العرض في الرئيسةفضاء حر

وسيد قطب هندياً أيضا

يمنات

صلاح السقـلدي

عادت للظهور من جديد تلك المقولة الفاسدة التي أطلقها ذات يوم ذلك الشيخ الحاشدي منفوش الريش والجناح: (هؤلاء مجرد هنود وصومال وأفارقة عايشين في عدن, ولا علاقة لهم باليمن).

عادت هذه المقولة السخيفة على لسان أحد أعضاء حزب الإصلاح بإحدى القنوات الفضائية التابعة لشرعية برع قبل يومين.

كانت هذه المقولة ستمر مرور الكرام ولن أتوقف حيالها كثيراً لولا الرد غير الموفق الذي انتهجه بعض الجنوبيون معها.

الجنوبيون الذين استفزهم قول المذكور لهم بأنهم هنود وصومال, و كأن هذا شيء معيب و نقيصة بهم.

فما العيب ان يكون الإنسان الجنوبي في عدن ينحدر من أصل هندي؟ هل هذا عيباً؟ و هل المواطن العدني ذو الجذور الصومالية أقل شئناً من غيره؟.

الحنق والغضب من هذا التصريح يجب ان يكون ضد الإساءة لهذا التنوع العدني وضد ازدراء الأصول والانتماء وليس الغضب من وصف الجنوبي العدني بأنه صومالي أو هندي, وكأن الانتماء لهذه الأمم مذمة وتهمة ننكرها.

هذه هي عدن .. فهل وجدتم حاضرة من حواضر العالم و ثغر من ثغور المعمورة وميناء من موانئها الهامة لا تمتاز بالخليط من البشر و لا تتلاقح فيها الحضارات ولا تمتزج فيها الثقافات ولا تتأثر وتأثر بالتطور الإنساني على مر الدهور؟.

عدن واحدة من هذه المدن والموانئ والحواضر بل هي من أهمها وأبرزها, وبالتالي فالتنوع البشري والقومي والديني والثقافي الذي تتميز به شيء طبيعي.

الرد المطلوب على مثل هذه السخافات التي اعتدنا ان نسمعها بين الحين والآخر يجب ان يكون منطلقا من رفض التقليل من المواطن الجنوبي والعدني وكل ساكني المدينة أي كان موئلهم وجذورهم وعرقهم, وليس نفي الانتماء لهذه الأصول, و كأن في ذلك مهانة وازدراء لجنوبيتهم وعدنيتهم.

أمقتُ هذا المنطق كما أمقت من يحقّـر المواطن بالشمال ويصفه بصفات مجوسية فارسة وما إلى ذلك من السخافات.

ثم ليكن الرد على هذا المنطق المستفز الذي يردده كثيراً (بعض) من أعضاء حزب الإصلاح الذي ينتمي لحركة الإخوان المسلمين بالقول: لو كانت أصول الشخص وجذوره شيئاً معيباً له لكان الملهم الروحي لحركة الإخوان المسلمين (سيد قطب) أول من يبوء بهذا ويستحقه بحكم أصوله الهندية, لكن هذا لم يحصل عند المصريين ذو العقول الراقية والنفوس المتسامية فوق الأعراق والانتماءات القومية والجغرافية, بل لم يجرؤ يوما من الأيام حتى اشد خصوم سيد قطب أن يذكّـره بأصوله غير المصرية.

– الخبر العاجل.. هو الجريمة المروعة التي أقدم عليها مجموعة من الإرهابيين على دار المسنين صباح الجمعة و أودت بحياة 16ممرضة هندية, هي جريمة بكل المقاييس من عدة جوانب: أولاً إنها قتلت بشرا أبرياء. ثانيا إنها لم تراع حرمة هذا المكان, فضلا عن المهمة الإنسانية التي تقوم بها الممرضات بالدار, ثالثا أنها تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار بالعاصمة عدن.

بعد ساعات من الجريمة ذهب عدد من الناشطين إلى الربط بين هذه الجريمة وبين التصريح الذي تحدثنا فيه بداية هذه المقالة الذي يقول بان أهل عدن هنود وصومال, وأنا شخصياً لا أميل الى هذا الربط – على الأقل بالوقت الراهن – كون كل الأجانب مستهدفون من قبل هذه الجماعات الإرهابية بغض النظر عن جنسياتهم وأديانهم ولا يحتاجون إشارة من عبر تصريح أو بيان.

فكيف لا يكون الأجانب مستهدفون وأبناء الوطن مستهدفون أصلا قبل غيرهم من قبل هؤلاء الهمج؟. إذاً فالإرهاب لا يفرق بين ضحاياه. و بالتالي لا أرى مبررا في الاستعجال بإصدار الأحكام تحت تأثير الصدمة وهول الجريمة بالربط بين أمور قد تكون من قبيل الصدف.

زر الذهاب إلى الأعلى