فضاء حر

عن الانسحابات العسكرية للتحالف

يمنات

صلاح السقلدي

أنسحاب القوات الإماراتية من معسكر العَـلَم في شبوة اصبح حقيقة لا جدال فيها، لكن خبر انسحاب القوات السعودية من عتق لم يتأكد بعد، و إن صح فهذا يعني أن التحالف يمضي على خُطى أمريكا في افغانستان في ترك اليمن عموما ومعه بالتأكيد الجنوب في مهب الفوضى والتمزق والاقتتال الى مالا نهاية.

فهذا الأنسحاب الذي يتم خلسة دون تنسيق مع القوى الفاعلة على الأرض لحفظ الأمن قد اصاب الجنوبيين،وأولهم المجلس الانتقالي الجنوبي بالحيرة والارتباك ،تماما مثلما اصاب تلك المسماة بالشرعية، كما انه لا يمثل انسحاب مهزوم فحسب، بل تهربا صارخا من المسئولية القانونية والأخلاقية الواجب القيام بها تجاه اصحاب الارض ودفع كلفتها ماديا ومعنويا وقانونيا.

فعلى عاتق السعودية والامارات تقع مثل هكذا مسئولية بعد ان تدخلتا بمحض ارداتهما باليمن وتعهدتا للمجتمع الدولي ولمجلس الامن بتحمل مسئولية الازمة اليمنية وبتنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بالشان اليمن.

لا يختلف عاقلان لديهما شعورا وطنيا على مبدأ رفض الوجود الخارجي الدخيل- اياً كان هذا الوجود وباي بلد تدخل – و على مبدا إمتلاك السيادة والقرار الوطنيين وانتزاعهما من اية قوة دخيلة حتى و ان كانت هذه القوة بأهمية وحجم السعودية والإمارات.ولكن حين يكون ضرر التدخل مساويا لضرر الانسحاب الغير منسق- او بمعنى اوضح لضرر الانسحاب المتملص مما عليه من التزامات- فهنا يجب رفضهما والتصدي لهما معا حتى لا يضيع الحق ونصبح ضحايا مرتين: مرة قتيل باسم التحرير ومرة ضائع ممزق باسم السلام والانسحاب.

قد يقول احدهم ايَُـعقل ان تنسحب السعودية والامارات بعد كل ما خسراها وقدماه من ضحايا بشرية ومالية ومادية هائلة طيلة سبع سنوات؟. نحن لا نتحدث عن انسحاب كلي لهما لا من المحافظات الدسمة المستقرة في الجنوب ولا في الشمال بل من المناطق الملتهبة،، فهما سيظلان يرسخان وجودهما في مناطق استراتيجية مستقرة مثل حضرموت والمهرة وسقطرى وميون وسواها من المحافظات الهامة والآمنة. وحتى المناطف التي انسحتبا منها في مارب وتعز والحديدة والجوف وشبوة ستظلان فيها بشكل غير مباشر عبر حلفاء محليين،.وستفعلان الشيء ذاته حتى في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين متى ما استطاعتا الى ذلك سبيلا.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى