فضاء حر

لا عدو ولا حليف لا ربيع ولا خريف

 

و أحضرنا ترمومتر وقسنا درجة حرارة الإخوان في مظاهرات التنديد بالرسوم المسيئة قبل أعوام، ودرجة حرارتهم اليوم في المظاهرات المنددة بالفيلم المسيء، لوجدنا أنهم كانوا مشتعلين في الأولى، ومنشغلين عن الثانية، ربما لأن الجو في الشارع حر، بينما فوق الكرسي الدنيا برد والمكيفات شغالة.

أتذكر أنهم كانوا يقولون الغضب الساطع آتٍ، ويبدو أن الغضب الساطع جاء، فلم يجد أحدا في انتظاره فذهب ولم يعد.

أتحدث هنا عن الغضب السلمي سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، الغضب الذي ننتصر فيه للرسول ومبادئه بكل الوسائل الحضارية دون حرق أو تكسير أو إساءة كما فعل البعض.

في الرسوم المسيئة كان الغضب يتطاير من أعينهم، وأقدامهم تقدح الأرض قدحا، يزأرون كالأسود الهائجة، وشعارهم يا حيا من شمه بارود. وعلى عكس ذلك تجدهم في مظاهرات الفيلم المسيء كأن على رأسهم الطير، حلم وأناة وتريث، يمشون الهوينى، لا تسرع يا بابا الكرسي في انتظارك، امشي دلا أمانتك وا غزال الحي تمشي دلا.

يريدون أن يغضبوا لكنهم يخشون غضب أميركا، ولى زمان اغضب متى تشاء، اليوم الكلمة محسوبة والخطوة مدروسة والكرسي جبان وكل شيء باستئذان حتى الذهاب إلى الحمام، تذكروا يا إخوان كم طائرة بدون استطلاع ترصد حركاتكم.

تذكروا يا إخوان أن أطرف حركة هكذا ولا هكذا بنرسل لكم كتيبة مارينز.

ولو أن ما حدث من إساءة حدث قبل الربيع العربي، لخرجوا عن بكرة أبيهم إلى الشوارع، واتهموا النظام بالعمالة لأميركا، وبالتفريط بالسيادة. أما وقد أصبحوا هم النظام، فالحذر ولا الشجاعة، وداري على شمعتك تقيد، وكرسي في اليد ولا نمسي فوق الشجرة.

وقفوا يترقبون المشهد من بعيد، حائرين بين الكرسي والشارع، ولعل أميركا أدركت حيرتهم، فخرج ناطقها الرسمي ليقول: "لا هم عدو ولا هم حليف".

وهذه العبارة تنفع أغنية:

لا عدو ولا حليف

لا ربيع ولا خريف

يا لطييييييييييف يا لطيييييييييييف

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

عن – الأولى.

زر الذهاب إلى الأعلى