العرض في الرئيسةفضاء حر

ارشيف الذاكرة .. للوشاية عيون

يمنات

أحمد سيف حاشد

– عدن .. “خور مكسر” و”المعلا” و “التواهي” و “القلوعة” .. و في “قلعة إستان” أقمنا للعشق ولائم .. بروق و رعود .. أنسام الكون تتمايل .. ترقص طربا ..  تبتهج خواصرها .. همينا مزنا، و قطفنا النشوة .. و عبقنا برائحة الطين الممطور .. سال السيل، و سالت مسايلنا تسقي الأرض البور، و البوادي العطشى على التنور .. أخضرّ المجرود، و بألوان الطيف تفتحت زهور و ورود .. و ما كان قاحل مجدوب صار عشب و سجاجيد..

– ضرب الطوق عذال و وشاة .. رصدوا ايقاع الأنفاس .. جسّوا نبضات القلب و خفقانه .. آذان تسمع دبيب النمل .. تسرق السمع عن بُعد .. و عيون ترصد أنفاس الليل .. حراس المعبد لا هم لهم إلا القبض على همسات العشق و خطوات الليل..

– صار للوشاية جدران .. آذان و عيون .. تتلصص و تسترق السمع من شرص الباب .. أبواب مخادعنا .. باتت تتحين فرصة للوثبة .. للضبط المتلبس .. تبصبص من شقوق نوافذنا الملتاعة بالعشق .. تستطلع خوافينا و خوابئنا، و ما يجوس في بطن الشاعر ..  تفتش في ذهن العاشق المولع عن دليل دامغ .. و العاشق غارق تسبيحا في ملكوت الله..

– أحسسنا بالضيق و الجور الخانق .. قررنا كسر الاغلال، و تحرير العشق المغلول .. اطلقنا أيدينا المعقوفة، و فردناها للأحضان .. اطلقنا سراح العشق من أقبية العتمة .. حررناه من سرداب السجن المدفون تحت الأرض العمياء .. اطلقناه إلى فضاءات و فسحات الكون..

– صار العشق يقامر و يغامر في صولات و جولات الحرب .. و النصر الذي كاد يهرب منّا، أعدناه إلى الأحضان .. و الهزيمة التي كادت تغلبنا يوما، كسرنا غلبتها، و ذللناها .. و نزعنا مالا ينزع من شدق الضيغم..

– غنينا حتى ثمل العشق، و القمر الحاضر يرقص طربا على أنغام الدان:

“و على عينك يا حاسد..

تلاقينا و القمر شاهد..

حبيبي جاء على وعده

و نفذ في الهوى عهده..

يا سعدي و يا سعده..”

– في ليلة رأس السنة، باركتنا السماء .. رعتنا و اعتنت .. حضرت مجرتنا تحتفي معنا بقدوم العام .. اشتدت و رخت .. و تمايلت مثل غصن البان .. دارت على خواصرنا حتى داخت من الدوران .. أثملها خمر العشق الذائب في ملكوت الرحمن .. دورنا معها حتى دخنا .. و خلقنا كوننا في ستة أيام .. بشرتنا السماء و أفلاكها بكرم العام القادم عشقا .. خمرا و لذائذ .. عشق أكثر و أكبر مما عشناه..

أما صنعاء، و في هذا العهد المظلم، و الضارب فيما قبل الألف سنة، باتت ميتم، ملفوفة بالعتمة و الظلمة .. و حداد لا يبلى..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى