العرض في الرئيسةفضاء حر

ثلاث وخزات

يمنات

صلاح السقلدي

-1- البعض يعتقد اليوم أن نفي صفة الاحتلال البريطاني ” للجنوب منذ 1839م حتى 1967م” هو المدخل المناسب لبناء علاقات سياسية معها، فهذا تفكير سياسي قاصر, فكثير من دول العالم التي كانت تحت الاحتلال البريطاني تقيم اليوم علاقات جيدة معها منذ أن طُويتْ فترة الاحتلال وبداية مرحلة المصالح المشتركة، بمن فيها دول كبرى مثل أمريكا وكند والهند واستراليا دون أن تتنصل هذه الدول بأثر رجعي عن كفاحها ضد الاحتلال أو تخجل منه أو تقدمه قُــربانا على مذبح العلاقات السياسية مع لندن…!

فلا بد من التفريق بين ما اضطلعت به بريطانيا من واجب ومن تقديم خدمات تجاه عدن كون ذلك من صميم مهامها كسلطة أمر واقع، وبين حقيقة وجودها كدولة احتلال بعدن وبعموم الجنوب.. 

فنفي صفة الاحتلال عن بريطانيا -برغم أن هذا لا يغير بالأمر شيئا بعد أكثر من خمسة عقود على الاستقلال – والذي ربما قيل على سبيل المجاملات السياسية التي دون شك كانت غير موفقة- إلا أنه ينتقص من حجم التضحيات التي قدمها الشعب بالجنوب أثناء مرحلة الكفاح المسلح ، كما أن القول أنه لم يكن احتلالا يُــعد عدم اعتراف بشيء اسمه ثورة بالجنوب” ثورة 14 أكتوبر 63م، ومثل هكذا تفكير من شأنه أولا وأخيرا أن يفتح علينا مزيدا من أبواب الخلافات التي هي بالأصل قد اثقلت كاهل الجميع , وتصرف الأنظار بعيدا عن ما هو مطلوب مننا اليوم.

ولأن الشيء بالشيء يُـذكر فمن الطريف بالأمر أن نسمع وزير الخارجية البريطاني “جيرمي هنت” يصف الوجود الحوثي بالحُــديدة بأنه احتلالاً في نفس اليوم الذي يقول فيه البعض منا أن الوجود البريطاني بالجنوب لم يكن احتلالاً.! فكيف لا يكون الوجود البريطاني الذي دام قرن وثلث القرن احتلالاً ؟. ثم ماهي المناسبة التي نحتفل فيها كل عام ليلة 14أكتوبر ؟ وممن استقلال الجنوب عام 67م إن لم يكن هناك احتلال ؟

– 2- أمن المواطن ودمه وعِــرضه وماله لا يصلح أن يكون ورقة مساومة سياسية أو اداة تركيع وابتزاز كما نراه اليوم بشكل مؤسف تجاه القضية الجنوبية وعند كل تحرك سياسي جنوبي،خارجياً كان أو داخلياً.. وبالمقابل لن يقبل انسان حُــر عجرفة اجهزة الأمن وتفحيطات عناصره واسترخاص دماء الناس، فمثلما نرفض استهداف الأمن ومنتسبيه فأننا نرفض معاقبة الناس خارج حدود القانون، ولن نقبل استنساخ أساليب أجهزة أمن السنين الخوالي تحت ذات الذرائع ، مع إقرارنا بصعوبة المهمة الأمنية اليوم وتعقيدات الأوضاع وصعوبة التفريق بين البريء والجاني بعد أن اختلط حابل مصالح السياسي بنابل أمن المواطن.

– 3- حين يقول وزير الخارجية البريطاني ومن داخل عدن أن الشرعية غير قادرة على إدارة المناطق الخاضعة لها، فهنا يكون الوزير وهو وزير بريطانيا- وما أدراك من هي بريطانيا- قد قطع الشك باليقين بأننا إزاء سلطة عنوانها الفشل ومصيرها الاضمحلال بالمدى المنظور، وبالتالي يكون من المنطقي عدم الاعتماد على هكذا سلطة ناهيك عن لاقتناع بخطابها الإعلامي المخادع، فضلاً عن الفساد الذي أطبق شهرته الآفاق.

وحين يضيف هذا الوزير : أن الخروج من هذا المأزق هو تشكيل حكومة يمنية وطنية ،و أن على طرفي النزاع الانسحاب من الحديدة. فهذا يؤكد أن المجتمع الدولي قد ضاع ذرعا بهكذا وضع مشوش وضبابي يهدد مصالحه بهذه المنطقة الحيوية من العالم, وأنه قد عقد العزم على وضع نهاية لهذا الوضع، ولا بقاء على الخارطة السياسية إلا للأقوى. 

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى