العرض في الرئيسةفضاء حر

خلطة كيري

يمنات

صدام حسين عمير                               

خرج علينا جون كيري قبل ايام بخطة لانهاء الحرب الدائرة في اليمن وبعض المناطق الجنوبية من السعودية، تلك الحرب التي كان لادارة اوباما الدور الرئيسي في اشعال نار فتيلها، وتلك الخطة التي تشبه في محتواها خلطة الحريو (العريس) التي تبيعها محلات العسل التابعة لافراد ينتمون للاخوان المسلمين والسلفيين او كما يسميهم عامة الناس (المطاوعة). المستهلك يشتريها على اساس ان محتواها  عسل طبيعي وغذاء ملكات وخلاصة الجنسنج المنشطة، لكنها في حقيقة الامر تحتوي على عسل وحباب الفياجرا، ولذلك يكون لها مضاعفات خاصة على كبار السن، والتي ربما تؤدي بحياة متعاطيها منهم.

و كذلك هو الحال بالنسبة لخطة كيري ففي ظاهرها هو ايقاف الحرب وانهاء الأزمة اليمنية، لكن جوهرها هو استمرار الحرب وتوريط السعودية اكثر. فأمريكا عندما اشارت وخططت وقدمت الدعم اللازم  لعدوان شن على اليمن واعلن من امريكا نفسها وبلغتها، وكل ما يجب على نظام ال سعود هو اعلان و تنفيذ ذلك العدوان الذي كان تحت مبررات واهية، فألامريكي بذلك اراد ضرب عصفورين بحجر، وذلك باستغلاله لطمع وحمق وتطرف وخرف سلمان و ولده محمد، فأراد القضاء على القوة الفاعلة في اليمن والرافصة للهيمنة الامريكية والمتمثل في حركة انصار الله والقوى الوطنية الاخرى.

و بالتالي افساح المجال لادوات امريكا والسعودية (القاعدة – داعش) للسيطرة على اليمن واثارة الفوضي الخلاقة الامريكية فيها، ومن ثم يقوم يستخدمها الأمريكي  للقضاء على السعوديه نفسها (امهم الاصلية)  لكن مشيئة الله وصمود الشعب اليمني والتفافه حول جيشه ولجانه الشعبية ودعمه للجبهات بالرجال والمال حال دون تنفيذ مخططات الشيطان الامريكي.

و مع انتهاء الانتخابات الامريكية وما افرزته لنا من نتائج بتمكن مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب من الفوز على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، فما كان من ادارة اوباما الديمقراطية و التي فشلت في تحقيق اهدافها من شن عدوان على اليمن الا تدارك الامر في النهاية، برغم انها تعتبر كالبطة العرجاء خلال الفتره الانتقالية بين الادارة القديمة والجديدة، و لا يمكنها اتخاذ قرارات دون موافقة الادارة الجديدة.

و بالتالي كان يتوجب الخروج بتلك الخطة التي لاضمانات لتنفيذها وتهدف ادارة اوباما منها هو ايهام السعودية انها بذلت ما في وسعها طوال فترة حكمها لمساعدتها حتى في الفتره الانتقالية، وهي في حقيقة الامر تريد اخراج نفسها من تلك الحرب بحيث لا تحسب على الديمقراطيين هزيمة في اليمن على غرار هزيمتهم سوريا.

و على نفس الصعيد تريد توريط السعودية اكثر في الحرب، ويلاحظ ذلك من انه بمجرد ان اعلن كيري عن التوصل لاتفاق لايقاف الحرب بين من سماهم   الحوثيين والسعودية، حتى خرج علينا المخلافي وزير خارجية هادي التابعة للرياض وعبر قناة العربية التابعة للسعودية ومن عاصمتها الرياض، مصرحا أن ان ذلك الاتفاق لا يعنيهم في شيء.

و عليه فإن السعودية لن تلتزم بهذا الاتفاق تحت مبرر ان الشرعية في اليمن والتي شنت الحرب من اجل اعادتها لم تقبل بذلك، وبالتالي سوف تستمر في العدوان على اليمن وهذا ماينشده كيري من خطته وهو اغراق السعودية اكثر فأكثر لتكون في النهاية ضعيفة لا تقوى على مقاومة سكاكين اجيالها (القاعدة – داعش) التواقة لذبحها.

زر الذهاب إلى الأعلى