فضاء حر

مثقفينا

ما أكره من رؤية إختلاف مُستفحل لكتاب مرموقين،يبدأ كلً منهم تشنيع الآخر وتخوينه،لاتستطيع وقتئذ التمييز بين عيوب البِغال وكتابنا وتسأل نفسك،من متى هذا/ذاك قبيح هكذا وإلى هذا الحد،معقول!.

لماذا يتحول الإختلاف عند مجتمعنا الثقافي قِلة أدب،وإختلاق كذبات من العدم،وأحط من هذا،إنقسام الجمهور الثقافي من بقية الكتاب والصحفيين والأدباء،بين المتصارعان اللذان يشتمان بعضهما بعضا.

أنا حقاً لا أدري لماذا تحضر الإيدلوجية في هذا التراشق،كما عرفها ساخراً أحد الفلاسفة (هي كل مايقوله عدوي) مع إقرانها بالطائفية الإتهام الرائج في محيطنا هذه الفترة.أو أيدلوجية الكسب والضمير المالي.

يقول إدوارد سعيد بأن إتهام المثقفين بالخيانة لمجرد أنهم يعملون في جامعة أو صحيفة،لهو اتهام فظ ولا معنى له نهائياً..وسيكون من يلقي هذه الإتهامات جزافاً،شخصاً يائساً من صلاح البشر وإستهكامي،مغالياً جداً من حيث اللاتمييز.

كم يكون غبياً من يعاند للدفاع عن فكرته الخاطئة،وكم غبياً أيضاً من يدافع عن فكرته الصحيحة،بالتخوين وقلة الإدب.

إلا أن إصطفاف بقية الكتاب بين مع من بدأ التخوين،ومع من يشتم للدفاع عن نفسه.لأمر مقزز.مقزز جداً جداً.

يؤكد رولان بارت حبه للنص كون الخصومة تغيب عنه..ودائماً ما يقول لي أبي العزيز،لاتشتم أحداً هل تسمع،ولا تتوسخ من صفات مجتمع النميمة عند الصحفيين.

أذكر بأني مرة سخطت من رد مبتذل لأحد الأعزاء الذين أُسيئ إليهم من قبل عزيز آخر،فقال لي عزيز ثالث،أنت تقول هذا لأنك لا تشعر بحجم الألم الذي دفع بهذا الرد أن يكون مبتذلاً.وهذا صحيح لا أشعر بعميق ذاك الألم،ولكن تعاطفي بعد ذلك إحتفظت به لنفسي،وتساوت عندي أخلاق الإثنين.

زر الذهاب إلى الأعلى