فضاء حر

صبرا وطني الجريح

وطني اليمن حكاية لاتنتهي عنوانها الصمود في وجه العواصف والالام , يتصارع الجميع فيها على مسرح السياسة, فترى صراع الجميع ضد الجميع, تصاب بالغثيان وأنت تقرأ الصحف وتشاهد القنوات التلفزيونية , حتى على الفيسبوك تجد الجميع ينتقد الجميع دون وجود رؤية او هدف لماذا نتصارع وعلى ماذا وماهي مالات الصراع الدائر ,وعلى الرغم من ذلك كله يتفق الجميع على رفض الواقع المعاش وضرورة التغيير الى الافضل , لكن الاغرب اننا نطعن التغيير بأيدينا دون ان نشعر بخطورة اعلامنا الذي يسير عكس التغيير , وذلك بالتحريض وبث ثقافة الكراهية والبغضاء في اوساط مجتمعنا اليمني المسالم والذين وصفهم الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام (بأنهم ارق قلوبا والين أفئدة).

ان نظرة فاحصة ومتعمقة لكل ذلك الجدال الدائر على الساحة اليمنية ليدرك ان هناك ايادي خفية تسعى الى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وضرب المجتمع اليمني من الداخل وبأيادي يمنية ليكون الضحية الاول والاخير هو الوطن اليمني ,ارضا وانسانا , وبعناوين مختلفة طائفية ومناطقية وحزبية تنشر رائحتها الكريهه في معظم وسائل الاعلام والاتصال الحديثة ,يسعى فيها كل طرف لاثبات انه الاقوى وانه الاحق بالسلطة والثروة بل وحتى الثورة , يتسلقون من على دماء الضحايا ودموع اليتامى وانات الثكالى كل ذلك من أجل الحصول على نصيبا أكبر من السلطة , بل ان بعض القوى السياسية تسعى وبكل مااوتيت من قوة ونفوذ لاقصاء القوى الوطنية الاخرى والسيطرة الكاملة على البلد , بشعارات ومسميات مختلفة .

اليوم وبفعل الاعلام المستأجر وثقافة التحريض والكراهية فأن نذير اشتعال حرب طائفية ومذهبية وحزبية توشك ان تشتعل وان اشتعلت فسيكون من الصعب على الجميع اطفائها , ذلك ان بداية الحرب كلام , وان لم يتدارك القادة السياسيون خطورة الوضع الراهن على وحدة اليمن وامنه واستقراره , فانهم باطماعهم سيقودون شعبا بأكلمه الى محرقة الحروب التي حتما سيكونون فيها امراء حروب وسيلعنهم التأريخ وتلاحقهم لعنات دماء الابريا ودموع الامهات الى ان تقوم الساعة .هي دعوة لكل المخلصين في هذا الوطن لكل الشرفاء والاحرار لكل الاقلام الحرة لكل السياسيون والمثقفون والمبدعون , لفتح صفحة جديدة عنوانها التسامح وبث ثقافة المحبة والسلام بدلا من ثقافة الكراهية والعمل على تبادل الاراء والنقد البناء بعيدا عن المناكفات السياسية وتغليب مصلحة الوطن العلياء فوق كل المصالح الحزبية والمذهبية الضيقة , لنستعيد للوطن اليمني كرامته ومجده ارضا وانسانا وقيادة عجلة التغيير الى الامام يدا بيد في وطنا يتسع لجميع ابنائه يتشاركون فيه على السواء الامال والامال ,يساهمون في بناء يمنا خاليا من العنف والصراعات ,يساهم الجميع في بناء الدولة المدنية الحديثة ليعيش الانسان اليمني عزيزا كريما في وطنه الأم شامخا رأسه بما تحقق له من انجازات ,ليشعر المواطن اليمني وهو في المهجر بالفخر والاعتزاز حين يسأل عن جنسيته اليمانية .

زر الذهاب إلى الأعلى