صباحية في المستشفى.. ليلة العمر تفسدها الفحولة

الفحولة"التي تنقل العروس إلى المستشفى وكأنها تعرضت لحالة اغتصاب وحشي يترتب عليه الخضوع لعملية جراحية والأثر النفسي الذي يبقى في نفس الزوجة وربما لفترة طويلة جراء تعرضها لمثل هذا العنف الزوجي منذ الليلة الأولى .. حول هذا الموضوع أجرينا التحقيق التالي :

ذكرى مؤلمة

(سهام) قالت عن ليلة زفافها التي قضت جزءاً كبيراً منها داخل المستشفى "كنت أثناء حفل الزفاف في قمة سعادتي كأي عروسة في الدنيا ، ومعروف أن ليلة الزفاف هي ليلة العمر لكن بسبب ما حدث لي فيها حيث تعرضت للعنف الذي أدى إلى نقلي إلى المستشفى وقد أجريت لي عملية جراحية.. طبعاً كان هم زوجي أن أعود إلى المنزل قبل الفجر حتى لا يعلم أحد بذلك، وقالت لي أمه بأن هذا يحدث لكثير من الفتيات، وأن الموضوع عادي ورغم أني لم أخبر أهلي وعشت حياتي طبيعية مع زوجي إلا أنني لا أحب أن أتذكر هذه الليلة لأنها بالنسبة لي تعتبر ذكرى مؤلمة".

الخوف من الفشل

 أما الشاب (أحمد عبده) فقد قال "نحن مجتمع ذكوري والفشل في هذه الليلة كارثة بالنسبة لأي رجل، هناك أسئلة ستطرح على العريس في الصباح والموقف سيكون محرجاً ، وبسبب الضغط النفسي وحتى يثبت الرجل ذكورته وأنه فحل سيكون عليه إما اللجوء إلى المنشطات أو استخدام العنف في حال رفضت العروس التجاوب معه،والزوج لا يفعل هذا لأنه متوحش أو لأن لديه نزعة عدوانية وإنما بسبب الخوف من الفشل، بدليل أن ما يطلق عليه بالعنف الجنسي بين الأزواج لا يكون إلا في الليلة الأولى وبعد ذلك تسير الأمور بين الزوجين بشكل طبيعي".

عدم رؤية الزوجة

وحول الموضوع تحدث الشاب (شفيق) الذي قال "تزوجت حديثاً وقد عشت أياماً كلها قلق وتوتر قبل الزفاف، والسبب أنه لم يسمح لي برؤية خطيبتي عند إتمام الخطوبة، وبعد العقد رفض أهلها أن أراها.. هذه الضغوط والحالة النفسية التي كنت فيها تركت انطباعاً قوياً في نفسي بأنني قد أفشل في هذه الليلة.

مشكلتنا أننا نتمسك بالعادات أكثر من التعاليم الدينية، فالدين يسمح للفرد أن يرى من سيتزوجها وحتى لا أفشل أجبرت على تناول المنشطات. صحيح أنني لم أفشل لكنني لم أشعر بالراحة ولا حتى هي أيضاً، وبدلاً من أن تكون ليلة عمر كما يقال أصبحت ليلة رعب حتى أنني شعرت بالخوف عندما رأيتها وهي تنقل إلى المستشفى.

بالهبل

فيما قالت القابلة والممرضة (ص . أ . ح) "تصلنا مثل هذه الحالات بالهبل ومعظم الزوجات تكون أعمارهن من 16 – 18 سنة، بعض الأزواج يتأخر في نقل زوجته إلى المستشفى لأنه في البداية لا يدرك خطورة الحالة لكنه عندما يرى وضع زوجته يسوء، يضطر حينئذ إلى نقلها إلى المستشفى، وفي مثل هذه الحالات تخضع العروس لعملية جراحية بسيطة.

وبالنسبة للأسباب هناك أسباب كثيرة، إذ ليس استخدام المنشطات هو السبب الوحيد فهناك فكرة ارتباط غشاء البكارة بالدم ولهذا فقد تكون الفتاة تعاني من نزيف والزوج يظن أن الوضع طبيعي، أيضاً انعدام الثقافة الجنسية عند الزوجين ووجود بعض المفاهيم التي تشجع على ممارسة العنف في العلاقة الجنسية.

عمل وحشي

أما الناشط الحقوقي عبد الباسط معجب فقد قال "العمل الوحشي عمل شاذ بغض النظر عمن ارتكبه، وما يحدث لبعض الفتيات في ليلة الزفاف ودخولهن إلى المستشفيات وإجراء عمليات جراحية لهن نتيجة ما يقترفه الزوج من سلوك عنيف هو ما يمكن وصفه بأنه حالة اغتصاب وانتهاك لحق المرأة الذي كفله لها الإسلام وهو معاشرتها بالمعروف".

أما الشاب (بشير) فقد قال : طبعاً نحن مجتمع محافظ والذين يقبلون على استخدام المنشطات الجنسية في بداية الحياة الزوجية هم ممن لم يكن لهم أي تجارب جنسية مسبقة ، والثقافة الجنسية ثقافة محظورة في مجتمعنا وبسبب الخوف من الفشل يلجأ الشباب للمنشطات بهدف مرور الموقف بسلام وليس بهدف ممارسة العنف مع الزوجة".

رأي علم النفس

البعض قد يعتبر أن ما تتعرض له الزوجة من عنف جنسي في ليلة الزفاف لا يمكن أن يترتب عليه أي أثر نفسي للزوجة، والبعض الآخر يرى العكس وحتى تتضح الصورة توجهنا إلى طرح الموضوع على د/ علي الرهمشي حيث رد بقوله "طبعاً مما يمكن قوله في هذا الجانب إن الرجل ينظر دائماً إلى انتصاره في الليلة الأولى ويعتبر هذا الانتصار انتصاراً لرجولته وفحولته وقوته، فمفهوم القوة والرجولة والفحولة عند الرجل ومفهوم أنه هو الأقوى يدفعانه إلى دخول الحياة الزوجية بشكل أكثر عنفا، وقد يلجأ إلى استخدام المنشطات الجنسية كتحريك الجانب الجنسي لديه، فهو يريد أن ينتصر ولا يريد أن ينتقم، وهذا قد يشكل عقدة نفسية كبيرة جداً عند المرأة ولهذا فإن هذه المرأة بمجرد أن تأتيها أعراض المخاض تبدأ تشعر بخوف شديد ورعب مما قد يتسبب في تعسر الولادة، لهذا لابد من نشر الوعي وإفهام الشباب بأن الممارسة الجنسية هي عملية تكاملية وأن الفشل في ممارستها في اليوم الأول هو أمر طبيعي ولا إشكال فيه، وأن على الزوج إذا أراد الانتصار فإن عليه أن يكون هادئاً وأن الجانب النفسي والحالة النفسية للزوج والزوجة قد تساعد في إنجاح العملية أو إفشالها.