فضاء حر

جاهلية الثورة والإقطاعيون الجدد

يمنات

ماجد زايد

من المخجل جداً جعل ذكرى الثورة مجرد غرضاً سياسيّاً لإغاضة المخالفين والمعارضين بهدف التباهي أمامهم وتهديدهم وتحذيرهم بها ، من المخجل بل من العار جعله يوماً يحتفل به أصحاب السلطة ورموزها والمتفيدون منها والإقطاعيون الجدد بخلاف الناس والشعب..

ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العظيمة في يومها التاريخي السنوي صارت ورقة سياسية وغرضاً مؤقتاً لا غاية عامة وأهدافاً جامعة للشعب والأحزاب والسياسيين ، حولوها مناسبة حصرية لتبادل التبريكات والتهاني وكلمات الإمتنان والإستعراض والعرفان والتملق وغرضاً إستثنائياً إستغلالياً لأقرباء وأبناء وأحفاد صانعي الثورة لا سواهم، وبقية هذا الشعب من يومها يتجرع ويلات المتسلطين والمتفودين والمتقاسمين الجدد لإقطاعية الإماميين وثرواتهم وعقاراتهم ، تقاسموا عليهم السلام مع بعضهم جميع المناصب العليا والسفلى ، كل المنح القريبة والبعيدة ، شوارع بأكملها في صنعاء حتى اليوم مازالت بالكيلوهات ملكاً لأسر وأشخاص ورثوها عن جدهم الثوري العظيم ، هؤلاء الجمهوريين المقدسين ورثوا عدة شوارع ، وعيال عمهم الأخرين ورثوا ثلاثة شوارع فقط..!!

واليوم أيضاً جاء أخرين بثورة جديدة يتقاسمون بها إرث السابقين ، نفس الطريقة والمسميات ، جميعهم إقطاعيين للثروة والسلطة والعقارات والمناصب والتجارة..!!

ونحن ماذا..؟!
نحن نقاتل معهم لنموت في الحرب أو الجوع ، هذا فقط ، ليس لنا منهم سوى الشعارات والمشاعر وهذا الموت والتشرد والدمار اللعين.

الثورة لم تصبح بعد أهدافاً ثورية عامة وغايات وطنية صادقة ومشاعر واقعية ودولة للناس ومن الناس..

هذه الثورة لم تصبح بعد دولة مدنية ومواطنة متساوية وتداولاً ديموقراطياً محترِماً للسلطة والشعب وإعترافاً هويّاتياً بالوطن الواحد وتجاوزاً حقيقياً لعنصريات الدين والطوائف والمناطق والإثنيات ، مازلنا كما هي عادتنا نعيش حياة الجاهلية الإمامية في أقصى صورها ، حياة الفقر والضياع والعملاء والمرتزقة والمتصارعين على السلطة ، قبل سبعة وخمسون عاماً كان أجداد الحوثيين عملاء وتابعين ومرتزقة للسعودية ، واليوم صار أحفاد الجمهوريين عملائاً وتابعين ومرتزقة للسعودية ، الدائرة لا تختلف بتاتاً ، دائرة الصراع على السلطة والثروة ، صراع الخونة والعملاء ومشاريع الأخرين ، لم ينطلقوا بعد من دافع الوطن والهوية ، لم يحدث من هذا شيء.

ما زلنا كما عاش أبائنا مجرد قطيع يسير خلف الواحد القوي في السلطة ، أيّاً كان لونه ونوعه وشكله القبيح..
 
شعلة سبتمبر تحترق في مدينتنا منذ ذلك اليوم العظيم وفي كل عام يبقى منها رمادها وسوادها ومغادرة الجماهير الفارغين من السعادة والشعور الوطني ، يتركونها رماداً يشبه دولتهم المزيفة ، دولة الرماد والمزيفين ، ليعودون من حولها أخيراً كما يفعلون كل عام ، مجرد بائسين خائبين عائدين الى حياتهم المعتادة في قعر الجحيم.
ولا شيء يتغير..!!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى