العرض في الرئيسةفضاء حر

لن يرضى عنكم الاصلاح حتى تتبعوا ملتهم

يمنات

أحمد الوافي

الاصلاح يفاوض على الدخول في التكتل المدني و بعدها سيعلن ان هذا الكيان طاهرا و وطني وشرعي و ذو اهداف نبيلة.

ان مكنتوه من ذلك فعليكم تغيير اسم الكيان و لا تزيفوا قيم المدنية، و اسمحوا لقيمكم غير الطاهرة بالتطهر بالإصلاح يا دعاة الحداثة.

و على من يدعون على ضرورة استمرار الشراكة تذكروا بأن شريككم يبيعكم في سوق النخاسة مع اول كل مشروع نضالي.

و من يدعي الحرص على وحدة الصف فلم يبق الاصلاح صفا و اكتفى بكيانه بديلا لكل الصفوف .. ان كنتم عاجزين عن قيام بدور فاعل و بمشروع عملي لإنقاذ هذا المجتمع الذي يعاني من انقلاب الخصم و المناصر و اخراجه من محنته من خلال عمل ميداني لإنهاء المعركة وتعجيل النصر في اسناد الجيش والمقاومة وفق اهدافنا جميعا و التي اكثر من يدعيها هو الاصلاح و ينافيها في افعاله اذا اطلقوا لحائكم و اعلنوا انكم اتحاد قوى الاصلاح وتوقفوا عن الاساءة لـ”عيسى محمد سيف” و جار الله عمر و لكل المناضلين.

لا تستسلموا للحملات فهي دائما ما تذوب و عليكم ان تنطلقوا بثقة كبيرة من الثوابت الوطنية التي تنطلقوا منها و ستجدوا الاصلاح بجلالة قدره و توسع قطعانه يذوب كالجليد امام حرارة صدقكم و نشاطكم و تحرككم.

امتلكوا الشعور بالقوة و عوامل النصر من خلال الاهداف النبيلة التي تصيغونها لمشروعكم النضالي و ستجدون كل الصعاب ذليلة و ستجدون ادوات الاعلام للإصلاح صامتة امامكم مهما عظمت و صرخت.

انطلقوا من معتقداتكم التي تؤمنون جميعا بها بأن “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين” و “تجريب المجرب خطأ و التصحيح بالعابثين خطأ مرتين” و “شيدوا الدولة المدنية دمروا القوى الرجعية” و انتم تلدغون منهم الف مرة و جربتوهم الف مرة واكتشفتم انكم تقومون بتشييد قوى رجعية الف مرة لتقتل الوطن و تطلعات ابنائه.

لا تستسلموا لعواطفكم التي تخلط بين العلاقات الخاصة و بين العلاقات العامة في مراحل تاريخية لا تقبل مزيدا من النفاق على حساب الوطن و مستقبل الاجيال و كفروا عن مساوئكم التي وقعتم بها دون قصد في شراكتكم و في ضياع حقوق الاجيال بشراكتكم معهم بصوره غير متكافئة لعدم تناغم و انسجام الاهداف.

فرقوا بين نظرتكم للإصلاح كأفراد و الذين من بينهم ننحني لهم اجلال و تقديرا لما قدموا و يقدموه و لما يحملوه من النوايا الصادقة في بناء وطن معافى يتسع للجميع بدولة مؤسسات و مواطنة و بين منظومة لا تؤمن بذلك و لا تترجم زيف إدعاءتها بذلك بكل سلوكياتها و ثقوا بأن اولئك الرائعون من بينهم لا يملكون قرار في تغيير توجهات الجماعة بل انهم كالكثير منكم لا يعلم الكثير من اجراءات قياداتهم التي لو عرفوا انها وفق منهج منظم لما سمحوا لأنفسهم بالبقاء و لو كان هينا عليهم المغادرة لغادروا.

اكسروا شعوركم المزيف بأنكم تمارسون الاقصاء و اقتربوا من الاصلاحيين النبلاء و الذين تثقون باستقلالياتهم و الذين يتفقون مع توجهاتكم و اصنعوا شراكة معهم وضعوهم في القيادة وامشوا خلفهم لكن لا ترهنوا الوطن لهذه المشاعر المثالية التي لن تقوى على تجاوز الصعاب في هذه المرحلة التاريخية التي لا تقبل اي عواطف.

ثقوا ان الضوء ثابت مهما كانت كثافة الغمام وان المشاريع الصادقة هي الدائمة مهما كان حجم مشاريع المؤامرات..

و اود ان انقل لكم نصيحة من تجربة عشتها في الماضي القريب عندما كنت و الكثير منكم يعلم ذلك انني على رأس المقاومة و كنت شريك في صناعة القرار مثلي مثل اكبر قائد في تعز و يمكن ان يكون اكثر منهم لقوة نشاطي و اتساع دائرة علاقاتي بهم المتجاوزة الاعتبارات الحزبية و الاختلافات السياسية والجهوية.

و حينما وجدت الاصلاح يخون المعركة و الاهداف و الشركاء و الدماء و التضحيات و يقوم باستثمارها في شكل ديرماتيكي يعيد بناء قدراته في بناء جيش خاص به واثراء عناصره وتحويل المعركة، اضافة الى مواجهة العدو الى استنزاف للحليف و اضعاف للشريك وضغط على القيادة بأساليب غير أخلاقية و تظليل كبير و التفاف على كل الاتفاقات و خروج عن كل الثوابت.

فكرت كثيرا في مواجهة الامر في حين كانت الفرصة لي و من اول يوم ان اكون احد كبار الاثرياء في تعز ان فكرت على طريقة الاصلاح.

قررت المواجهة بعد ان استكملت كل وسائل المكاشفة و المصارحة و طرق كل ابوابكم يا دعاة المدنية و يا قيادة الاحزاب وكل الشخصيات الاجتماعية في تعز حرصا على الصف.

كنت على يقين بأن كل ادوات الاصلاح الاعلامية وصفحاتهم الوهمية و اساليبهم المزورة التي يخضع لها الرئيس هادي و يخضع لها وزرائكم و الكثير من المهادنين منكم لن تستطيع ايقافي مثلما عجزت عن تقدمي في ساحة الحرية.

لكنني كنت اعلم يقيننا ان تأثيرهم سيكون كبيرا على حياتي الخاصة و على صورتي النمطية التي ارتسمت في اذهان الكثير من الناس كمناضل و بطل و…و… من المسميات التي يسعى الناس للتلقب بها، لكن الدوافع التي دفعتني الى الوقوف بتلك المواقف لم تكن من اجل سمعة و من اجل بناء شهرة لأن من يسعى للشهرة لن يواجه الموت بكل استخفاف لما يحمله من هدف اسمى يحس بأنه اكبر من شيء اسمه موت، و هو وطن له ولأطفاله الذي يحس بفقدانه مع كل فجر يوم جديد، و مع حلول كل مساء.

مضيت في كشف الحقائق ليس شقا للصف كما يرى البعض و انما لاعتبارات وطنية اهمها ضرورة كشف الحقائق لمواجهتها و أثرت على نفسي تحمل العناء و التعب و مضيت و لم تستطيع كل حملاتهم التشهيرية و التحريضية و تلفيقهم ان توقف مشواري في كشفهم و فضحهم و الابقاء على مكانتي المجتمعية في مركزها الذي لم يتزحزح من خلال نشاط فعلي على الواقع و ليس التنظير والادعاءات لأمضي في عملي في ملفات عدة، لم يستطع الاصلاح بجلالة قدرة ان يحركها و الكثير من الاحزاب و الكثير منكم لا يعلمها لكنها تظل جهود فردية تأثيرها قليل مهما كانت كبيرة.

و بنفس الدوافع التي دفعتنا في التوجه في وجه الغزاة دون التفكير في العواقب على المستوى الشخصي لأنها تضعنا امام المخاطر التي لن تكون اقل من تلك التي تنتظر من في الجبهة.

انا لا اذكر لكم هذا من باب طلب الشهرة و لست مصاب بداء العظمة لأنني ملئ بالعيوب التي لا اجدها في الكثير منكم. و أقول لكم بأنه بمقدوركم ان تكونوا الشيء الكبير في ظل كل الظروف الصعبة عندما شعرت بأن الكثير منكم بدأ الاستسلام للحملات الاعلامية التي تسعى الى تشويهم مساركم و لأقول لكم كونوا اقوياء بما تحملون من صدق نوايا في تقديم التضحيات من اجل ضرورة حتمية لا تقبل التراجع للخلف موطئ قدم.

اتمنى ان تعيدوا تفكيركم في كل خطوه تتخذونها اما الوطن بكم او بدونكم سيجد من ينتصر له اليوم او غدا .. و المدنية ستجد بكم او بغيركم من يعرف قيمها و ثوابتها.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى