أخبار وتقارير

فصائل الحراك الجنوبي.. تحركات واستقطابات نشطة وتباينات وخلافات حادة

يمنات – خاص  

شهدت الأسابيع القليلة الماضية تحركات نشطة لقيادات فصائل الحراك الجنوبي بين مختلف محافظات الجنوب.

وتأتي هذه التحركات للترتيب والتحضير لانعقاد مؤتمرات لفصائل الحراك، للخروج برؤية لترتيب مجالس الحراك، وانتخاب قيادات لمختلف الفصائل، على طريق عقد مؤتمر جنوبي لكافة فصائل الحراك، التي تطرح رؤى متباينة بين الفيدرالية وفك الارتباط.

وفي الوقت الذي تنشط فيه قيادات الحراك لزيارة بعض المحافظات، تزداد هوة الخلافات بين بعض الفصائل، ما ينذر بخطر التشرذم، الذي سينعكس سلبا على القضية الجنوبية ومستقبلها، والتي تسعى قوى متنفذة لاحتوائها وافراغها من مضمونها.

 

وبينما تزداد حدة الخلافات بين الفصائل المختلفة، ازدادت نبرة التخوين والاقصاء الذي تمارسه بعض القيادات، فضلا عن ثقافة الكراهية لكل ما هو شمالي أو ذو أصول شمالية في مدن الجنوب، ما ينذر بتفتيت النسيج الاجتماعي، وظهور تكتلات جديدة لمواجهة ثقافة الكراهية، والفرز المناطفي، خاصة في مدينة عدن، التي يقطنها كثير من ذوي الأصول الشمالية والمجنسين منذ عشرات السنين.

وعلاوة على ذلك انتشرت في الآونة الأخيرة جماعات تدعي انتمائها للحراك الجنوبي، تقوم بتعطيل الفعاليات التي تقام في بعض المدن الجنوبية، لأحزاب وفعاليات مدنية، بحجة عدم رفعها لعلم دولة الجنوب السابقة، كما حصل لمسيرة ميناءنا لنا التي نظمتها جبهة انقاذ الثورة السلمية بعدن، وفعالية التضامن مع الدكتور ياسين سعيد نعمان، والدكتور واعد باذيب، التي تبنتها منظمة الاشتراكي بعدن ومنظمات مجتمع مدني بعدن.

 

ومع كل ما يحصل يزداد الوضع الأمني تدهورا في مدينة عدن، وانتشار مخيفا للمظاهر المسلحة في كثير من أحياء وشوارع المدينة، حتى صار السلاح في متناول الجميع، ما شجع على انتشار العصابات المسلحة التي تقوم بالسطو على المحلات والمرافق الخاصة والعامة في وضح النهار، وظهور المسلحين الذين يقومون بجمع الاتاوات من البساطين وأصحاب المحلات بحجة الحماية.

وقد أستغل تنظيم القاعدة الوضع الأمني المنفلت في المحافظة، في تنفيذ عمليات اغتيال وتفجير للعبوات الناسفة، التي أثارت ذعرا في أوساط السكان.

 

ويرى مراقبون أن كل هذه الاختلالات تخدم أطرافا معينة، تسعى لتنفيذ اجندات تمكنها من السيطرة على الأوضاع في محافظة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى، وتسعى لتوسيع قاعدة التذمر الشعبي جراء خلافات الحراكيين، حتى تصل إلى نقطة الافتراق، لتعلن عن نفسها المنقذ القادم للجنوب، خاصة وأنها تسعى بخطى حثيثة، للسيطرة على المناصب الحساسة في الجهاز الإداري والأمني، ما يمكنها من فرض سياسية الأمر الواقع، في اللحظة التي تراها مناسبة.

وفي الوقت الذي تمكنت فيه قوى مرتبطة بمراكز النفوذ بصنعاء من السيطرة على مفاصل هامة في الجهاز الإداري والأمني، تعمل بجهود حثيثة على نشر وتشكيل المليشيات المسلحة، مستفيدة من الانفلات الأمني، والتوتر القائم بين فصائل الحراك.

 

وكان القرار الذي اتخذه مجلس باعوم بإقصاء فروع المجلس في المحافظات من المشاركة في مؤتمر المجلس، قد أثار ردود فعل قوية، من قبل قيادات حراكية بارزة في المحافظات، جعل باعوم يتراجع عن القرار، ببيان توضيحي.

ومثله أثارت قرارات الفصل التي اتخذتها رئيس مجلس الحراك بمحافظة حضرموت بحق قياديين في مجلس المحافظة، ردود فعل غاضبة، عملت على احداث خلل في بنية المجلس وانعكست على شعبيته.

ويبدو أن بعض قيادات الحراك تنبهت إلى هذا الأمر في الاجتماع الذي عقدته قيادات حراكية في منطقة العسكرية بمديرية يافع، ظهر اليوم الأربعاء.

وأقر الاجتماع الذي حضره باعوم تشكيل لجنة مكونة من الدكتور محمد حيدره مسدوس والعميد محمد صالح طماح لحل الخلافات التي ظهرت بين بعض الفصائل، تفاديا لتوسعها واستفحالها.

ويرى مراقبون أن تشكيل اللجنة خطوة في الاتجاه الصحيح لتلافي الخلافات التي بدأت تعصف بفصائل الحراك الجنوبي، والتي تنذر بخطر قادم يمزق وحدة الشمل الجنوبي.

وفي حال تمكنت اللجنة من حل الخلافات العالقة، يبقى أمام قيادات الحراك الوقوف أمام الخطاب الاعلامي لفصائل الحراك، التي صارت تجلب خصوم جدد للحراك، في هذا الوقت الحساس والخطير.

زر الذهاب إلى الأعلى