بلغت ذروتها في الظهيرة، تتبخر في المساء، تاركة ورائها جبلا من الإحباط (كان بعض المهفوفين قد كتب متمنيا أن تكون المحطة التالية لبحاح هي مطار تعز).
خطاب عبد الملك الحوثي بدوره، واضح أنه خطاب معنويات، ولكن بما أنه الخطاب الرابع أو الخامس خلال الحرب والعدوان، وبما أنه لم يحمل جديدا لا على المستوى السياسي ولا العسكري؛ فإنه يتحول إلى النقيض من هدفه، ويصبح مصدر خيبة أمل لدى جمهوره بشكل خاص (حتى وإن حاولوا إظهار غير ذلك)، ومصدر إحباط لدى الجمهور الأعم في اليمن (تحديدا الذين ينتظرون أي تطور يشير إلى إمكانية انتهاء الحرب، سواء كان تطورا سياسيا أو حتى عسكري).
في الحرب، تتكلم الحرب فقط، وإن لم يكن لديك ما تضيفه لما تقوله الحرب، فلا داعي لأن تقول شيئا.
وبالمناسبة تزامن الخطاب (والعودة البائسة أيضا) مع خبر عن حوار ل”صالح” يقول فيه ما قاله سابقا أكثر من مرة: لا مكان لهادي في اليمن.
لم يعد أحد يأتي بجديد في هذه البلاد، على أن “الصمود” الذي أراد أن يؤكد عليه عبد الملك الحوثي في خطابه هذا، كما خطاباته السابقة، يبدو كانعكاس منطقي لهذا الانسداد الشامل، حيث لا طريق سالك إلا طريق القتال، خصوصا مع استمرار الغطرسة السعودية ورفض المملكة، بدورها، لأية حلول سياسية.
على أن زعيم الحوثيين أو زعيم المؤتمريين لم يعودا الوحيدين في المضمار، فغالبية النخب التي تنتقدهما اليوم على حروبهما، تحتفل بحماس لإنجازات الحرب السعودية او حروب حلفاء السعودية ووكلائها في الداخل، مع خلفية طائفية ومناطقية نتنة لدى هؤلاء أكثر وضوحا بمراحل مما هي لدى الحوثيين (ومثلا: كل شمالي في عدن هو هدف متاح للقتل في عدن حتى لو كان مدنيا من تعز، وكل شمال شمالي في مناطق “المقاومة” في تعز هو هدف للذبح كما حصل للخمسة المواطنين من أبناء عمران حتى لو كانوا مجرد عابري طريق، لا مقاتلين ولا يحزنون).
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى