أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

جبهة نهم تشتعل من جديد .. ماذا وراء المعارك الملتهبة..؟ وهل لذلك علاقة بما يدور في الساحل الغربي..؟

يمنات – خاص

أنس القباطي

تشهد مديرية نهم، شرق محافظة صنعاء، منذ الاسبوع الماضي، معارك عنيفة، بين القوات الموالية للتحالف السعودي و مسلحي اللجان الشعبية التابعة لـ”أنصار الله” و الجيش المساند لهم.

المعارك زادت حدتها خلال الثلاث الأيام الماضية، و شملت عدة محاور في مديرية نهم التي وصلتها المعارك قبل أكثر من عام.

و تفيد مصادر محلية ان معارك عنيفة تدور شرقي نهم منذ وقت متأخر من مساء الجمعة 10 مارس/آذار 2017، و لا تزال مستمرة حتى وقت كتابة الخبر.

و أكدت المصادر أن حدة المعارك ارتفعت خلال الساعات الأولى من فجر السبت، و استمرت في الحدة حتى قرابة العاشرة صباحا، غير أن حدتها عادت مرة أخرى بعد مغرب السبت و لا تزال مستمرة حتى وقت كتابة الخبر (11:04) مساء السبت.

و حسب المصادر تركزت المعارك باتجاه جبل المنارة و شرق المدفون و وادي العقران و المريحات. مؤكدة أن هذه المحاور شهدت معارك عنيفة منذ الليلة الماضية و لا تزال مستمرة.

و أكدت المصادر ان القوات الموالية للتحالف السعودي بدأت مساء الأربعاء الماضي بشن هجومين باتجاه جبل المنارة و شرق المدفون، ثم توالت المعارك خلال الأيام التالية.

و أكدت أن مختلف الأسلحة تستخدم في المعارك التي سقط فيها العشرات بين قتيل و جريح من طرفي الصراع.

و حتى كتابة الخبر لم يحقق أي طرف تقدم يمكن أن يؤثر على سير العمليات العسكرية على الأرض، و لا تزال المعارك تأخذ طابع الاشتباك المتقطع و المباغتة هنا و هناك.

و فيما يستخدم الطرفين القصف المكثف و العشوائي، نفذ طيران التحالف السعودي أكثر من 20 غارة منذ الأربعاء الماضي استهدفت مناطق العقران و المنارة و محلي و مسورة و مناطق أخرى شرق و شمال شرق مديرية نهم، التي باتت ساحة معارك منذ أكثر من 14 شهرا.

تزامن

اشتداد معارك نهم بعد تراجع حدة المواجهات العسكرية في الساحل الغربي، يقرأ في سياق محاولة التحالف السعودي و القوات الموالية له، الضغط على خصومهم في أكثر من جبهة بهدف ارهاقهم و استنزافهم بشريا و تسليحا.

لكن هناك من يرى أن الهدف من عودة المواجهات في نهم في هذا التوقيت الذي يتزامن مع تحركات دبلوماسية أممية و دولية يهدف لتحقيق تقدم على الأرض يساهم في دعم المتفاوضين على الطاولة.

و بخلاف ذلك يرى البعض أن هدف معركة نهم اجبار أنصار الله و الجيش المساند لهم على نقل المقاتلين من جبهات أخرى و بالذات جبهة الساحل الغربي إلى نهم، على أعتبار ان هذه الجبهة لها حساسية عالية لدى طرفي صنعاء كونها تقع في المحيط الشرقي للعاصمة.

تخفيف الضغط

و يعتبر أصحاب هذا الرأي أن عملية نقل المقاتلين إلى نهم ستساهم في تخفيف الضغط على بعض الجبهات، بخاصة جبهة الساحل الغربي التي باتت القوات الموالية للتحالف السعودي تعاني فيها من ضغوطات يومية، كان أخرها محاصرة قوة عسكرية تابعة للواء الأول حزم بين الجديد و الكدحة، شرقي مديرية ذو باب غرب محافظة تعز، و هو ما يسمح للقوات الموالية للتحالف السعودي في الساحل الغربي اعادة ترتيب صفوفها، خاصة بعد حدوث انسحابات للقوات التي كانت تقاتل في المخا إلى عدن.

و باتت القوات الموالية للتحالف السعودي في جبهة الساحل الغربي بحاجة ماسة لاعادة ترتيب صفوفها، و ترقب الفرصة السانحة لشن هجوم باتجاه شمال مديرية المخا، بعد تعرضها لانتكاسة في وادي الملك و قرية يختل، و تراجها إلى شمال مدينة المخا.

نقل المقاتلين من جبهة الساحل الغربي إلى نهم، بالتأكيد سيخفف الضغط على القوات الموالية للتحالف السعودي، و سيوفر لها الفرصة المواتية لشن هجمات مباغت باتجاه شمال مديرية المخا في طريقها للوصول إلى مديرية الخوخة أولى مديريات محافظة الحديدة.

غير أن الصراع بين الفصيل الاخواني و الفصائل الموالية للامارات، ربما لن يتيح أي تنسيق بين قادة معركة نهم المحسوبين على الاخوان المسلمين، و قادة معركة الساحل الغربي المحسوبين على الامارات، كون الصراع بين الفصيلين وصل إلى درجة الاحتقان اذلي ينذر بوقوع مواجهات مسلحة و تكرار ما حصل في مطار عدن مطلع فبرائر/شباط 2017.

و من هنا يذهب البعض إلى أن معركة نهم جاءت ردا على الانتقادات الحادة التي وجهت إلى الجنرال علي محسن الذراع العسكري لتجمع الاصلاح، و اتهمته بالفشل في تحقيق أي تقدم في نهم من أكثر من عام، و في الوقت ذاته محاولة من “محسن” لخلط الأوراق بعد تسريبات تحدثت عن خارطة طريق معدلة تلغي منصب نائب الرئيس الذي يشغله منذ العام 2016.

و من هذا الجانب يؤمل “محسن” تحقيق انتصار في جبهة نهم بما يتيح له فرض واقع جديد يساهم إلى حد كبير في تجاوز الخارطة المعدلة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى