إجتماعية

في الشمايتين.. شركات الاتصال والنافذون يتقاسمون الأرباح والمواطنون يتجرعون قسوة الحياة

المستقلة خاص ليمنات:

 

في منطقة جبلية وعرة ترتسم المشقة عنواناً بارزاً يختزل حياة صعبة ومعقدة لأبناء المنطقة حيث تحضر الاتصالات وتغيب المواصلات، ويصبح التواصل الحقيقي مهمة شاقة تتطلب الجهد والوقت والإمكانات الكبيرة التي نادراً ما تكون متوفرة في مكان كهذا..

“طفل” لا يتجاوز عمره 12 عاماً، وفي يوم دراسي، يحمل على أكتافه 20 من حاجيات أسرته، يقطع مسافة 10 كيلومترات سيراً على الأقدام في طريق شديد الوعورة تتوسط مناطق وعزل ذات كثافة سكانية عالية تتبع مديرية الشمايتين في محافظة تعز..

ومن المفارقات أن جبل “منيف” الذي يطل على هذه الطريق الوعرة والشاقة يستضيف في قمته شركات الهاتف النقال الأربع العاملة في اليمن (يمن موبايل، سبأفون، MTN، واي) التي تستهدف أكثر من 25 ألفاً من سكان هذه المناطق.. وتجني أرباحاً طائلة منها، غير أن هذه الشركات لم تكلف نفسها تقديم خدمة اجتماعية وتنموية لأبناء هذه المناطق بإصلاح وتعبيد هذه الطريق الوعرة والممتدة على طول (10) كيلو مترات لترفع عن كاهل أبنائها الفقراء مشقة نقل احتياجاتهم على ظهورهم من الأسواق إلى منازلهم..

هذه الشركات تتقاسم فيما بينها أرباح وعوائد الاتصالات، وتترك المواطنين في خضم معاناتهم المؤلمة، 6 سنوات من تقاسم المكاسب لم تدفع الشركات الأربع أو إحداها لإصلاح طريق في غاية الأهمية لن يكلف إصلاحه جزءاً ضئيلاً من أرباح أيام معدودة..

“المستقلة” رصدت آراء عدد من أبناء المنطقة حول هذه القضية وتسرد ما في هذه السطور.. حيث يقول سلطان سيف أحد المشائخ: لم نلمس أي أثر لخدمات هذه الشركات.. مطالبنا ليست كبيرة، نريد منهم فقط إصلاح طريق تمر ويمرون هم معنا من خلاله واذا لم يتعاونوا معنا، سنعمل مستقبلاً على إقفال هذه المحطات بعدما نتقدم رسمياً بمطالبنا وإعطائهم مهلة.. نقل المريض على جنازة أهون من نقله بسيارة على هذه الطريق.. ست سنوات لم يقدموا أية خدمة للمنطقة سوى مبالغ تافهة لبعض النافذين..

“وجدي الشاعر”: أحد أبناء منطقة “المعين” يعيش بعيداً عن خدمات الماء والكهرباء والمواصلات.. يقول تفصلني عن أعمدة الكهرباء عشرات الأمتار فهل ستتكفل هذه الشركات بالمساهمة في إكمال الشبكة وإيصالها إلى منطقتنا؟!..

محمد عبده صالح مدير مشروع مياه منطقة “منيف” يتحدث بأشياء يقول كنا قد تقدمنا بخطوات كبيرة بشأن طريق (الشرف- القشيب) وسد مائي على نفقة البنك الدولي غير أن معاملتنا ذهبت أدراج الرياح وآبار المياه على وشك النضوب نظراً لكثرة السكان، ونتمنى من هذه الشركات الأخذ بعين الاعتبار هذه المشكلة والمساهمة في توفير المياه، لدينا مدرسة بناها فاعل خير ليس لها سور يحميها ولا كهرباء تنيرها.

منصور عبد العزيز– مواطن يقول: (س. ص) يتقاسمون مصلحة هذه المناطق، وقاموا بتأجير الموقع لشركات الاتصال بمبالغ لا يستفد منها المواطن، لماذا لا يتم إلزام هذه الشركات بتنفيذ مشاريع خدمية في المنطقة.. المياه معرضة للنضوب وطريق وعرة وخدمات صحية غائبة.. المواطن يعيش على بركة الله وينتظر منه الفرج..

الشيخ بجاش ممثلاً بين المواطنين والشركات يقول الشركات تعطي الفئات.. مبلغ لا يتعدى 10 آلاف، ونتمنى أن يتحد جميع المواطنين ويقومون بالضغط على هذه الشركات لتقديم خدمات وتنفيذ مشاريع لأبناء المنطقة..

الاستياء بلغ حداً عالياً لدى المواطنين من تصرفات بعض المشائخ والنافذين وأصحاب المصالح الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على حساب آلام المواطنين ومعاناتهم.. لا يمكن بناء شراكة قوية بين هذه الشركات والمستخدمين من المواطنين ما لم تقدم هذه الشركات خدمات حقيقية لهم وتعمل على رفع المعاناة من كاهلهم وتخفيف مشقة التواصل فيما بينهم.. فهل ستتخذ هذه الشركات قرارات صائبة في هذا الاتجاه..

زر الذهاب إلى الأعلى