عربية ودولية

الإئتلاف الثلاثي الحاكم في تونس أصبح على وشك الإنهيار

رأى سياسيون ونقابيون تونسيون أن الإئتلاف الثلاثي الحاكم في تونس إقترب من الإنهيار والتفكك ،متوقعين أن تشهد المرحلة المقبلة تبدلا في تحالفات المشهد السياسي في البلاد.

ويعيش الإئتلاف الحاكم في تونس المعروف بإسم "الترويكا" الذي يتألف من حركة النهضة الإسلامية (89 مقعدا) ، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية (26 مقعدا) والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (20 مقعدا) ،على وقع تجاذبات سياسية ومشاكل داخلية باتت تهدد تماسكه بشكل جدي.

وإتخذت هذه التجاذبات والخلافات منحى تصاعديا عندما إتهم الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي مؤسس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ، شريكه في الإئتلاف الحاكم حركة النهضة بممارسة نفس أساليب النظام السابق من خلال سعيها للسيطرة على مفاصل الدولة.

وأثارت هذه الإتهامات التي جاءت خلال المؤتمر الثاني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي تنتهي أعماله اليوم (الأحد) ، غضب حركة النهضة ، حيث إنسحب عدد من قادتها من المؤتمر ، فيما لم يتردد البعض الآخر في توجيه نقد لاذع للرئيس منصف المرزوقي.

ورأى مراقبون أن الرئيس المرزوقي قد دق مسمارا في نعش هذا الإئتلاف الحاكم ، حيث إعتبر محمد الكيلاني الأمين العام للحزب الإشتراكي اليساري في تصريح لوكالة ((شينخوا)) ، أن الإئتلاف الحاكم في تونس"مقدم على التفكك".

وأضاف أن هذا الإئتلاف " إنتهى دوره ، حيث يفهم من كلام الرئيس التونسي المؤقت أن تحالفه مع حركة النهضة الإسلامية قد إنتهى ، كما أن ردود فعل قادة حركة النهضة توحي بأنها غسلت يدها من المرزوقي".

وكان الرئيس التونسي المؤقت إعتبر في كلمة ألقيت خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الثاني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية،أن ممارسات حركة النهضة الإسلامية أو "الحزب الحاكم" تشبه ممارسات الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بخصوص السيطرة على مختلف دوائر الحكم ، وتعيين اتباعه في مختلف المراكز الحساسة للدولة الى جانب المماطلة في تحقيق التنمية".

وحاول المرزوقي التخفيف من وطأة هذه التشبيه،حيث قال "أتمنى أن يواصل الحزب إنجاح تجربة فريدة في التحالف بين العلمانيين والإسلاميين المعتدلين"،وان التحالف بين حزبه وحركة النهضة الإسلامية ، وحزب التكتل من أجل العمل والحريات "ليس إنتهازيا كما يشيع البعض".

غير أن ذلك لم يحل دون غضب حركة النهضة الإسلامية ، حيث إعتبر القيادي في حركة النهضة سمير ديلو وزير حقوق الإنسان في الحكومة التونسية المؤقتة،أن ما ورد على لسان الرئيس المرزوقي هو "تهجم غير مبرر على حركة النهضة".

وأضاف في تصريحات إذاعية أن كلام الرئيس المرزوقي " تضمن تقييما غير موضوعي لأداء الحكومة يستبطن غيابا للمسؤولية في التعاطي مع إدارة الشأن العام،لأنه من غير المعقول أن يكون المرزوقي في السلطة وفي المعارضة في الوقت نفسه ".

وذهب ديلو في إنتقاده لكلام الرئيس التونسي المؤقت بعيدا،حيث قال ان " الشراكة تعني تحمل تبعات مواجهة التحديات،لا تحميل المسؤولية للشريك،وخوض حملة إنتخابية سابقة لأوانها".

ورغم هذه التجاذبات التي تنذر بتوتر العلاقة بين حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة النهضة الإسلامية، فإن عبدالمجيد الصحراوي الأمين العام المساعد للإتحاد النقابي المغاربي، إعتبر في تصريح لـ (شينخوا) أنه لا توجد "فوارق كبيرة بين الحزبين المذكورين،ومع ذلك تدل المؤشرات على أن شهر العسل بينهما قد شارف على النهاية".

وأعرب عن إعتقاده بأن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية"إستفحلت بداخله الإنقسامات والإنشقاقات،ما دفع الرئيس المؤقت منصف المرزوقي إلى محاولة الإبتعاد عن حركة النهضة ،تمهيدا للدخول في تحالفات أخرى عله بذلك يجد سندا جديدا خلال الإنتخابات المقبلة".

إلى ذلك،إعتبر المولدي الرياحي القيادي في حزب التكتل من أجل العمل والحريات الشريك الثالث في الإئتلاف الحاكم،في تصريحات إذاعية أن ما ورد على لسان الرئيس المؤقت منصف المرزوقي"فاجأ الجميع،وأن هذه المفاجأة تخرج عن ضوابط التعامل داخل الإئتلاف،وتربك عمله".

وبين هذا الرأي وذاك،ينظر المراقبون بكثير من الإهتمام إلى تداعيات هذه الأزمة الجديدة داخل الإئتلاف الحاكم في تونس،فيما يكاد المهتمون بالشأن السياسي التونسي يجمعون على أن إنهيار وتفكك هذا الإئتلاف أصبحت وشيكة.


المصدر: شينخوا

زر الذهاب إلى الأعلى