فضاء حر

خواتم مفخخة

امتلأ خزان الماء حق المسجد بالماء فأصدر صوتاً أشبه بالقارح فهرب نصف المصلين ظناً أنها قنبلة أو عبوة ناسفة لا سمح الله، وهم معذورون فما حدث في البلاد خلال عام ونصف يشيب من هوله ريش الغربان، والوهم والتخبط لم يعد شعبياً فحسب بل صار رسمياً وحكومياً، إذ تجد جهتين حكوميتين رسميتين يفسران حادثاً ما بتفسيرين متناقضين إحداهما تقول مخطط إرهابي، والأخرى تقول حادث جنائي!
البلاد صارت في حالة يرثى لها، إذ لا يمر يوم على مدينة يمنية لا يسمع فيه دوي انفجار، وبعض المدن لا تمر ساعة إلا وتسمع صوت قارح، وليس بالضرورة أن يكون القارح ناجماً عن صراع عسكري أو عمل إرهابي أو حتى حادثة جنائية أو شخصية أو صراع قبلي، فهناك أسباب شتى للقوارح في هذه البلاد قد تكون ناتجة عن سوء تخزين، أو عبث بسلاح، أو ماس كهربائي.


قد تسمع انفجاراً مدوياً لدرجة تجعلك تشعر أن الحرب العالمية الثالثة قد انطلقت من اليمن، وبعد قليل تكتشف أنه طفل صغير يلعب لعبة الفلاش وهي لعبة انتشرت بين الأطفال، يأخذون دبة ويعبئونها (فلاش) ويهزونها ثم يرمونها فتنفجر انفجاراً عنيفاً.
الشعب اليمني بسيط بطبعه، تلقائي بتصرفه، وكان في وقت سابق إذا سمعوا صوت رصاصة وسط سوق تجدهم يتطايرون ويتقافزون كالأرانب البرية لأنهم يعرفون أن العقل في مجتمعنا المسلح مفقود، مفقود، مفقود، وأن الشعار الوحيد في شوارعنا الحذر ولا الشجاعة ولا حذر من قدر، إذ لو أن قبيلياً رأي غريمه راكباً فوق باص فيه خمستعشر نفر لما صبر عليه ولأطلق العنان لغضبه وحميته للنيل من غريمه دون التفكير بمصير الذين بجانبه.


أما وقد أصبحت البلاد في خبر كان وصار عنوانها الفلتان، ووصل ضحايا اليمنيين بسبب أحداث العنف في 2012 فقط ما يزيد عن 15 مئات اليمنيين واشتعلت فتنة لم تعد تعرف فيها الحق من الباطل، حتى في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ويربط فيه الشيطان فقد صارت القلوب بائسة والخواتم مفخخة بعد أن كانت مباركة..
اللهم أحفظ اليمن وأهله ودمر الباطل وحزبه.

 

 المصدر: اليمن اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى