أرشيف

اعترافات امرأة لم تكتمل

لا شيء يجبر امرأة أن تهجر منزل والدها وتفضل التشرد وعذاب الهروب مالم يكن هناك سبباً قوياً يرغمها بأن تغادر المنزل مالم ترى أن معاناة الهروب أهون من عذاب البقاء في منزل.

حكاية هذه المرأة التي اعترفت بأمور تجعل الولدان شيبا تبدأ وتنتهي من أب يمارس ضدها كل أنواع التعذيب والاهانة لدرجة لم تعد تستطيع تحملها.. ورغم كل هذا يبقى السؤال ما الذي يمكن أن يفعله الأب بأبنته لتغادر المنزل دون أن تفكر بالعودة مهما كان ثمن ذلك الهروب ومهما تكن النتيجة؟ الجواب يأتي على لسان (ذ.أ) التي قالت أنها غادرت منزل والدها لأنه لم يعد منزلاً ولا الأب يستحق أن يكون أباً.. الأب يضرب بطريقة لا يفعلها غيره وتغذيب لا يوصف، وأشياء أخرى تقشعر لها الأبدان وتهتز لها الجبال بحيث لا يمكن لعاقل أن يصدق ما يحدث وحين يسمع السامع تلك التصرفات والأفعال فإنه يحتاج لأيام عديدة حتى يستعيد توازنه من هول ما سمع.. حكايات فوق الوصف تجاوزت كل الحدود وخالفت الفطرة الانسانية، وإن صحت ويبقى الجاهل قبل الحليم فيها حيراناً.. البنت بعد أن تسبب والدها في هدم بيتها واعادها إلى منزله، فعل كل شيء لم تتصوره لتجد نفسها مضطرة للهروب.. الهروب الذي هو عبادة في حالتها، هكذا تقول وتعلن بؤسها لعلها تجد حلاً لما هي عليه وتجد من يقف الى جانبها ليحميها من أقرب الناس، الذي لم يعد كذلك حتى في قوانين الشيطان.

قضية انسانية من الدرجة الأولى تأمل صاحبتها أن تجد من يدافع عنها ويتبنى قضيتها ويحميها مما هو أسوأ فالأب لن يهدأ له بال حتى يجدها والأمر هنا ليس رحمة وحباً منه لابنته لكن لأشياء تعلمها البنت وتدركها جيداً.. قضية لا يمكن سرد تفاصيلها احتراماً للفطرة والقيم والأخلاق وحرصاً على المشاعر الانسانية.. صيحة ألم وحزن وانتحاب اطلقتها (ذ) وهي تناشد كل الضمائر وأصحاب القيم بتوفير الأمان لها من والدها.

زر الذهاب إلى الأعلى