فضاء حر

من الفساية* يا جدتي

هل نعود إلى جدتي لتهزج حيلتها فاضحة المفُسي التي كانت-لو تذكرون- تستخدمها ونحن أطفال حين نُنكر جميعاً أن فرج أحدنا رخو لم يقوى على ايقاف خروج الريح من مفساه، وتوزع الأهزوجة التي من تسع كلمات بيننا ويكون "العُضارطي"،من وقعت عليه العبارة الأخيرة(الفسايه). 

هل نعود إلى جدتي لفصل الإتهامات المتبادلة بين قوى العبث التاريخي المتجددة حديثاً من صراع القرود على جِربتنا كما يقول المثل الشعبي الذي سبق وان حذرنا من تقاتلها؟!

لو تهزج جدتي بدلاً من مهاتير محمد، لن تكون غير هذه النتيجة انا متأكد ومفتاح الحل (قصبة اتقصبي،صالحة اتصلحي، حمرت اتحمري،زندانية،بن سعود المَفسى وهم الفساية).

نحن في بحر من السعودية كما يقول نبيل سبيع،وتقول جدتي مُناشدة كل الكتاب والصحفيين والحزبيين والناشطين والسياسيين والثائرين أيضاً، قائلة:

(والنبي يا من من الصف يخرج/لا يُقع رَجَال)**.

هل أتكلم بطريقة تعليم الأبجدية لتأكيد أن كل مايحدث باطل!؟.

انهم يملكون المال الذي لا يحصى جميعهم "مثلث الشر " في هذا البلد الفقير والمتخلف. لن يتركونا بخير وهم بيننا..إقصاء احمد علي من المؤسسة العسكرية او عدم إقحام الحمران في مؤتمر الحوار الوطني،ليس سوى مسكن آني للمعاناة..مستقبلاً بمالهم، ستعانقهم الديمقراطية بأسهل مما نتصور. حين تكون الديمقراطية الاستبداد العصري الأطول عمراً في اليمن فقط.

سيعودون من وراء حجاب وليس في مقدورنا حينذاك التظاهر أو التشكيك في نزاهة الانتخابات.. لو تكون الأحزاب عند المستوى الوطني وتتحد لإخراجهم ولكنها أكثر من يتواطأ.. لن يتركونا بخير في السلطة أو خارجها..

باطل كل مايحدث.والعبث سيكون أعقد في المستقبل. إذ على رؤوسنا سيتصارعون. الرأسمالية ستنخرنا حتى العظم ولن نجد هناك مع مرور الوقت طبقة متوسطة. الفقر سيملئ الأرض،وستحلق نسور المال فوقه بنهم أكبر،ودون تباطؤ أمام أية جثة قد تصادف نظرها،للإستثمار.

لسنا بخير ولن نكون. ثمة أشياء بحاجة لتغيير جذري من الرأس إلى أخمص قدم هذا المجتمع. قد تكون بعيده مشاركتي هذه عن غَي مقابلة اليدومي الأخيرة، واستحداث معسكر في سنحان لحماية صالح وصراع عهد الجاهلية في مناطق القبائل بين الحوثيين والإصلاحيين وعن مهزلة وزارة الداخلية والأنباء عن سخط ياسين نعمان من حميد الأحمر في اجتماع المجلس الوطني وعن ألف معاناة-وهي الأهم-للمواطنين في جميع مرافق الخدمات الحكومية، ولكن هذا ما سيحدث في نهاية المطاف،العبث أعقد في المستقبل ما ظلت السعودية تفسي مالاً،وما بقي الفساؤون في اليمن يُخرجون الريح،ومن شب على شيءً شاب عليه ثم أليس هم من خبأ الملايين الفاسدة وتاجر بها في الأيام الخوالي البيضاء إلا منهم،كيف يأتيهم إذن اليوم الأسود.

ألا خير الفساؤون المغادرون،ولا فيهم مغادر. انتظروا الله لحين ينُزل المطر كما تقول أمي دائماً عندما ترد بالخيبة، طلبي خمسمائة ريال سِعر القات،(بَح،يدي الله مطر).

*فساءة

**تصويب ساخر للزامل اليمني الأشهر(والنبي يامن من الصف يخرج/لايذوق السم ويشرب نقيعه).

زر الذهاب إلى الأعلى