فضاء حر

صراع كسب “إمتاريس” في حاشد.

ويسألونك عن القتال الدائر في شمال الشمال.قل؛ وعدوا المقاتلين بتسجيلهم ضمن مناضلي الثورة ضد "عفاش" وأن هؤلاء السادة يريدون إستعبادهم وإنهاء القبيلة ليصبح "إمسيد هو إمشيخ"، تستيقظ الحمية البلهاء و،(ياذاك لو ماعاد لبست عسيب).

وفي الطرف الآخر،وعدوا المقاتلين بالجنة وأن هؤلاء-أي الإصلاحيين- مستكبرون يستعبدهم آل الأحمر وأنه لا بد من "فتح" هذه القرى والمديريات والجبال ووو…إلخ.،و(الموت لأمريكا).

 

يتحد الطرفان في حشو أفواه المغرر بهم(المنظمين في حزب الإصلاح،المجاهدين أنصار الله)، بالقات والبردقان وقليل من ذخيرة حية،ثم توزيعهم وراء متاريس من الحجر للتناحط، وليجش من قلب المطحن نهاية المطاف كما يقول المثل الشعبي الأشهر. إما عبدالملك الحوثي أو أنجال عبدالله الأحمر.
 
الطرفان أوغاد جداً ولا يعتبرون الإنسان إلا معبر فارغ ألقته البندقية من بطنها.
 
هذه المناطق تعيش حالة اللادولة منذ عهد الإمام يحيى،حتى لو أنشئت المدارس الضئيلة الخالية من الطلاب،وأنشئ فيها مبنى لإدارة الأمن.
 
ما يحدث الآن ليس إلا ردة فعل على الشعور بالخطر من نفوذ الحوثي الذي كان جماعة محظورة في عهد صالح،ولا نستطيع إنكار إلتفاف الكثيرين حول هذه الجماعة( لنصرة مظلوميتهم)، والتي كانت الدولة هي من يجب أن يلتف حولها هؤلاء لنصرتهم ولكن أين هي!.
 
ربما يتذكر حسين الأحمر قبل سنوات قليلة،إقتحامه منازل حوثيين في مديرية حوث والتنكيل بهم وقتل أكثر من ستة ، وخمسون أسرى..ثم بعد اسبوع من الحادثة إجتماع لأعيان ومشائخ حاشد الذين وقعوا وثيقة بأن الحوثي ليس من حاشد،وأن(دمه دم حنش،ودم من يستقبلهم أيضاً من القبائل!).
 
في عِذر حرب قبائل،إنقسم طرفي القتال فيها إلى المحافظة على نفوذ الأحمر -عبر حزب الإصلاح- من جهة،وإلى توسع وفرض نفوذ عبدالملك الحوثي في الأخرى..مما يعني عدم تصديق رواية قناتي المسيرة وسهيل،بأنه إنتهاك لحرية التعبير عن الفكِر عند الأولى-وهذا فعلاً ماكان يحدث قبل عام- أما الآن فلا..أو أنه الإعتداء على منازل القبائل وووو كما تنقل عنه الثانية.
 
صراع غبي؛الإصلاح يتضاءل فيه،والحوثي تزداد شوكته،فيما الإنسان يموت أشنع موته.
 
صراع كسب متاريس جديدة ،ونصب نقاط تقطع على الطريق..تُقسم فيه المناطق إلى مربعات تحت سيطرتهما،وتصنيف المساجد إلى سنية وشيعية،ثم لا ينعم أياً منهم بالإستقرار..وبالتأكيد لن يسلم المواطن العادي من هذا الصراع المقيت. 
 
يجب إيقاف الحرب،وان تقوم وزارة التخطيط بإعداد مشروع خطة(من أين الدخول لحاشد) وإعادتها للجمهورية اليمنية من عند الجوع والتخلف وإمشيخ وإمسيد أيضاً،بدلاً من لجان وساطات ينتهي مفعول تهدئتها وإحلال الأمن سريعاً.
 
ولا خاب من ذهب إلى حاشد وقضى بين أهلها ثلاثة أيام،لتقصي ما يحدث على أرض الواقع بعيداً عن نظريات الدولة المدنية الحديثة التي يقضي أبناء تلك المناطق مقيلهم اليومي بالقات السوطي،في محاولة فهم ماذا تعني إذاعة البي بي سي بهذا المصطلح،وهل يمكن أن توفر حكومة المدنية الحديثة هذه شربة ماء نظيفة لهم،وإلزام لجان صرف الضمان الإجتماعي،بتسليم الرواتب المتدنية جداً دون أن يخصم أعضائها الثلث.!
زر الذهاب إلى الأعلى