العرض في الرئيسةقضية اسمها اليمن

وكالة روسية تزور مدينة حرض الحدودية وتنقل جانب من المأسي التي تعيشها

يمنات – صنعاء

“مدينة أشباح”، ذلك أقل وصف يمكن أن يطلق على مدينة “حرض” الحدودية اليمنية مع السعودية، بعد أن هجرها جميع سكانها المقدر عددهم بمائة وعشرين ألف مواطن، ونزحوا إلى القرى والمدن والمحافظات الأخرى، لاسيما عقب إعلانها منطقة عسكرية من قبل قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية على اليمن.

و قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية، الت يزارت المدينة، كأول وسيلة اعلام تزورها إن مدينة “حرض” التي تتبع إدارياً لمحافظة حجة شمال غرب اليمن، تبعد عن صنعاء 422 كيلومتراً إلى الشمال منها، لكنها لا تبعد سوى 6 كيلومترات فقط عن منفذ “الطوال” الحدودي السعودي.

و شهدت المدينة تطوراً عمرانيا وتوسعا كبيراً خلال العقدين الأخيرين جراء تنامي الحركة الاقتصادية والسياحية بين اليمن والسعودية، وارتفاعها إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة عقب توقيع اتفاقية جدة الحدودية في يونيو/حزيران 2000، إضافة إلى كون المدينة أقرب المنافذ للمعتمرين والحجيج والمغتربين اليمنيين الذين تقدر أعدادهم بمليوني معتمر ومغترب في العام الواحد الذين يمرون عبر هذا المنفذ ذهابا وإيابا.

و أضافت أن “عاصفة الحزم” التي شنتها دول التحالف العربي بقيادة السعودية، قبل 10 أشهر قلبت الموازين، وغيرت مشهد مدينة حرض وعدد من المدن اليمنية وحولته رأساً على عقب، حيث أضحت المدينة التي كانت تعج بالحركة على مدار الساعة مدينة خاوية على عروشها، لا يعيش فيها أحد باستثناء عشرات الجنود اليمنيين ومسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) ” الذين لا يظهرون إلا لمواجهة القوات السعودية، عندما تحاول اقتحام المدينة.

و نوهت إلى الوكالة زارت مدينة حرض الحدودية اليمنية لدقائق معدودة على متن دراجة نارية، و بعد التنسيق لأيام مع الجهات المختصة التي سمحت بالتقاط عدد من الصور للدمار الهائل الذي لحق بالمدينة وبعض منشآتها الخدمية والسياحية.

و أوضح أن تلك الجهات أبلغتهم أن طيران الأباتشي التابع للتحالف يستهدف كل جسم حي داخل المدينة والمواقع الحدودية، حرصا على سلامتهم. كما طابتهم عدم البقاء في المدينة أكثر من ربع ساعة.

و أوضحت أن تواصلت مع مسؤول كبير في السلطة المحلية لمديرية حرض، بغرض الحصول على معلومات أكثر دقة، والذي أفاد بأنه نزح مع أفراد أسرته إلى محافظة أخرى قبل أشهر، حيث أكد أن 70 ألفاً من سكان حرض نزحوا إلى مخيم المزرق الذي يبعد 30 كيلومتراً عن المدينة، في حين نزح الآخرون إلى 12 مديرية أخرى في محافظة حجة التي تتبعها حرض، والمحافظات الأخرى.

و أوضح المسؤول الذي تحفظت الوكالة على اسمه، لظروف أمنية، إن 70 منشأة تم تدميرها بالكامل معظمها فنادق واستراحات، كما تم تدمير 50 مدرسة بالكامل من إجمالي 63 مدرسة، والأخريات تم تدميرها جزئياً، وتم حرمان آلاف الطلاب من التعليم.

و أضاف: مدينة حرض القديمة دمرت بشكل كامل من قبل طائرات التحالف العربي، في حين تم تدمير ما نسبته 85 بالمائة من منازل المدينة بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى