أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

رجل الأعمال العيسي: اتفاق الرياض قوض الشرعية ومعين عبد الملك تاجر والامارات تريد قتلي وسأرشح نفسي للرئاسة

يمنات – صنعاء

أحمد العيسي هو رجل أعمال ينخرط في الشأن السياسي بين الفينة و الأخرى؛ إذ يرأس مجموعة العيسي التجارية و يشغل منصب نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية.

و ما لا يُعرف عنه، أنه قد يكون أقوى يمني على قيد الحياة، و مما لا شك فيه، فهو واحد من الأكثر ثراءً بينهم.

قدم العيسي حبل النجاة للرئيس عبد ربه منصور هادي مرتين، عام 2015 و2016. المرة الأولى حين فر هادي من صنعاء إلى عدن، و الثانية عندما أقال هادي رئيس الوزراء خالد بحاح؛ ما أغضب السعوديين الذين اوقفوا دعمهم المالي لهادي.

العيسي و هادي مقربين منذ سنوات، و تعود العلاقة بينهما إلى أوائل التسعينيات عندما كان هادي وزيرًا للدفاع.

استغل العيسي علاقته المقربة من هادي و أبنائه لتوسيع إمبراطوريته التجارية محتكرًا واردات الوقود إلى عدن.

و مثل جيف بيزوس و أمازون، بوسع العيسي تقريبًا تأمين و نقل أي شيء للجميع. باع الطعام و الوقود للقوات السعودية و الإماراتية في اليمن، و ساعد على إبقاء الجيش و الحكومة على قدميهما، و الكثير يدينون له بالخدمات.

منزله – و هو عبارة عن شقة في القاهرة – هو المركز الثابت للعالم اليمني، ينتظره بصبر رؤساء وزراء سابقون، و وزراء، و زعماء قبليون، و رجال أعمال، و أعضاء في البرلمان، و قادة عسكريون.

زيارة موسكو

يقول العيسي عن زيارته الأخيرة لموسكو، أن الزيارة كانت لفتح علاقات و آفاق جديدة للائتلاف الوطني الجنوبي. (الائتلاف الوطني الجنوبي هو تنظيم سياسي مركزه الجنوب تأسس في مايو/آيار 2018). و في الوقت نفسه ردًا على زيارة الآخرين (المجلس الانتقالي الجنوبي) حين ذهبوا إلى موسكو. يؤكد العيسي أنه رأى الحكومة “الشرعية” مقيّدة في مكانها، فأراد أن يفتح علاقات للائتلاف الجنوبي على الأقل. 

و لفت إلى أنه ألتقى في السابق مع مسؤولين في السفارة الأمريكية و البريطانية، و أوضح لهم موقف الائتلاف. مشيرا إلى أنه يفضّل أن يكون لدى الائتلاف تواجد في روسيا أيضًا. واصفا الزيارة بـ”الإيجابية”.

و أوضح أن لقائه بـ”ميخائيل بوغدانوف” المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط و دول أفريقيا، كشف له أن روسيا بدأت تبدي اهتمامًا بالوضع في اليمن. منوها إلى أن حديث بوغدانوف نال إعجابه. مشيرا إلى أن موسكو لا تقف مع “الحوثيين” في السيطرة على اليمن، خاصة تمددها نحو الجنوب، ما يعني أنهم يركزون على جنوب البلاد. لافتا إلى أن الروس لا يقفون مع عاصفة الحزم أو التحالف الذي تقوده السعودية. مبيا أن بوغدانوف قال انهم مع حوار اليمنيين للتوصل إلى تفاهم. نافيا أن يكون قد قرر استيراد المشتقات النفطية من روسيا. لكنه أشار إلى أن ذلك ممكنا بالطبع لأن أسعار الروس جيدة مقارنة بالأسعار الأخرى.

و نوه إلى أن استيراد الوقود الروسي أمر صعب. موضحا أن الحديث عن سوق حر و أسعار تنافسية و شركات و وسطاء ماليين (بروكرات) نسمعه منذ سنين، لكن حتى آخر خطوة (نحو هذا الهدف) لم تُثمر شيئًا. و قال: عندما ذهبنا إلى بابهم الرئيسي، و هو شركة النفط الوطنية، و تحدثنا معهم في اجتماع بسيط. (بعد مغادرتنا) أعطونا وعودًا، و هذه إشارة إلى أنهم مهتمون بالأمر. و لنا زيارة ثانية إلى هناك.

ادارة بايدن والائتلاف والانتقالي

و أعتبر العيسي أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أفضل لليمنيين، كون الإدارة السابقة سلّمت ملف اليمن للتحالف بالكامل.

و لفت إلى أن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي هو من الأسباب الرئيسية لإعلان الائتلاف الوطني الجنوبي. مشيرا إلى أنه ليس ضد الانتقالي. و قال: لاحظنا بعد “تحرير” المحافظات الجنوبية منتصف 2015 أننا عدنا للنمط الشمولي الذي (تبنّاه) الحزب الاشتراكي لحكم جنوب اليمن، و الذي كرّس جزء منه الرئيس السابق علي عبد الله صالح تحت مبرر السيطرة و الحفاظ على الوحدة. منوها إلى أن المجلس الانتقالي لا يعمل إلا مع حزب واحد أو قوة واحدة و البقية لا رأي لها. معتبرا أن حضور الأحزاب السياسية، المؤتمر الشعبي العام و الإصلاح و الناصري و كل الأحزاب الأخرى في المحافظات الجنوبية كان خجولًا و خفيًّا حيث لا يستطيعون تنظيم أي نشاط أو فعالية، كنوعٍ من الاستسلام للانتقالي. 

و أشار إلى أنه و الائتلاف الجنوبي من ضمن الجنوبيين الذين يسمون أنفسهم وحدويون. منوها إلى أنهم يقفون مع اليمن الكبير. و قال: بادرنا عبر تأثيرنا و وجودنا في الساحة الجنوبية – رغم أنهم في البداية كانوا يقولون إني لست جنوبيًّا – للاتفاق مع 13 حزبًا سياسيًّا من بينهم أحزاب المؤتمر و الإصلاح و البعث و التنظيم الناصري و الأخير انسحب في النهاية و حزب النهضة و مكونات في الحراك الجنوبي و مؤتمر حضرموت الجامع، و هؤلاء هم أغلب المكونات الجنوبية، لنشكّل كتلة قوية تواجه المجلس الانتقالي الجنوبي أو الساعين لانفصال جنوب اليمن بشكل عام. مشيرا إلى أن الائتلاف شكل، و منحت السلطات المصرية كل التصاريح و الموافقات لحفل الاشهار، لكن الإماراتيين، تدخَّلوا في الأخير، و أفشلوا الحفل. فألغى المصريون التصاريح متذرعين بوزارة الخارجية المصرية، رغم أنهم أعطونا موافقة سابقة. و بالتالي، أشهرنا الائتلاف الوطني الجنوبي من عدن، و كان أول فعالية سياسية لم تكن تابعة للمجلس الانتقالي تُنظم بشكل رسمي في المدينة، حيث حضرها حشد كبير. معتبرا أن إعلان الائتلاف من عدن و ليس من أي مكان آخر دليلًا على قوته، رغم أن بعض حلفائه القريبين وقفوا ضده.

و كشف أن لدى الائتلاف فرع في محافظة الضالع، و ثلاثة من أعضاء المجلس الأعلى للائتلاف ينتمون لذات المحافظة. مءكدا أن الائتلاف ليس مناطقيًّا بل مع الوحدة اليمنية فما بالك بالوحدة بين المحافظات الجنوبية.

و لفت إلى أن المعارك التي اندلعت منتصف أغسطس/آب 2019، و انتهت بسيطرة الانتقالي على مدينة عدن و عدد من المحافظات الجنوبية أسفرت عن مصاعب كثيرة أعاقت نشاط الائتلاف في عدن.

و نوه العيسي إلى أنهم كانوا جاهزين في محافظة لحج، غير أنهم نُصحوا ممن اسماهم “اللي على بالك” قاصدا بذلك (السعوديين) بالتوقف. مشيرا إلى أن الرسالة الخاصة بمحافظات شبوة و أبين و حضرموت وصلت (يقصد أن الائتلاف نظّم فعاليات جماهيرية في المحافظات الثلاث). أما في محافظة المهرة، فأشار إلى أنه كان هناك تصاعد للعنف الثوري ضد المملكة، فقالت قيادة الائتلاف هناك إن أي فعالية يرغبون بتنظيمها مسموح بها، لكن سينظر إليها على أنها ضد التحالف و ضد السعودية بشكل خاص، فنصحت ألا نثير عداوة السعوديين، ما جعلنا نوقف تنظيم أي فعالية.

اتفاق الرياض

و وصف اتفاق الرياض بأنه بـ”الجيد و الممتاز”، لكنه اعتبر نصوصه و طريقة التعامل معه غير عملية، و هي عبارة عن مراضاة. و قال: تشكّلت الحكومة لكن اتفاق الرياض لا يلبّي الطموح بشكل عام، و لم يُنفذ. و نوه إلى أن ما كان في صالح المجلس الانتقالي نفذ فقط، أما ما هو للصالح الوطني أو الحكومة “الشرعية” لم يُنفذ سوى القليل منه. 

و أشار إلى أن “أحمد لملس” محافظ عدن، يقوم بأعماله في ظل صعوبات. متمنيا له التوفيق. منوها إلى أن اتفاق اليراض لم يُنفذ أساسا، و أول نقطة فيه هي عودة ألوية الحماية الرئاسية إلى مواقعها السابقة في مدينة عدن و تنفيذ الشقين الأمني و العسكري، و حتى اليوم لم يُنفذ سوى تشكيل الحكومة فقط أما بقية البنود لم تُنفذ، عوضا عن أن الاتفاق قوّض “الشرعية”.

التجارة في المحافظات الشمالية

و قال: إذا فكرت بتجارتي، سأعمل مع “الحوثيين” و مع المجلس الانتقالي و مع الحكومة “الشرعية”. مشيرا إلى أن الصورة واضحة، و التجار جميعًا يعملون في المناطق الثلاث، سواء تجار الشمال أو الجنوب.

و أضاف: أنا الوحيد الذي حددت موقفي من “الحوثيين”، و كل رؤوس أموالي و إمكانياتي الاقتصادية في مدينة الحديدة و العاصمة صنعاء. منوها إلى أن التجارة مهمّة، لكن الوضع الذي وصل إليه مع الحوثيين كان مستحيلًا.

و نفى أن تكون تجارته في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين قائمة، و النفط الذي يصل إلى أن هناك يمر عبره. و قال: أتحدى أي شخص يثبت ذلك. موضحا أنه منذ أول يوم من عاصفة الحزم لم يعد لديه أي نشاط تجاري في المناطق الخاضعة للحوثيين أبدًا. مؤكدا أنه تجارته متوقفة. متهما الحوثيين بالاستيلاء على بعض الممتلكات مثل المنازل و الأراضي في صنعاء و كذا مستشفى، عوضا عن اغلاق مقر شركاته و مصانعه و كليّة الشفاء الطبية في مدينة الحديدة. مستدركا أنه لا يوجد لديه هناك سوى العمل الخيري و دفع رواتب الموظفين الباقين في منازلهم منذ 2015 حتى اليوم.

ميناء الحديدة والنفط

و أشار إلى أن أنصار الله “الحوزثيين” يتزودون بالنفط عبر عبر ميناء مدينة الحديدة بواسطة التجار الذين صنعوهم. و قال: كان يساعدهم في البداية نجل توفيق عبد الرحيم لكنهم سجنوه لاعتقادهم بأنه معارض، و حاليًّا يتزودون بالوقود عبر تجارهم.

و قال: قبل اندلاع الحرب، لم يكن أحد يعمل في قطاع النفط سواي و توفيق عبد الرحيم. حاليًّا دخل الجميع للتجارة في قطاعات غير اختصاصهم، مثل أحمد المقبلي (أكبر مستورد وقود في الحديدة)، الذي كان يعمل في تجارة قطع غيار السيارات لكنه اتجه لتجارة النفط. معتبرا أن ذلك يتم بالمخالفة للإجراءات التي فرضها التحالف و الأمم المتحدة.

و أضاف: في البداية كانوا يمنعون دخول النفط إلى “الحوثيين” إلا عبر المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة مثل عدن، و لكنهم لم يستطيعوا السيطرة على هذا في النهاية؛ لأن رئيس الحكومة كان يرفع لهم كل عام توجيهات استثنائية يُدخِل بها عددًا من سفن النفط.

و أشار إلى أنهم توصّلوا إلى اتفاق تطبيق نظام اللجنة الاقتصادية القاضي بدفع الضرائب و الجمارك إلى البنك المركزي في عدن، لكنهم اتفقوا مرة أخرى على دفعها في البنك المركزي بالحديدة.

و تابع: البضائع التي تدخل عبر آلية الأمم المتحدة للتحقق و التفتيش بشرط ألا تأتي من إيران، تُباع للحوثيين كما تُباع في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، شريطة دفع الضرائب و الجمارك لحساب في البنك المركزي بالحديدة، على أن يغطي هذا الحساب رواتب بعض موظفي الدولة، و بقية الرواتب تدفعها الحكومة.

و أشار إلى أن المبلغ في حساب البنك المركزي بالحديدة وصل تقريبا إلى 38 مليار ريال يمني. متهما الحوثيين بمخالفة الإجراءات التي سمحت لهم بإدخال الوقود، و بالتالي منع التحالف دخول أي باخرة محملة بالنفط إلى ميناء الحديدة، ما أدى إلى أزمة الوقود في يونيو/حزيران 2019.

معين عبد الملك تاجر وهو شريك فعلي لعدد من التجار

و قال العيسي إذا كان رئيس الحكومة معين عبد الملك يقول انه فاسد، عليه إثبات ما يقول. مشيرا إلى أن خلافه مع “معين” ليس لأنه رئيس حكومة أو لأنه مقصِّر، و لكن كونه تاجر، محملا اياه جزء من مسئولية الفساد.

و أكد أن “معين” مرتبط مع مجموعات تجارية، لكن استدرك بالقول: “سأحتفظ بهذه المعلومة الآن”. و عاد للتوضيح بأن “معين عبد الملك” مرتبط رسميًّا مع أولاد الصغير (شركة مقاولات عمل معها معين في السابق) و مجموعة هائل (مجموعة شركات هائل سعيد أنعم) و مع شهاب (شركة شهاب للاستيراد)، و دخل معهم شريكًا في مشروع استثماري باثيوبيا، و أعمال و مقاولات أخرى. مضيفا أن “معين” مرتبط بمجموعات تجارية أخرى كبيرة؛ يسهِّل عملهم و يسخِّر كل دعم الدولة لهم. منوها إلى أن كل هذه المجموعات التجارية تدفع ضرائبها لـ”الحوثيين”، بينما لها الأولوية في الاستفادة من إمكانيات الحكومة “الشرعية” و “التحالف”.

و قال: أنت تعمل مع “الحوثيين” و أنا أعمل مع “الشرعية”، ولاؤك و إيراداتك لـ”الحوثيين” و ولائي و إيراداتي للحكومة “الشرعية”. مع “معين” تُسهّل لك الأمور أكثر و تُعطى لك صلاحيات أكبر.

و تابع: أنا لا أتحدث عن مجموعة معينة، بل عن معين عبد الملك و سياساته. استفادت منها مجموعة هائل سعيد، و فاهم (حيدر فاهم، أكبر مستورد للقمح) و ثابت (مجموعة إخوان ثابت الاقتصادية) و كذلك تجار آخرين. العيب ليس في التاجر، بل في المسؤول الذي هو تاجر في نفس الوقت.

مكتب الرئاسة

و أكد أن السياسة ليست محرمة على رجال الأعمال. مؤكدا أن السياسة فرضت عليه، لكنه أشار إلى أنه لم يتحول من سياسي إلى رجل أعمال، بل العكس. مرجعا السبب للظروف الاستثنائية. و قال: السياسيون الذين اعتمدنا عليهم كانوا فاشلين. مضيفا أنه بعد أن غادر الحديدة على وقع المعارك و وصل إلى عدن، لم يجد أحدًا من السياسيين و المسؤولين هناك. واصفا اياهم بـ”العملاء”. و قال: “هل هم ضعفاء..؟ هل هربوا..؟ حينها لم أكن أعلم”. مؤكدا أنه في المكتب الرئاسي و ليس له أي عمل رسمي و لا يضع توصيات و لا يصدر توجيهات. معتبرا أن منصبه فخري، و لا يصدر عبره توجيهات أو قرارات.

و قال: ساعدنا الدولة في بدايتها حين وصلت إلى عدن. تعاونّا معها، و جهزنا كل شيء، و حتى اليوم ما تزال تدين لنا بالمال.

و تابع: أعدنا تجهيز مؤسسات الدولة، و إصلاح ما خربته الحرب، و المساعدة في إمداد الجيش بالتغذية و الخدمات اللوجستية الأخرى، و لم تدفع الحكومة مستحقاتي حتى اليوم، لذا آخر مرة عملنا معها كان في نهاية 2016.

ديون على الحكومة

و نفى ان يكون قد استفاد من الحكومة. مؤكدا أنه لم يستغل موقعه و لا مهاراته. مبينا أن الدولة مدينة له حتى اللحظة. موضحا أن تكلفة الغذاء و ما إلى ذلك بلغت نحو 500 مليون ريال سعودي (حوالي 133.3 مليون دولار). مشيرا إلى أنه قام بدور المؤسسة الاقتصادية اليمنية، من توفير تجهيزات للجيش و الحكومة، كالمركبات و الإصلاحات و المخيمات و المعدات و الغذاء. مشيرا إلى أن الحكومة لم تدفع له منذ بداية 2017 شيئًا.

و لفت إلى أنه نقل النفط و الوقود بين المحافظات اليمنية لأكثر من 25 عامًا، حيث كان ينقل نفط خام صافر من رأس عيسى إلى مصافي عدن، و ينقل مشتقاته من مصافي عدن إلى الحديدة و المخا و المكلا و سقطرى.

و قال: في بداية التسعينيات، ذهبت الشركات الأجنبية و أخذت مكانها، و عقب استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء و انطلاق عملية عاصفة الحزم أوقفت هذه العمليات – أو حتى قبل ذلك أعتقد.

و تابع: المصافي أوقفت ضخ المشتقات النفطية للمحافظات الشمالية، و الحوثيون أوقفوا ضخ النفط الخام إلى مصافي عدن لأن الأنبوب الذي يغذّي المصافي في رأس عيسى بالحديدة يقع تحت سيطرتهم.

و أشار إلى أنه احتفظ بـ600 ألف برميل نفط حتى “تحررت” عدن. معتبرا أن خسائره كانت من بقاء النفط في سفينة صافر برأس عيسى، و تصل إلى مليون دولار. منوها إلى أنه كانت عند الحكومة مستحقات له إبان الحرب في عدن بقيمة أكثر من 40 مليون دولار، و لم تُسدد.

شركة واي واستيراد الوقود

و قال العيسي ان شركة “واي” للاتصالات كانت موجودة قبل أن يبدأ تجارته، و قبل اندلاع الحرب، و كان يحاول شراء أسهم منها، لكنه لم يستطع، و هي قطاع خاص لسعوديين و إماراتيين.

و أوضح العيسي أنه كانت تجري في بداية الحرب إصلاح للطرق بما يسمح لميناء عدن باستئناف العمل و توفير احتياجات المحافظات الشمالية من الوقود بعد إغلاق التحالف بقيادة السعودية الاستيراد عبر ميناء الحديدة، و بما يمنع خلق مشاكل كنقص الغذاء أو المشتقات النفطية في الشمال. مشيرا إلى أنه مُنح تسهيلات استيراد الوقود إلى المحافظات الشمالية دون جمارك و ضرائب، و تسهيلات من الأجهزة الأمنية بأن تبقى الطرق البرية سالكة نحو المحافظات الشمالية، لكن حصل خلاف مع الإماراتيين و لم يتم شيء من ذلك، و ما تم هو تحرير المشتقات النفطية.

و قال: عملُنا ظل مستمر طبعًا في استيراد الوقود، ثم أعلنوا مناقصات لتوريد الوقود لمحطات الكهرباء، اشتركت في البداية عدة شركات لتوريد الوقود، لكن لم تدفع لها الحكومة أموالًا، بل لم تقدم لها التزامات بالدفع.

و أوضح أن الشركات كانت تشتري الوقود و ترد عليها الحكومة “نتحاسب لاحقًا” فلم تتعامل معهم الشركات الخارجية لأن البلد في حالة حرب. منوها إإلى أنه كات متواجدا هناك فبدأ يستورد الوقود.

و كشف ان هناك سبع جهات تصيغ المناقصات، هي شركة النفط و مصافي عدن و وزارة المالية و الجهاز المركزي للمحاسبة و وزارة الكهرباء. نافيا أن يكون قد تدخل في المناقصات.

و أوضح أنه اذا كان هناك مناقصة لشراء 40 ألف طن ديزل أو شراء 50 ألف طن مازوت، تصل الباخرة و تفرّغ الوقود في الخزانات بعدن دون أي عائق، ثم تضخها مصافي عدن عبر شركة النفط.

و حول الكهرباء. قال العيسي: لا أحد يستطيع أن ينافس في هذا القطاع إذ أن شركة الكهرباء لا تدفع المال و ليس لديها أموال. مضيفا أن الشركة لا تمتلك أي مقومات تحفزك للعمل معها. واصفا التعامل معها بـ”المتعب فعلًا”. و استدرك: لكن لضرورة عدم انقطاع الكهرباء، تعلن الحكومة عن مناقصات حتى لو لم تدفع”.

و اتهم معين عبد الملك بخداع الناس. و قال: أصدقاء معين من أتى بهم هم تجار الحوثيين، زيد الشرفي و مجموعة السنيدار و المقبلي، الذين كانوا يعملون في الحديدة.

و قال: لا يريد أحد في عدن إحضار الديزل. لماذا..؟ لأنه في حال اشترى كمية بهدف جني بعض الربح سيذهب نصفها أو ربعها أو 20٪ منها لتوليد الكهرباء.

السفير السعودي

و قال العيسي: محمد آل جابر يعمل لمصلحة بلده، و وجد موظفين يمنيين مطيعين. و يعد نفسه بأنه حقق نجاحًا.

و أضاف: العيب ليس فيه بل هو فينا كيمنيين. المسؤولون اليمنيون لا يعبّرون عن رغباتنا و لا يعكسون قضايانا.

و تابع: المسؤول اليمني يبحث عن مصلحته، يريد العيش و ضمان راتب و الحفاظ على منصبه و تعزيز علاقاته مع السعوديين و الإماراتيين و حتى مع الصينيين. لا يريد مشاكل مع أحد، و يريد فقط أن يرضي الجميع.

عبد ربه هادي

و أكد العيسي أن الرئيس عبد ربه هادي لا يمتلك دعم أحزاب و لا جيش يحميه و لا قوة اقتصادية. معتبرا أن وضعه صعب و لا شك أن هناك تقصير منه. مؤكدا أن المسؤولية في الأخير تعود إليه، و لكن له ظروفه.

الامارات

و اتهم العيسي الامارات بأنها تؤذيه، بل و ترغب بتصفيته. نافيا أن يكون لديه أموال في دبي. مبينا أنه يشتري من دبي فقط، و باسم شركته و ليس باسمه. مؤكدا أنه لا يدخل الإمارات، و إذا دخلها، لن تجده بعدها. و قال: حربي مع الإمارات و مع المجلس الانتقالي و مع الحوثيين ليست خافية.

و قال: عليًّ شراء النفط من الإمارات لأنها السوق الأفضل و الأقرب و كل شيء متوفر هناك. و مكتبي موجود فيها قبل اندلاع الحرب، و قبل دخول الإمارات إلى اليمن.

و أضاف: الإماراتيون ضايقوا مكتبنا و استدعوا الموظفين عدة مرات، و لكن مكتبنا لا علاقة له بالسياسة، و الموظفون ليسوا منّا (يمنيين) أصلًا. حاول الإماراتيون كل ما يستطيعون، و لكنّنا واضحون و شفافون، ثم بدأوا يقولون إنني استورد النفط من إيران.

و أكد أن نفطه كله من الإمارات.مشيرا إلى أن ذلك هو سبب بقاء مكتبه هناك. منوها إلى أنه يشتري من الإمارات، و لا يسألهم من أين أحضروه. مؤكدا أن الإمارات كفيلة بالتحقيق إذا ما وجدت شيئًا يدعو للشك في تعامله مع إيران، رغم أنها أقرب إلى إيران و الحوثيين منّا.

و قال: إذا أُتيحت للامارات فرصة لإدانته بالتعامل مع إيران أو الحوثيين لن تتردد، كما فعلت بعشرات التجار اليمنيين، من ضمنهم المقبلي. موضحا أن الإماراتيون داهموهم آخر الليل في منازلهم، و احتجزوا منذ أكثر من عام و نصف. مشيرا إلى أنهم اتهموا بالتعامل مع إيران، وليس مع الحوثيين. لافتا إلى أن التعامل مع الحوثيين ليس ممنوعًا.

و لفت العيسي إلى أن الحوثيون كانوا يؤمّنون وقودهم من الإمارات عبر التجار البحرينيين و العراقيين و الإيرانيين و اليمنيين. و قال: ما يزال عشرة تجار مسجونين في الإمارات بتهمة التجارة مع إيران بينهم يمنيان هما شريف أحمد باعلوي و المقبلي و البقية عراقيون و بحرينيون. مشيرا إلى أن القوات الاماراتية التي كانت موجودة في عدن و المخا و حضرموت و سقطرى، تتزوّد بالوقود عبره، و كانوا يشترون منه وقود الديزل.

مأرب

و قال العيسي ان مأرب لن تسقط في يد الحوثيين. مؤكدا ايمانه بأهلها. مضيفا أنه إذا سقطت ستكون كارثة لليمن شماله و جنوبه. موضحا أن مأرب هي التي تحافظ على وحدة اليمن.

و أشار إلى أنه في حال سقطت عدن سيستعيدها الناس، و لكن إذا سقطت مأرب سيتمسك الحوثيون بالمحافظات الشمالية، و المجلس الانتقالي الجنوبي سيأخذون المحافظات الجنوبية. و قال: أما نحن سنُشرد من دولة إلى أخرى.

الاماراتيون وأنصار الله

و كرر التأكيد أن الإماراتيون مصرون على قتله. مشيرا إلى أنه الحوثيين أخطر، لكن ليس لديهم قضية شخصية معه. زاعما أن مشكلة الحوثيين مع الوطن كله و هو جزء من المكوّن الوطني.

و أضاف: لكن الإمارات تستهدفني شخصيًّا بينما الحوثيون يدافعون عن موقع محدد. نحن جميعًا معترفون أنه “عدو” سرق ممتلكاتنا و منعنا من دخول بلادنا، لا حاجة للحديث بهذا الشأن.

معين والميسري

و قال ان معين هو من عزل وزير الداخلية السابق أحمد الميسري و وزير النقل السابق صالح الجبواني. مؤكدا أن معين مرر القرارات التي يريد. متسائلا: هل يصعب عليه إثبات فساد أحمد العيسي..؟ لِم لا يثبت ذلك؟ أنا خلافي معه تجاري، أعده منافسًا تجاريًّا.

و اتهم معين بأنه يدعم مصالح تجارية له علاقة بها و يتجاهل المصلحة العامة، و يركّز على مواضيع غير مهمة.

و تسأل: من المخوّل بمناقشة تنفيذ اتفاق الرياض؟ أليس هو؟ هل تحدث حول الشقين الأمني و العسكري من اتفاق الرياض؟ هل حاول حل المشاكل التي تواجه ميناء عدن و مطارها..؟ الناس و التجار يعانون الأمرّين في ميناء عدن، هل حقق الأمن..؟ يتفضل. ما كان موقفه من قضية البنك المركزي؟ هو منع وصول القضية إلى القضاء. الجهاز المركزي كشف المخالفات في بنك التضامن التابع لمجموعة هائل سعيد أنعم، و بنك الكريمي، لِم لَم تُبحث هذه القضايا..؟ كشفها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، و رفع قضية للقضاء، لكن معين أوقفها. كما أنه هناك فساد يُمارس عند التعامل مع الوديعة السعودية، و ممارسات فساد أخرى، مثل نهب أراضي الناس.

مرشح لخلافة هادي

و قال العيسي أنه لو حدث شيء لهادي، فإنه يرى نفسه أفضل من كل الذي في الساحة. مضيفا: بصراحة، الاسم الذي اقترحه هو أحمد العيسي.

و تابع: أنا أرى أني مزيج من سلطة عبد الله بن حسين الأحمر و شاهر عبد الحق و علي عبد الله صالح.

المصدر: مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى