العرض في الرئيسةفضاء حر

السامعي يحذر من يقتفي أثرهم في سلطة الإنقاذ

يمنات

طه العامري

تابعت بكل حواسي اللقاء الذي أجرته ( قناة الهوية الفضائية) مع الفريق سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى الأسبوع المنصرم وهو اللقاء الذي وضع الشيخ والفريق سلطان أحمد عبد الرب السامعي في ذات المكانة والسياق المرموقين الذين عرفا بهما الرجل منذ قرر خوض المعترك السياسي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ..

هذا الرجل الذي ورغم المتغيرات التي شهدتها الخارطتين الوطنية والقومية ظل متمسكا بمواقفه وثوابته المبدئية مع إتساع رؤيته وتطور مفرداته السياسية وخطابه السياسي وبما يحاكي تداعيات اللحظة ويلبي الرغبة الجماهيرية في كل ما يتعلق بشؤن حياتها وطلباته وهمومها اليومية ..

في اللقاء كعادته في كل لقاءته كان صريحا وصادقا وواضحا وشفافا في تشخيصه لكل ما يتصل بهموم الناس ومطالبهم متمسكا بثقافة انحيازه المطلق والدائم للوطن والمواطن وللأمة وقيمها ..

لقد حاول الزميل ( الغابري ) مقدم البرنامج _ في قناة الهوية _ في استفزاز الشيخ سلطان بطرحه مجموعة من الأسئلة الموجهة وحدث هذا كثيرا مع الشيخ سلطان السامعي ومن قبل أكثر من مذيع وفي أكثر من قناة وخاصة بعد أحداث ديسمبر التي حدثت بين الرئيس السابق ( صالح ) وجماعة (أنصار الله ) ولست أعرف حقيقة الدوافع الكامنة خلف مثل تلك التساؤلات المريبة مع أن الجميع في داخل اليمن وخارجها يعرفون موقف الشيخ سلطان السامعي الذي عبرا عن انحيازه للغالبية الجماهيرية رافضا كل المغريات التي وضعت أمامه من النظام السابق ومن حلوا محله وكذا المغريات الخارجية التي قدمت لها والتي تسيل لعاب الكثيرون لكن السامعي رفضها جميعا مفضلا البقاء في خندقه الوطني والقومي ملتحما بالغالبية الجماهيرية حاملا لهمومها ومعبرا عن امانيها وتطلعاتها مؤمنا أن الجماهير هي صاحبة المصلحة في التحولات وهي صانعة هذه التحولات وراسمة معالمها ..

بعد قيام دولة الوحدة وفيما كان الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وما بنهما يصفقون للنظام ورموزه وأركانه ؛ كان للشيخ سلطان السامعي شرف قرع جرس الإنذار محذرا من نهاية مأساوية لتلك ” الزفة ” المجبولة بكل مفردات النفاق ؛ وكان له ولرفيقه الراحل عبد الحبيب سالم مقبل شرف إيقاد شعلة الإرادة الوطنية المعبرة عن هموم الغالبية المسحوقة من الشعب معلنا وبكل صراحة وشفافية بأن ثمة أخطاء ارتكبت من قبل شركاء الوحدة وأن تلك الأخطاء تعد بمثابة ( قنبلة موقوته ) وكانوا صادقين في طرحهم أنقيا بنواياهم التي فسرها النظام ورموزه بطريقة خاطئة لتثبت تداعيات الاحداث اللاحقة بسلامة رؤية وموقف سلطان السامعي .

في كتابه الموسوم بعنوان ( الإنسان موقف ) إعاد الشيخ سلطان تحضير مواقفه السابقة والتي تتماهي حد التكامل والتماهي مع مواقفه الراهنة التي يعكس بها ومن خلالها المصلحة الوطنية والقومية للشعب مؤكدا إيمانه المطلق بأنه وأمثاله هم خدام للشعب وليسوا سيوفا مسلطين على رقاب هذا الشعب والمؤسف أن البعض يجهل هذا السلوك النضالي للرجل وخاصة أولئك الذي يرون المسئولية ثارا أو مغنما ؟ّ!

حملات تشهير كثيرة تعرض لها الرجل ولا يزل على خلفية مواقفه وخاصة ما يتعلق منها برموز الفساد الذين هم أعداء حقيقين للشيخ سلطان السامعي وأشدهم أولئك الفاسدين حد الوقاحة الذين يرتكبون كل المؤبقات ثم يدعون النقاء والطهر زورا ..؟!

والحقيقة أن الشيخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى وهو المنصب الذي لا يفتخر به سلطان بل يفترض بالمجلس أن يفتخر ويتباهى بالشيخ سلطان الذي يعد الوحيد داخل هذا المجلس متفاعلا مع هموم الناس وتطلعاته فاتحا أبوابه وهواتفه لاستقبال شكاوي الناس أناء الليل وأطراف النهار فيما البقية لا نراهم ولا يعرفهم الشعب إلا من خلال شاشات الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي وهذه الظاهرة تجسد حقيقة واحدة وهي أن سلطان السامعي هو قائد جماهيري وسياسي جماهيري ومثقف جماهيري ويحمل هموم وتطلعات الجماهير وهذا ما يفترض أن يكون عليه كل مسئول في أي سلطة وأي دولة ولكن في بلادنا لا نرى من يعتمد هذا السلوك ويؤمن به سواء الشيخ سلطان وبعض رفاقه من أمثال المناضل أحمد سيف حاشد والمناضل عبده محمد بشر وهؤلاء الذين يخوضون معركتهم ضد الفساد ورموزه ليس نكاية بأحد بل حبا بوطنهم ورحمة بشعبهم ورغبة باستقرار الوطن والشعب وقد كانوا بدورهم خلال اللقاء ضمن التساؤلات الاستفزازية لمقدم برنامج قناة ( الهوية ) وقال الشيخ سلطان شهادته الشجاعة والصادقة بكل صراحة وشفافية غير أبه بما يكيل له خفافيش الظلام من ردود أفعال غاضبه.

سلطان السامعي مناضل جماهيري ورجل دولة بامتياز وسياسي محنك ومثقف اجتماعي موسوعي يرى ذاته في الجماهير ومنها يستمد قوته ؛ وخطابه يحمل ويجسد هموم هذه الجماهير ؛ ولأنه كذلك فأنه يثير حنق وغضب بعض حديثي العهد بالمسئولية وبالنضال الوطني الذين ينظرون للمسئولية إما بنظرة ثأرية وانتقامية أو بنظرة استعلاء وتسلط وعربدة وهؤلاء الذين يقلق منهم رجل بحجم ومكانة ودور وتاريخ الشيخ سلطان السامعي الذي يرى هولاء المسئولين بأنه أخطر من ( العدوان ) وأفعالهم أكثر وبالا على الوطن والشعب من نتائج العدوان وجرائمه ..؟!!

سلطان السامعي كان أول معارض لشركاء الوحدة ومحذرا من نتيجة كارثية لمسارهم ولكن للأسف لم يستمعوا له فوصلوا عام 1994 م للكارثة التي حذرهم منها ؛ بعدها كان السامعي أكثر من حذر النظام السابق وقدم له النصائح والمبادرات التي تداولتها وسائل إعلام محلية وعربية ودولية ولكن النظام واجهها بالتجاهل بل ودفع من يشكك بمواقف الرجل إلا أن حدث ما حذر منه السامعي ..اليوم السامعي يحذر من يقتفي أثرهم في سلطة الإنقاذ فإن تجاهلوا تحذيراته فلن يكونوا أسعد حظا من أسلافهم وهذا ما ستؤكده قادم الأيام فترقبوا .

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى