إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

هل ستأكل القطة الاماراتية أولادها في عدن والجنوب..؟

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

حراك سياسي دولي لافت شهده الملف اليمني بعد قرارات هادي الاطاحة بالسلطة المحلية في عدن الموالية للامارات بداية بلقاء السفير الامريكي و مرورا باستقبال سلمان لهادي و وصولا لزيارة المستشارة الالمانية لجدة وابوظبي.

مشوار طويل من صراع الاجندات بين سلطة فصيل الانفصال الجنوبي و بين سلطة هادي كمظهر لصراع اماراتي سعودي في عدن و محافظات الجنوب واخر مظاهر هذا الصراع هو قرارات هادي الاخيرة.

بالنسبة لطبيعة الدور الاماراتي في محافظات الجنوب الامور تتكشف ان قرارات هادي ستمثل منعطفا في مسارة ، و المعني المباشر بهذا الامر هو فصيل الحراك الجنوبي الذي اعتمد على دعم الامارات لحضوره في محافظات الجنوب .

الحراك الدولي الذي شهدته الايام الماضية مابعد قرارات هادي و الداعم لللقرارات سيضع الامارات في مأزق حقيقي بين التوجه الدولي الجديد الذي بات يتطلب التخلي عن اجندتها السابقة في الجنوب و بين امنها القومي و توجهاتها السياسية الاقليمية التي تتطلب التمسك بتلك الاجندة.

لا حيلة للامارات

بالنسبة للموقف الاماراتي الرسمي ليس له من حيلة غير التخلي عن الاجندة في محافظات الجنوب فطبيعة العلاقة بين الامارات و السعودية ضمن المنظومة الخليجية قائمة على  هيمنة سعودية لا تقوى الامارات على كسرها رسميا، ايضا الموقف الامريكي الذي بدى مضادا للاجندات الاماراتية و داعما للاجندات السعودية هو الاخر لن تقوى الامارات على مقاومته، بل بطبيعة العلاقات الامريكية الخليجية لابد لها من تبنيه. أضف الى ذلك ان الامر بات توجها دوليا وزيارة مركل ستكون مناسبة الابلاغ لابوظبي بذلك، وامام كل ذلك ليس للامارات الا التخلي عن اجندتها في الجنوب من ناحية الموقف الرسمي تماما.

بالمقابل ستضل طبيعة السلطة المسماة “الشرعية” كمنظومة اخوان و كذا الدافع الثأري للامارات الذي وجد بعد الضربة التي تلقاها جنودها في مأرب غصتان في حلق الامارات سيفرضان عدم الرضى عن التخلي عن اجندتها في المحافظات الجنوبية، و ان فعلت ذلك في موقفها الرسمي و المعلن مسايرة للتوجه الدولي الجديد في عدن و محافظات الجنوب.

بالطبع الموقف الرسمي للامارات هو منذ البدية لا يصرح بتحمله اجندت دعم قوى الانفصال في الجنوب لاعتبار ان ذلك غير ممكن باعتبار مهمة التحالف السعودي المعلنة المغطاة بالقرار الاممي و مواقف مختلف المحافل الرسمية فيما يتعلق بالملف اليمني و هي المهمة التي تعطي الامارات حق التدخل في محافظات الجنوب اساسا، لكن المقصود هو ان الادارة الاماراتية كانت تتصرف بصورة جريئة عند الاقدام على خطوات مضادة لما هو معلن من التحالف السعودي و بشكل سافر و واضح انها تستهدف سلطة هادي.

هل سترفع ابو ظبي دعمها للحراك..؟

السؤال الآن هو هل سترفع الامارات مستوى دعمها لفصيل الانفصال الجنوبي كرد فعل على الضربة التي تلقتها ام ستحتفظ بنفس مستواها ويكون هناك خطوات جريئة لدعم فصيل الانفصال الجنوبي أو ان الامارات ستبتلغ غصتها و تبدي انصياعها الكامل لتوجه الدولي الجديد و على حساب امنها و ثأرها وتتحول الى مكافح للفصيل الذي كان حتى الامس ربيبا لها..؟.

رفع مستوى دعم الامارات لفصيل الانفصال او بقاءه بنفس مستواه من ناحية الجرءة هو امر مستبعد لاعتبار الصدام مع التوجه الدولي الجديد و لاعتبار فقد اهم عوامل التصرف وهو رسمية وجود فصيلها في السلطة بعد قرارات هادي.

يبقى باب الدعم من تحت الطاولة ليس لتمكين سلطة الفصيل الانفصالي في عدن والجنوب و انما لضرب الاستقرار تحت السلطة الجديدة مفتوحا وطالما كانت الامارات قد تحدت السعودية الفترة الماضية في الجنوب فلا مانع عند هذا المستوى من توقع استمرار التحدي بالدعم من تحت الطاولة.

الموقف الامريكي

عندما ابدت الامارات تحديا في وجه السعودية في الجنوب كان ذلك اعتمادا على استجابة امريكية للعب الامارات هذا الدور، لكن الآن اصبحت الاستجابة الامريكية للامارات محل ترقّب اماراتي وفي حال وجدتها فستستمر بالتحدي للسعودية من تحت الطاولة ولن تبتلع غصتها وتسكت.

لكن ماذا اذا كان الموقف الامريكي حازما في هذا الاتجاه و كانت مفروضات التوجه الدولي التوجه الحازم لتمكين السلطة..؟، لاشك في هذه الحالة ان انقلاب الموقف الاماراتي هو امر قائم ولا يمكن استبعاده و ستكون الامارات في طليعة من يواجه ردود افعال الحراك الجنوبي على قرار استبعد فصيلهم من السلطة و هدد قضيتهم الجنوبية ككل.

اظهرت الامارات تحديا للسعودية من تحت الطاولة بجراءة غير معهودة في العلاقة مع السعودية، لكنها لن تجرؤ على تحدي “ترامب” لا من فوق الطاولة و لا من تحتها، واذا كان التوجه الامريكي القادم جاد للتمكين لسلطة هادي في محافظات الجنوب  فـ”ستأكل القطة الاماراتية اولادها” و ستتحول الى قمعهم و بالطبع مجبرة لا بطلة.

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى