فضاء حر

عن الأحزاب

يمنات

محمد اللوزي

مرعب حينما تنادي الاحزاب بالديمقراطية، وهي وتمتلك مخزون كبير من السجانين والمحققين. وحين تتحدث عن مؤسسات الدولة، وهي تمتلك ميليشيا تقهر الحياة باسرها، وحين تتحدث عن دولة مدنية وهي تنحاز الى الحزب وتجعل رايته فوق الوطن.

مشكلة كبيرة أن تجد هذه الأحزاب وقد خانت رفاقها من سجنوا وشردوا واستشهدوا من أجل قيم ومباديء أيا كانت هذه القيم والمباديء نتفق او نختلف معها، لكنها مواقف تحترم وترفع لها القبعات وآيات الامتنان.

مشكلة عويصة أن ينبري قادة الاحزاب للحديث عن الديمقراطية والانتخابات وهم لهم عشرات السنين متربعون على رأس هذه الاحزاب، لم يتزحزحوا قيد انملة.

هذه الأحزاب كذبة وطن من فكر وأيديولوجيا يسارية او يمينية إلى اضيق معنى للعصبوية والتكتلات والعصابات التي تحكمها المصالح والانتهازية. أحزاب انساقت الى مستويات الرخص والاستجداء، وانتقلت من ممكنات النضال الى البيع بالمزاد للضمير اولا ولكل مايجعل منها ذات معنى. لذلك تسقط في معترك المال والفساد وتسايره وتجعل منه مبدءا تقدمه على ماعداه.

هذه الأحزاب خراب ديار لم تنتصر إلا للهزيمة وتقديم التنازلات ومفاوضات على الدفع بالتقسيط او مقدما.

أحزاب رخيصة بدليل إنها تصفق لأول قادم على الكرسي يحكم بالسوط والقهر. وتتحول في لحظة الى شاهدزور. رأيناها مع مايسمى شرعية ومع سلطة الأمر الواقع. انقسمت فريقين لهذا وذاك، وغرقت في مستنقع الاستجداء وجعلت لها أتباع يدورون في فلكها وينافحون عنها ويعقرون وطنا من أجلها. إنها أحزاب كارتونية تضج بالمآسي التي تنتجها للبلاد والعباد. أحزاب تناست تضحيات مناضلين شرفاء كانوا ذات زمن يشار إليهم بالبنان ولكنهم اليوم يشكلون عبئا ثقيلا على قادة مجرمين في حق الرفاق والأخوان والمسيرة وما خفي كان أعظم.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى