العرض في الرئيسةفضاء حر

أزمات الغرب .. وتخبطات العرب..!!

يمنات

د. وليد ناصر الماس

يقف العالم اليوم على عتبات أزمة اقتصادية خانقة، على خلفية السياسات الغربية الخاطئة.
لقد أحدثت جائحة كورونا ارتجاجا قويا في الاقتصاد العالمي، مكبدة إياه خسائر فادحة بلغت ترليونات الدولارات، على مدى عامين متتاليين.
ما ان انقضت جائحة كورونا حتى فجر الغرب أزمة أوكرانيا، التي أثبتت بقوة أهمية ومكانة روسيا للعالم أجمع على مختلف الأصعدة.

دفع الانهيار الاقتصادي الرهيب الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بفعل تداعيات كورونا، للعمل بطريقة سلبية لتعويض تلك الخسائر، من خلال طباعة المزيد من العملات الورقية للدولار واليورو دون وجود أي غطاء نقدي من الذهب، ولم يقابل تلك الأموال المطبوعة زيادة في الإنتاج، كل ذلك تسبب في ارتفاع نسب التضخم وتراجع مستويات النمو.

توجه مجموعة بريكس والذي ترمي من خلاله دول المجموعة إلى استبدال الدولار بالعملات الوطنية، في مجمل التبادلات التجارية البينية، سيكون له بالغ الأثر، وسيساهم في انخفاض الطلب على شراء الدولار، ويدفع بالكثير من رجال المال والشركات الكبرى إلى تقليص عمليات التعامل بهذه العملة، تحسبا لأي تغييرات قد تطرأ عليها.

العالم قادم على تحولات مهمة خلال السنوات القليلة القادمة، تتصل معظمها بالمجال الاقتصادي، فالدولار سيفقد عوامل قوته ونفوذه كعملة عالمية، ومن المتوقع ان تشهد الاقتصاديات الغربية انكماشا حادا، وتراجعا في الناتج المحلي الإجمالي، ولن تقف الأزمة الاقتصادية عند حدود الدول المتسببة فيها، بل ستتجاوزها للعديد من دول العالم الأخرى.

الدول العربية ستكون على رأس قائمة الدول المتأثرة بهذه الأزمة، نظرا لارتباط اقتصادياتها كليا بالدولار الأمريكي، فضلا عن وجود احتياطيات ضخمة لها في البنوك الغربية.
المرحلة إذا شديدة الحساسية، فهل بات العرب مدركين لمخاطر المرحلة؟..وماذا في أيديهم من وسائل للمواجهة؟…

زر الذهاب إلى الأعلى