فضاء حر

عن الغياب

يمنات

محمد اللوزي

في الغياب غير المعلن، تنهزم الرايات، وتتزاحم الأسئلة، وتكثر الهواجس، وتصير الرغبة أقرب إلى البكاء منها إلى الشكاء ..

في الغياب الغير معلن، تبقى المسافات حنينا، ويشتغل القلب على التعب، وتضج الأمكنة من ذاتها، ويدخل الأنا في سعال معدني، وصمت مع الإفتراضي هذا العالم المريب، الغير قادر على ملاقاتنا إلا بما فينا من مزاحمة هوى وتعبيرات عن المكدود وكتابة على اليابس، وحائط يمر بنا على حائط ولا من معين.

وفي الغياب الغير معلن، تعبر الريح قامتنا، ونحن بقايا انتظار، وصمت مطبق على حائر لايجيء، وتذكارات حرف، ومرور عابر على جملة هنا وحرف متطاير هناك، وقلب يزف لنفسه خبر المعلن أن لاشيء سوى اللاشيء .

وبعد كل هذا المعلن تختفي كومة من رمادو تصير الحكاية مجرد حكاية مبعثرة في حلم وذاكرة، وزمن تكنولوجي يغالط قيس في ليلاه، وينظر إليهما محبين ساذجين وبدائيين وعاجزين عن الإحتمالي أو الإفتراضي، فيما اليوم الغير معلن يقدم نفسه حضورا هناك، وغياب هنا، ويقدرعلى رؤيتك حين لاتراه، ويفتح فضاءه لك دونما سابق إنذار بطريقة تجسسية، وتغالط الزمن كما لم يحدث من قبل في تاريخ التعلق البشري ……

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقرهنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى