العرض في الرئيسةفضاء حر

متى بدأت معركة تحرير صنعاء ؟

يمنات

أحمد عبد الرحمن

من منا يتذكر متى بدأت “معركة تحرير صنعاء” بالضبط؟

ما أتذكره الآن، أنها بدأت منذ وقت طويل وبعيد، لدرجة لا أملك القدرة الكافية لأقطع كل تلك المسافه لتذكره.

لكني لم أنس؛ وأظنكم كذلك، الشعار الفضفاض: “قادمون يا صنعاء”، وقد تحول إلى هاشتاج لكل مفسبكي ومغردي هادي والسعودية والإمارات وتحالفهم، قبل أن يذوب ويختفي في زحمة شعارات “مقاتلي الفيس وتويتر” أو “شجعان الغفلة” كما يسميهم أحد الأصدقاء..

المهم أنهم من ذلك اليوم الذي بدأت فيه المعركة، وهم في نهم وأطرافها.

في الواقع، ولكي أكون واقعيا ودقيقا، هم تجاوزوا أطراف نهم بعد الخرق الكبير الذي أحدثوه بعيد أشهر قليلة من انطلاق المعركة، بسيطرتهم لو تتذكرون على “مطار أو ميناء نهم الدولي”، هكذا قالت العربية وقتها!!

ولأنهم كمفسبكيهم، الذين لم يحافظوا على شعارهم الرنان، هم أيضا لم يحافظوا على هذا المطار أو الميناء!

دعوكم من تاريخ معركة تحرير صنعاء، وشعارها..

أو التواريخ المتعددة لمعركة تحرير القصر الجمهوري في تعز..أو صرواح أو أرحب أو أو أو…

هذه تواريخ موغلة في الماضي، وذاكرتنا قصيرة وضيقة..

كما لن أسأل عن تاريخ “معركة تحرير تعز”، لسبب بسيط، لأنها من نوعية تلك المعارك التي تفتح بسهولة، وبعد ذلك يصعب اغلاقها..

سأسألكم عن معركة المخأ، وهي قريبة عهد بين ما مضى من معارك التحرير السعودية والإماراتية..وتحديدا عن تاريخ بدء معركة تحرير هذه المدينة الساحلية؟

لا تذهبوا بعيدا..لقد بدأت مطلع العام الجاري؛ أي قبل سبعة أشهر فقط، وهي قليلة في حساب الحروب المفتوحة!، ولا تكفي للسيطرة على المدينة الساحلية على صغرها.

لكنهم قالوا بالسيطرة عليها خلال أيام أو أسابيع..

نعم، ولكن؛ مما يعدون؟!

في الحقيقة..لقد أعلنوا السيطرة عليها خمس مرات جهرية، وعشرين أخرى سرية..بعد ذلك نسي آخرهم أن يغلق باب المدينة المسكينة، خلفه!، وهنا يكمن السر أو اللغز الذي حير العالم، وأعجز العباقرة والمحللين..

وبعد سبعة أشهر منذ بدء معركة تحرير المخأ، سنجدهم يظهرون اليوم شرقها بمحاولة زحف وتقدم جديدة، وقبل أيام في محيط معسكر خالد بن الوليد بأربع محاولات زحف وتقدم تحت غطاء بري وجوي وبحري مكثف، للسيطرة على المعسكر الاستراتيجي الواقع بين موزع والمخأ والممتد على مساحة ثمانية كيلو مترات تقريبا.

وكعشرات المحاولات السابقة، انتهت محاولات الزحف المسنودة والمعززة آليا وبشريا، بالفشل.
لم يكن هذا الفشل العسكري الذريع في تغيير المعادلة على الأرض، ليمر، أو ليقبل به التحالف السعودي الإماراتي ومقاتلاته، وهو الذي لا يقبل الهزيمة بسهولة، فيتجه لتعويضها واشباع غروره ونهمه، بضرب الهدف السهل.

عجز التحالف السعودي الإماراتي ومقاتليه في إحداث أي خرق في المعسكر المترامي الأطراف، ويتوجب عليه في هذه الحالة، الانتقام من المدنيين، هكذا تعود أو عود نفسه بعد كل هزيمة.
شعر التحالف مجددا بمرارة العجز والفشل. إنه شعور قاتل لتحالف يملك كل شيء، وفي الوقت نفسه لا يستطيع فعل شيء. لحظة قاسية لم تفارق التحالف منذ اللحظة الأولى لعدوانه على هذا البلد، وعجز أيضا عن التخلص منها.

هل لديكم احصائيات لمجازره وجرائمه؟
ستقولون: لا تعد ولا تحصى..

أقول لكم: هكذا عادة تكون النعم لكثرتها، وهذه هي نعم -بكسر النون- هذا التحالف المجرم لليمن واليمنيين!

وذاكرتنا الجمعية والفردية، تغص بدماء وأشلاء بالآلاف من ضحايا هذه المجازر وجرائم الحرب. ليس آخرهم أفراد الثلاث الأسر النازحة ال22 شهيدا الذين قضوا في موزع.

هذا كل ما يستطيع فعله وتحقيقه العاجز المجنون، ولا أعجز من هكذا تحالف عدواني بائس، إلا من يؤيده ويراهن عليه، وينتظر أن يعيده إلى كرسي الحكم.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى