العرض في الرئيسةفضاء حر

ظواهر دخيلة تبشر بقادم مظلم لتعز

يمنات

وائل جميل

صراع بين أطراف مقاومة تعز، وقهقهات الحوثي في الحوبان، تعلو!

مؤلمة .. هي تلك الجرائم المخفية، التي لا رائحة لها، بفعل الخوف والصمت الذي يفرضه الاوغاد، جرائم تحدث ولا يعيها الجميع هنا .. ويُصعب التقصي عنها، لغياب اعلام يحمل مهنة الحياد .. اصدقائي:

احببت ان اذهب انا وانتم، يداً بيد، ومعاً خطوة خطوة لمعرفة بعض ما يحدث داخل مدينة تعز.

قد يطلق عني البعض اسم الصحفي الصغير المتحوث على استحياء! .. لا بأس دعونا من ثقافة التخوين والفرز ولنكن واقعيين..

لم اكتب الان الا بمهنية..

في البداية يجب النظر لملابسات الاحداث ولخارطة الصراع والأخذ بعين الاعتبار لطبيعة الأطراف الفاعلة والمحركة للحرب، فبينما تتخذ مليشيات صالح والحوثي الكهنوتية، الجبال لحصار المدينة التي تتمترس فيها كثير من الجماعات وتتخذ من المناطق السكنية نقطة تجمع عسكري وقتالي .. واستهدافها للمدينة بالحديد والنار وبعشوائية، الامر الذي سبب في تضرر الحياة العامة من تدمير للمساكن وسقوط قتلى وجرحى في اوساط المواطنيين.

لم يتوقف الامر الى هذا الحد .. فمناطق تجمع مُسلحي المقاومة، صارت ساحة حرب بينية تتجدد بين الحين والاخر، بالاضافة الى حوادث القتل والنهب والاغتيالات والاعدامات .. حالة رعب وهلع وقلقل يعيشها السكان .. غدت هذه الحوادث كما لو انها امر اعتيادي ومؤلوف فما من يوم يمر على تعز الا وفيها حوادث، منها:

قتل لمواطنيين عُزل .. والباعة المتجولين .. تصفيات لمسلحين ضمن الصراع الدائر بين الجماعات .. نهب لمنازل مواطنين تحت تهم ومبررات واهية تأخذ اسلوب الابتزاز لطلب مبالغ مالية!

على سبيل المثال:

مازالت عمارة التاجر “واصل القرشي” حتى اللحظة تحت تصرف جماعة مسلحة يقودها “عزام الفرحان”، رفض المقتحمين تسليم العمارة الا مقابل مبلغ يصل الى مايقارب نصف ثمن العمارة..!

كـ عمارة “الجراس” في شارع جمال وغيرهم من ضحايا .. حسناً .. هذا نموذج للنهب والسطو على ممتلكات المواطنين .. اما بالنسبة لحوادث القتل و الاغتيال فحدث ولا حرج.

في اليوم الواحد من ثلاثة الى اربعة حوادث، بالاضافة الى الاعدامات والسلخ..

ففي الاسبوع الماضي تم العثور على شاب بحي الجمهوري مقتول بطريقة تدمي القلب .. مفصول الراس ومقطوع اليدين!

البعض سيقول هذه حادثة قد تم تداولها بالأعلام، جيب غيرها يا وائل..

حسناً .. المؤلم في الحادثة بعد ما طالت على مسامع الجميع .. قام البُعد الديني بإصدار شائعة، ان الشاب كان مدمن في شرب “الحشيش”، ويبتاع به! وسرعان ما خيم الصمت، فشائعات كهذه لا يتقبلها المجتمع كونه محافظ، تصبح فكرة خلق بيئة خصبة تُمهد لفرض مشروعهم امراً سهلاً..

كما تم الصمت عن حادثة مقتل صديقي انور الوزير قبل عامين، كونه علماني ملحد.

حسناً .. العثور على شاب اخر مقتول في سائلة “القمط” وقبلها تم العثور على فتاة مقتولة جوار احد المساجد.

كل هذة الجرائم تؤكد وجود جماعات منظمة تقوم بالتنفيذ لتقيد بمجهول وسط حالة صمت الأحزاب والقوة السياسية .. لا تظهر الا في وقت التبرير للمجرمين، حتى لايؤثر ذالك على تحالفها الوضح والصريح مع هذه الجماعات .. مثلا جماعة ابو العباس قائدها هو المسؤل المالي للمجلس العسكري الذي تشارك فيه الاحزاب بممثلين، و كذلك “كتائب حسم” التي يقودها عدنان رزيق .. نائب قائد المحور للجيش الذي تسمية الاحزاب بالجيش الوطني .. و ما بات يُعرف بالمفصعين هم مرتبطين بكل الاطراف.. و جماعة “غزوان المخلافي” على علاقة بقائد المجلس العسكري، وهذا ما يؤكد ان الجرائم التي تقترفها هذه الجماعة او تلك، تتم بغطاء سياسي وتحت مظلة الشرعية!

تم اقتحام مستشفى الثورة وتم قتل جريح داخل العناية المركزة، لأسباب غامضة

إعدام متهم بالقتل امام ومرأى من الناس من قبل كتائب حسم..

في سياق هذه الحادثة، تذكرت مقولة عظيمة للمفكر الفلسطيني “جورج حبش”

في كتاب “الثوريون لا يموتون ابدا”، مخاطباً افراد مقاومة بلده.

“الإعدام خارج القضاء لايبشر بوجود دولة”..

كل هذه الظواهر الدخيلة على تعز تبشر بقادم مظلم، إذا استمر تنامى تلك الجماعات في الساحة وغياب القوة الوطنية.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى