فضاء حر

من المسؤول عن إطالة الحرب في اليمن ؟!

يمنات

صلاح القرشي

وقع إتفاق استوكهولم في “مملكة السويد ” في قلعة قديمة خارج العاصمة تم اعادة ترميمها حديثا ،وهو احد ابرز العوامل التي عملت على اطالة الحرب في اليمن .

اغلبية المحللين السياسين يؤكدون ان بريطانيا تمضي بخطى سريعة نحو العودة و مد نفوذها من جديد الى مستعمراتها السابقة ، بما فيها اليمن وهناك من يؤكد ان التاج البريطاني بدٱ بإتخاذ سياسة دعم انظمة الحكم الملكي “الاسري ” بمافيها دعم عودة الاسر والانظمة الملكية السابقة التي كانت حليفة لهم في المنطقة العربية والعالم ، وهو مايعزز نفوذها في ادارة هذه الدول والمناطق التي تزمع العودة لها ومنها اليمن .

هناك تعاون بين الانظمة الملكية في المنطقة والعالم في قضية اليمن ، فسلطنة عمان مثلت دور “الوسيط ” وقدمت اكثر الخدمات للحوثين ومركزا للتواصلهم المستمر مع البريطانين والامريكين وغيرهم؟ ، فيما مثلت المملكة الاردنية الهاشمية مقرا للكثير من الاجتماعات بين وفود الحوثين والشرعية؟

الممالك الاوربية بدورها هي من دعت وفود من قيادات الحوثين للإلقاء خطابات في برلماناتها والغرض تلميع صورة الحوثين امام الراي العام الاوروبي ودعم عودة نظام الحكم الاسري الى صنعاء ، وكانت في مقدمة هذه الممالك ، مملكة النرويج ، ومملكة بلجيكا ، ومملكة السويد ، ومملكة اسبانيا وغيرها .

المبعوث الدولي مارتن غريفث من مواطني المملكة المتحدة البريطانية ويقال انه من مواليد عدن ابان الاستعمار البريطاني لها ، وقد اختير بعناية ليمثل الارادة البريطانية والغربية في اليمن .

واخر ماقاله في إحاطة صحفية له هذا اليوم الثلاثاء الموافق 23/7/2019 قال “كلما طال أمد الصراع في اليمن، كلما أصبح من الصعب إيجاد حل، ويصبح الاتجاه إلى تجزئة اليمن هو الحل الوحيد، وهو أمر يدعو إلى القلق”.

وهو تصريح برٱي يمهد الى تطبيع وتطويع الراي العام الداخلي اليمني والخارجي لحل “التجزئة “والعودة باليمن الى ماقبل ثورتي 26 من سبتمبر 62م و14 من اكتوبر 63 م ، ولو اختلفت المسميات .

والسؤال هنا الذي يفرض نفسه ووفقا لتصريحة ، من هي الاطراف التي عملت على إطالة امد الصراع في اليمن ؟
الاجابة بالطبع انها الاسر الحاكمة المشيخية في الامارات ، والملكية في السعودية ، وطبعا بقيادة التاج البريطاني ، وبدعم وتعاون من الملكيات في المنطقة والعالم .

فهم من كونوا مليشيات وجيوش في معظم محافظات الوطن خارج نطاق سلطة الشرعية المعترف بها ، وهم من اضعفوا الشرعية وتآمروا عليها ومقابلة اللواء محسن خصروف الاخيره وما ادلى به توضح الكثير ، وهم من دعموا القوى الانفصالية في الجنوب وفي الشمال تمهيدا للتجزئه.

وهم من منعوا حسم الحرب لصالح الشرعية او لصالح طرف واحد من الاطراف المتحاربة ، فقد منعوا سقوط الحديدة بعد ان كانت القوات المهاجمة في شارع صنعاء وعلى بعد بضعة كيلوا مترات من ميناء الحديدة وهو اكبر مثال للإطالة امد الصراع في اليمن ، كما مثل قيام طائرات هذه الاسر الملكية بقصف الكتائب المتقدمة لقوات الشرعية ووقف تقدمها مئات المرات في فرضة نهم ، وفي الجوف ، وفي تعز ، وفي البيضاء ، وفي الضالع ، وفي حيران في حجة واوا وا و تحت ( مقولة بالخطاء) احد العوامل لعملية إطالة الحرب في اليمن ايضا .

هذه الاسر الحاكمة التي تقود الانظمة الملكية والمشيخية في المنطقة والعالم بقيادة التاج البريطاني هي من إستخدمت الورقة الاقتصادية ضد شعبنا اليمني في افقارة وتجويعه وقتله وتهجيره بغرض الوصول لفرض التسوية التي بشر بها مارتن غريفث اليوم في هذا التصريح وبهدف تمرير تسويتهم الاجرامية التقسيمية على الشعب اليمني واجبارة على القبول بها بعد ان اثقلوا كاهله بكل هذه المعاناة الذي يعيشها .

إذا انتم من عملتم على إطالة امد الحرب في اليمن يامارتن غريفيث ومن خلفك وفوقك التاج البريطاني وحلفائكم من الملكيات في المنطقة والعالم إضافة الى حليفكم الامريكي .

ليس هناك من صدفة لما حصل من تعاون وتماهى في المواقف لكل الانظمة الملكية الاسرية في المنطقة والعالم وما اتخذته من مواقف واعمال ازاء قضية اليمن منذ بداية العدوان على الشعب اليمني ودولته وحتى اليوم ، والتي جميعها صبت لمصلحة التاج البريطاني وحلفائه و في دفع اليمن للتجزئة وعودة الحكم الاسري الى صنعاء ، وعودة الهيمنة والوصاية البريطانية للجنوب والمنطقة من خلال القوى والاسر الانفصالية المرتبطة بالتاج البريطاني منذ الاستعمار قديما وحديثا .

للعلم ان “غالبية الأسر الملكية في أوروبا تنبع من بيت واحد هو بيت “ساكس كوبرغ غوتا”. الأسر الملكية الموجودة حاليًا في العديد من الدول الأوروبية هي عبارة عن فروع من هذه الأسرة الألمانية القديمة التي تحكم أوروبا منذ عدة قرون.

هذه الأسرة هي أحد أفرع بيت “فيتين – WETTEN”، وهو أحد أكبر العائلات الجرمانية النبيلة التي حكمت مقاطعة “سكسونيا” الألمانية كأمراء منتخبين في الفترة بين عامي 1423م و1547م، ثم أصبح أفرادها دوقًا لمنطقة كوبرغ، ثم انضمت مقاطعة “غوثا” لهم عام 1826م لتحمل العائلة اسمها الكامل “ساكس كوبرغ غوثا”.

اخيرا يمكن القول ان العلاقة بين التاج البريطاني والاسر والانظمة الملكية في المنطقة و العالم علاقة تكاملية في خطة عودة النفوذ البريطاني لمستعمراته السابقة.

ففي مثالنا في اليمن لم يستطع الشعب اليمني من طرد البريطانين من عدن إلا بعد إسقاط نظام الحكم الاسري في صنعاء ، والعكس صحيح، فبعودة نظام” الحكم الاسري ” اليوم الى صنعاء مع اختلاف المسميات إستطاع البريطانيون من العودة مجددا الى اليمن والمنطقة ، والدور البريطاني في المنطقة اليوم في تزايد و تصاعد مستمر .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى