أخبار وتقارير

تعز.. شباب الثورة يصعدون للمطالبة بإقالة القتلة والإصلاح يحاول استثمار مطالب الثوار والعسكريين للضغط على المحافظ

يمنات – خاص – أنس القباطي

اتجهت بعد صلاة جمعة اليوم مسيرة لشباب الثورة في محافظة تعز  من ساحة الحرية وسط المدينة إلى أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة القتلة والمجرمين.

وأفادت مصادر محلية أن المتظاهرون أمهلوا المحافظ 48 ساعة لإقالة القتلة، ما لم فإنهم سيعلنون عن مرحلة تصعيد في الساحة الأمامية لمبنى المحافظة.

وأفادت مصادر خاصة لـ"يمنات" أن خلافات وتباينات في الرأي بدأت تطفو إلى السطح في أوساط المجلس الثوري المقرب من تكتل المشترك حول التصعيد الذي تتبناه بقوة قيادات تنتمي لحزب الإصلاح وتسعى مباشرة لاستهداف المحافظ، بهدف الضغط عليه للتراجع عن قرار توقيف مدير الأمن، مستغلين قرار توقيف طالبات وإعادة توزيع معلمات من مدرستي نعمة رسام وأسماء، تبنته اللجنتين المكلفتين من وزير التربية والتعليم لمعالجة قضيتي المدرستين.

وأشارت هذه المصادر أن قيادات إصلاحية ترتبط مباشرة بشخصيات عسكرية وقبلية تقوم بتجميع أكبر عدد ممكن من العسكريين الموقوفة رواتبهم والمفصولين والفارين من وحداتهم العسكرية إلى مدينة تعز، لإشراكهم في التصعيد الذي يعتزم عسكريين تنفيذه ابتداء من يوم غد السبت.

وأكدت هذه المصادر أن عددا من هؤلاء العسكريين تم استقدامهم من خارج المحافظة بالتنسيق مع قيادات تجمع الإصلاح في ساحة كرش التابعة لمحافظة لحج، والتي قامت قيادات تتبع تجمع الإصلاح فيها في شهر مايو من العام الفائت بتسجيل قوائم ضمت عسكريين أوقفت رواتبهم وبعضهم مفصولين من وحداتهم العسكرية على اعتبار أنهم منضمين للثورة.

وأفادت مصادر محلية في مديرية القبيطة التابعة لمحافظة لحج أن قيادات تتبع تجمع الإصلاح في المديرية قامت مساء أمس الخميس بالتواصل مع عسكريين من الذين تم تقييد أسمائهم في ساحة كرش، بهدف نقلهم إلى مدينة تعز للمشاركة في التظاهرات التي يقوم بها العسكريين في المحافظة.

وأفادت مصادر ليمنات أن لجوء المجلس الثوري للدفاع والأمن لتجميع عسكريين من خارج المحافظة، يعود للخلافات التي حصلت في أوساط العسكريين المنضمين للمجلس، جراء محاولة قيادة المجلس استغلال مطالب العسكريين الموقوفة رواتبهم لخدمة أجندة سياسية لتجمع الإصلاح.

ويرأس المجلس الثوري للدفاع والأمن في محافظة تعز العميد صادق سرحان المخلافي قائد الدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع والمقرب من تجمع الإصلاح.

وكان محافظ تعز شوقي هائل قد أكد في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنه طلب من رئيس الجمهورية ووزير الداخلية تغيير مدير الأمن بمدير قوي وقادر على إدارة أمن المحافظة، وذلك بعد ثبوت تقصير مدير الأمن الحالي، وخاصة في أحداث الإصلاحية المركزية التي كادت أن تتسبب في فرار قرابة ألف سجين.

وأكد المحافظ شوقي هائل في صفحته أن قضية طالبات ومعلمات مدرستي نعمة رسام وأسماء، أتخذ فيها قرار بناء على قرار اللجنتين المكلفتين من وزير التربية والتعليم الذي زار المحافظة، وأنه أتخذ قرار بمواصلة الطالبات لدراستهن، وتأجيل البت في نقل المعلمات حتى نهاية الفصل الدراسي، وإبقاء المديرتين في منازلهن حتى لا يتسبب ذلك في إرباكك العملية التعليمية، على الرغم من أن قرارا اللجنتين نصا على فصل الطالبات ونقل المعلمات وإعادة المديرتين إلى أعمالهن.

وأستغرب المحافظ من محاولة تسييس الموضوع بطريقة وصفها بالمخجلة، والتي لا تهدف إلا إلى إثارة الرأي العام سلبا.

وتسأل المحافظ هل هذا الأسلوب يهدف إلى بناء وتجسيد الطموح لتعز والحفاظ على السكينة العامة أم أنها محاولات لضرب وفاق النسيج المجتمعي في تعز، من خلال توجيه الرأي العام ضد قيادة المحافظة بدلاً من الوقوف والمساندة الجادة التي نتوقعها من المجتمع المدني في هذه الظروف والتحديات العصيبة؟!
ودعا المحافظ إلى عدم إثارة الفوضى لأسباب غير منطقية وغير صحيحة، ووعد  بأن يتم نشر محتوى التحقيق وتوصيات اللجنة علنا بداية الأسبوع المقبل.

وفي سياق متصل أكد نائب رئيس المجلس الثوري مطلق الأكحلي في تصريحه لموقع "لاشتراكي نت": أن التصعيد الذي يقوم به شباب الثورة في مدينة تعز ليس له علاقة بإقالة مدير الأمن، كما أن هذه الإقالة لا تعنيهم وأن وجود مسلحون بينهم يزعجهم وان مطالبهم واضحة وهي إقالة من تورطوا بقتل شباب الثورة وبمحرقة ساحة الحرية وفي مقدمتهم، محمد سعيد الحاج الأمين العام للمجلس المحلي، وعبد الله أمير، ومحمد منصور الشوافي وكيلي المحافظ.
وأكد الأكحلي أن مطالبهم هذه  قد طرحت على رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء أثناء اللقاء بهما، وكانت المهلة التي حددوها لإقالتة القتلة هي ذكرى المحرقة.

ويعتبر مطلق الأكحلي أن التصعيد الذي تشهده تعز اليوم يعود لانتهاء المهلة التي منحوها لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

وأشار الأكحلي أن تصعيدهم مستمر ويزمعون مواصلته أو الانتقال إلى أمام مبنى المحافظة في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم.

لكن قيادات في المجلس الثوري تتبع تجمع الإصلاح بدأت منذ يوم أمس بالحشد والتعبئة ضد المحافظ شوقي هائل، رافقته حملة إعلامية في مواقع الفيس بوك تطالب المحافظ شوقي هائل بالرحيل.

ويعتبر مراقبون أن الإصلاح يسعى لتأزيم الأمور وتعقيدها في المحافظة، وإظهار نوايا قيادات الإصلاح الذي كانت تخفيها ضد المحافظ شوقي هائل، الذي كانوا ممتعضين من تعيينه محافظا.

ويتخوف مراقبون من أن يؤدي التصعيد القادم إلى شق الصف الثوري، الذي يسعى الإصلاح لاستدراجه لخدمة أجندته السياسية والاستحواذية، وهو ما تنبه له شباب الثورة المستقلين والمنتمين لبقية أحزاب المشترك غير الإصلاح.

وكانت حملة مضادة قد بدأها شباب على صفحات الفيس تدعو للوقوف إلى جانب المحافظ شوقي هائل وتؤيد قرارته.

زر الذهاب إلى الأعلى