فضاء حر

اقتحام عاصمة بلد بقوات أجنبية ليس بالأمر الهين

يمنات
حتى لو لم يكن بين القوات السعودية والخليجية وبين صنعاء سوى مسافة الطريق، فإن عليها عدم المضي صوبها.
وحتى لو لم تواجه القوات السعودية والخليجية في الطريق الى صنعاء ما يعيقها عن الوصول اليها سوى التوقف للحظات لمشاهدة المناظر الطبيعية والتقاط الصور، فإن عليها عدم الذهاب بحربها البرية الى صنعاء.
وحتى لو وصلت القوات السعودية والخليجية الى أبواب صنعاء ووجدتها مفتوحة أمامها على مصراعيها، فإن عليها عدم اقتحامها بالقوة ولا حتى دخولها هكذا بدون طلقة رصاص.
فاقتحام عاصمة بلد بقوات أجنبية ليس بالأمر الهين ولا العابر على أي بلد، بل هو أمر جلل سيخلف جروحا تاريخية واجتماعية ووطنية لا تندمل.
وإذا كان اقتحام عاصمة اليمن من قبل ميليشيا يمنية قبل عام قد أدى بنا الى كل ما نحن فيه الآن من حروب وجراح وتمزق في النسيج الاجتماعي وتفسخ وطني، فما بالكم باقتحامها من قبل قوات أجنبية؟!
الحوثيون وصالح وافقوا على قرار مجلس الأمن 2216، واعتراضهم على النقطة محل الخلاف في البند الأول والمتعلقة بالعقوبات على الأشخاص يمكن تفهمها بالنظر الى أهمية موافقتهم على التسليم. والمجتمع الدولي يؤيد الاتفاق، ويؤكد على الحل السياسي، لكن السعودية تريد أن تكمل عرضها، عرض القوة الذي بدأته قبل نصف عام.
غير أن اقتحام القوات السعودية والخليجية لعاصمة اليمن لن يمثل هزيمة للحوثي وصالح فقط، بل هزيمة لأمور كثيرة أكبر منهما بكثير ولا علاقة لهما بها، بل يتعلقان باليمن. وسيخلف لاشك جرحا وطنيا غائرا ومفتوحا لزمن طويل.
ولن يحل المشكلة أو ينهي الحرب.
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى