العرض في الرئيسةفضاء حر

600 يوم عدوان على اليمن .. والذين هتفنا لهم في السبعين خذلونا وسط المعركة..!!

يمنات

عبدالخالق النقيب

[email protected]

هذه 600 يوم وليس لها باب لندخل منه ، الوحشية لا تصلح أن تكون رقماً ذهبياً ، الصفران مصابة بكل الشظايا التي سقطت هنا ، والعدد ستة جزء من المعادلة التي انكسر لها العالم وقبض ثمنها بدم بارد ، بالنسبة إلى الحرب فـالرقم(600) يدفعك لمغبة الخوف ، إنه مخيفٌ جداً ، ولا يمكنك قراءة الخسارة دفعة واحدة لكن يمكنك الشعور بفداحتها..!!

600 أمضينها نتعرض للخيانة التي رمتنا لسعير الحرب دون سلاح ردع نحتمي به ، كان خنجر الغدر ينام في قلب كل ليلة  ، وجعلنا فريسة حرب سافلة بلا أخلاق ، يوماً بيوم ونحن نستمع لصوت القنابل الفراغية ونتعرف على أسماء وهويات الموت القادم نحونا من كل الجهات الأربع التي تحيطنا ، وكل دقيقتين يرتفع صوت المتفجرات والصواريخ المحرمة دولياً ، وبسببها لازالت كل الأشياء تسقط وتموت..!

600 يوم وهناك ما لم يقله المذياع الذي لم يتوقف عن البث ، ولا أعرف كيف يمكن أن أكتب هذا الكم الذي تسبب بتركة ثقيلة من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وكل المحارق الفاشية..!!

600 يوم غادرة تشي بالكثير من التفاصيل الدامية ، يومياً لا يفرق الموت أو غدره بين من يقتل في نقم وعطان والجحملية وصبر وكريتر وحي الهنود والقاعة الكبرى ونهم ومأرب وإب والمحويت وطريق حجه ، نحن نذبح ونموت في أيام سوداء على يد جنس وضيع ، وملة لا تستثني سوقاً أو جامعاً أو مدرسةً أو مشفاً أو طريقاً أو جسراً دفعنا ثمن بنايانه دماً ، حتى عشة صياد فقير ترك أمه وأبناءه وذهب للصيد كي لا يموت جوعاً .. فغارت عليهم طائرة الـF16 .

600 يوم والصور التي تشاهدونها على فضاء العالم وصفحاته لم تصلكم كاملة ، ومشاورات الكويت وكل لقاءات السلام وجوه تكذب وتتقاضى ثمن جنديٍ مات مذبوحاً ..! ثم تستيقظ على آخر صفقة تبادلها أمراء الحرب في تعز لتظل خارج دائرة الحسم وتبقى ساحة يقتتل فيها أبناء المدينة إلى أن يموت آخر يمني فيهم ..! 600 يوم تنزفها عدن ..! أولى المدن المحررة من الإنقلاب ، إلى اللحظة وهي تقف على خطوط البؤس والمعاناة ولم تعد صالحة للتنزه أو النوم بهدوء وفي أجواء مكيفة ، 600 يوم والحصار موغل بخطيئته حتى تمنيت أن أكون كسرة خبز في يد تهامي يتضور جوعاً ، فلم يعد في التحيتا ثمة ما يليق بالحياة..! حتى الذين هتفنا لهم في السبعين أغلقوا الباب الأخير ودفعونا للخيبة في وسط المعركة..!!

600 يوم وهذا البلد عنيد ويراوح في مكانه بصلابة وإباء ، وفي مرآة الحرب نشاهد إنعكاس الوجه القبيح للمملكة وهي تحمل بداخلها حقد أسود وطيف شيطاني لم نعرفه ..! بينما المجتمع الدولي يفكر الآن في ممحاة كبيرة ليمحو بها أضخم مأساة بحق اليمنيين..!!

زر الذهاب إلى الأعلى