فضاء حر

مجزرة كنتاكي صنعاء

يمنات
كان هواء اليمن قليلا
اردت التنفس فنكسرت اظلعي
انكسرت الحرية
انكسرت الثورة
انكسرت ﻻ اله إلا الله *
انكسر الزبيري قبلنا جميعا
انكسرت خطوات طفولة في أحلامي
استقرت أسفل صدري قدم بلطجي بالوزن الثقيل
سقطت بجوعي مثل ورقة
تماما ، كوصية جماعية كتبنها في المساء
اندلقت من انفي دماء
فمي..اختنق، وأزرقت اظافري
سقطت على الأسفلت جوار جثة ثائر
وجه في الثانية عشرة يواسيني “فزت ورب الكعبة”
ضغنته..كرهته
تذكرت أمي وخبزها ونسيت نجاح الثورة
تخيلت ” امرأة الزبيري ”
كنت جائع ..
اشم رائحة أكل بيت العابد
شعرت نبيل قاسم في البوفيه يقشر بيضة
اخون جولة كنتاكي ليليا
اشرب شاي حليب واضرب موعدا لدخول المطعم
الأمريكان حاقدون ودجاجهم لذيذ
لعلعة الرصاص يقترب
وجع الجرحى يتصاعد وتتحشرج اصواتهم
يضيق تنفسي ايضا
اتلوى وارى بصعوبة اقدام تمر سريعا
صياح ، هتافات ، شعارات
هل هذه النهاية ؟
تعود من جديد صورة أمي، اخوتي ، شقاوة الطفولة ، وجه حبيبتي…
أخذني المسعفين للمستشفى الميداني
هل سينتظروا موتي أم انهم مستعجلين؟
ﻻ امتلك بطاقة شخصية وﻻ حزبية
لست عضوا في حركة ثورية
… لكنني اعرف أحمد حاشد
عبدالمعين الاصبحي لم التقيه بعد كي يتعرف على جثتي
مواقفي يساريه في الحياة
هل سأصبح اصلاحي بعد استشهادي؟
في ساحة حجة كَسَرت ركبتي اليمنى هراوات البلاطجة فكان خبر سهيل العاجل: بأني مصور القناة.
سأموت اصلاحي ولم آكل طحينيه قط!
ارجوكم..
على الأقل ليس من جناح الزنداني
هل سيزيد قتلي ثورة توكل كما تقول؟
تتراكم الأسئلة ، يأخذ اولياء الامور جثث اقاربهم
انتظر جثتي كي اهربها الى أمي
وافر من عبث الأسئلة
هامش :
* عمارة مشهورة في شارع الزبيري اسمها : ﻻ اله إلا الله

زر الذهاب إلى الأعلى