أرشيف

تعز.. شهيدين وعشرة جرحى في تجدد القصف المدفعي لقوات صالح

تعز – أنس القباطي لـ يمنات

سقط شهيدان وأصيب ما لا يقل عن عشرة آخرون بينهم إمرأة حامل بحارة الضبوعة جراء القصف المدفعي العنيف الذي تعرضت له مدينة تعز منذ عصر أمس السبت وحتى ساعات متأخرة من الليل من قبل القوات الموالية لصالح.

وكانت مواجهات عنيفة قد نشبت في شارع الخمسين على إثر محاولة لقوات صالح بالتوغل بالقرب من سد العامرية شمال غرب مدينة تعز أودت بحياة الشاب  محمد عبد السلام هزبر المخلافي (30)عاما بمنطقة الهشمة والذي ظل ينزف لساعات دون التمكن من إسعافه نظرا لكثافة النيران، حتى تم انتشال جثته من قبل الهلال الأحمر بعد ثلاث ساعات، كما جرح في الاشتباكات اثنين آخرين من حماة الثورة حسب مصادر محلية والتي أفادت عن سقوط قتلى وجرحى من القوات الموالية لصالح، فيما أستشهد شاب وأخر في حارة الروضة وجرح أخر يدعى محفوظ عبد الله مرشد (35) عاما بشظايا عديدة في جسمه جراء قصف تعرضت له الحارة في حوالي العاشرة مساء من قوات صالح المتمركزة في مستشفى الثورة.

وكانت الأوضاع قد توترت في مدينة تعز بين القوات الموالية لصالح وحماة الثورة جراء تحويل المجمع القضائي في جبل جرة بوادي القاضي والذي يطل على معظم مدينة تعز إلى ثكنة عسكرية تمركزت فيه العديد من الآليات العسكرية التي صوبت نيران مختلف أسلحتها على الأحياء السكنية، وهو ما حدى بمواطنين تضررت منازلهم وقبائل موالية للثورة إلى محاصرة الثكنة العسكرية ومنع الإمدادات عنها بعد تعزيزها عصر اليوم بخمسة أطقم من الشرطة العسكرية، ومنذ مساء اليوم تحاول قوة عسكرية تابعة للواء 33 مدرع فك الحصار عنهم إلا أنها تجابه بمقاومة شديد تضطرها للتراجع.

وكانت القوات الموالية لصالح قد عززت من تواجدها العسكري في مستشفى الثورة وقلعة القاهرة واستحدثت مواقع جديدة في جولة الإخوة القريبة من حوض الأشراف  وشارعي الخمسين والستين شمال المدينة، وترددت أنباء عن مخطط للقوات الموالية لصالح باقتحام جبل الإخوة المجاور لجولة الإخوة من الشمال والذي يطل على أجزاء كبيرة من مدينة تعز بعد أن تمكن صقور الحالمة من دحرهم منه في رمضان المنصرم، وفي نفس السياق حولت القوات الموالية لصالح قلعة القاهرة التاريخية إلى ثكنة عسكرية تطلق منها نيران أسلحتها على الأحياء السكنية، وكانت مصادر محلية قد أفادت عن وصول قاطرتين محملتين بالأسلحة في ساعة متأخرة من الليل وأفرغت حمولتها هناك، وكانت دبابتين قد تمركزتا بالقرب من مبنى الأمن السياسي في الاجينات إلى الجنوب من شارع جمال وأطلقت قذائفها على جبل الضربة غرب المسبح، وقد ترافق القصف المدفعي مع نيران أسلحة متوسطة وخفيفة مما أحبر العديد من الأسر على النزوح من مساكنها نتيجة لتوالي القصف منذ الصباح على الحارة.

. فيما قامت ثكنة الحرس الجمهوري بمستشفى الثورة بقصف حارة الروضة بمختلف أنواع الأسلحة أدت إلى إصابة منزل الشيخ حمود المخلافي وتضرر عدد من المنازل المجاورة، ولا زالت القصف المتقطع والاشتباكات المتفرقة منذ منتصف الليل، كما تعرضت حارات المسبح ووادي القاضي لقصف عنيف من ذات الثكنة والمجمع القضائي بجبل جرة، وكان القصف والاشتباكات العنيفة قد خلف عددا من الجرحى، حيث وصل مستشفى الروضة ثلاثة جرحى هم: عبده محمد شريان وبدر عبده أحمد سلام ، وعماد غسان السامعي والأخير أصيب بطلق ناري في ساحة الحرية أثناء القصف الذي تعرضت له الساحة من مستشفى الثورة عند منتصف الليل، ويعاني المسعفون من صعوبة في نقل الجرحى إلى المستشفيات نظرا لشدة وعنف وكثافة القصف. وكانت إمرأة حامل في العقد الثاني من عمرها قد أصيبت بطلق ناري في منزلها بحارة الضبوعة جراء قصف أستهدف الحارة من الثكنة العسكرية في مكتب التربية والتعليم بشارع جمال.

فيما أفادت مصادر محلية عن حدوث انفجار عنيف في المجمع القضائي بجبل جرة تبعه اشتباكات متفرقة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في المنطقة المحيطة، كما أفادت مصادر أخرى عن قيام مسلحين مدنيين موالين للنظام يقدروا بحوالي عشرين فردا باستحداث نقطة تفتيش في باب موسى في وسط المدينة أدت إلى نشوب اشتباكات بالأسلحة الخفيفة مع حماة الثورة، في الوقت الذي تعرض فيه شارع جمال إلى سقوط أربع قذائف من القوة المتمركزة في قلعة القاهرة.

وتشهد مدينة تعز منذ اسبوعين حصارا وانتشار عسكري غير مسبوق واستحداث مواقع جديدة وبناء العديد من المتاريس في محاولة من القوات الموالية لصالح لتطويق التصعيد الثوري الذي يقوم به شباب الثورة.

وفي الوقت الذي كانت تتعرض فيه المدينة لقصف عنيف خرجت حرائر تعز بمسيرة عند عصر جابت شارع جمال حتى وصلت ساحة الحرية تهتف “يا شهيد ارتاح إرتاح نحن نواصل الكفاح، وحملت المسيرة شعارات منددة بالدعم السعودي لنظام صالح مستنكرة المجازر الدموية البشعة التي يتعرض لها شباب الثورة السلمية في صنعاء والقصف المتواصل الذي تعيشه مدينة تعز، كما هتفت المسيرة ضد صالح ونظامه ووصفتهم بمجرمي الحرب وقاتلي الأطفال، داعية إلى مواصلة التصعيد الثوري حتى النصر.

زر الذهاب إلى الأعلى