حقوق وحريات ومجتمع مدني

المختفين قسريا.. قضية تعود إلى العلن.. علي قناف زهرة

 يمنات – صنعاء

ظهر الرائد علي قناف زهرة لأول مرة في العاصمة صنعاء صباح الخميس الماضي, وذلك بعد 35 عاما من آخر مرة شوهد فيها. حسب أحد أصدقائه, فإن علي قناف زهرة كان في اجتماع مع اخرين من مساعدي الرئيس ابراهيم الحمدي مساء 11 أكتوبر 1977, وقد تلقى اتصالا من القيادة فقطع الاجتماع, مستأذنا زملاءه بالذهاب إلى مكتب القيادة.

كان صديقه ورفيقه ابراهيم الحمدي قد اغتيل قبلها بساعتين, في واحدة من أشهر وأحقر الجرائم السياسية في التاريخ. ولما لم يكن علي قناف زهرة قائد المدرعات ليقف مكتوف اليدين إزاء جريمة كهذه, فقد تم التخطيط لاعتقاله قبل أن يبلغه النبأ الأليم باستشهاد الرئيس الحمدي. وكذلك استدرج إلى القيادة حيث تم اعتقاله ثم إخفاؤه حتى اللحظة.

بعد ثلاثة عقود ونصف ظهرت ملامح هذا الرجل النادر لأول مرة في العاصمة بفضل حملة نبيلة ونظيفة وراقية للفنان الشاب مراد سبيع.

كانت لحظة مهيبة في حضور ومشاركة ابنته سلوى وواحدة من حفيداته.

أضفت الحفيدة, التي لا يحضرني اسمها الآن للأسف, لمساتها على الحدث, فقد شاركت في الجدارية ثم انغمست في التقاط الصور لجدها, الشاب الوسيم! بعد دقائق تقدم احد العسكر الطيبين مني, وسألني: كيف حصلتم على صورته؟ أجبته باقتضاب: حصلنا عليها من أسرته. بدا لي يقترب من نهاية الخمسينات, أدركت بريقا في عينيه, وارتعاشة في أوصاله.

تأمل مجددا في الجدارية ثم دنا مني, وهمس: "ماذا عن عبدالله الشمسي؟". سؤال مباغت وغير منتظر من عسكري معمر في الفرقة الأولى مدرع, إحدى أدوات التنكيل بالقوى الوطنية واليسارية منذ اغتيال الحمدي وإخفاء علي قناف زهرة.

قلت له: "نبحث منذ شهور عن صورة للشمسي, فلا أحدا يحتفظ بصورة…", باغتني للمرة الثانية خلال ثوان معدودات, وهذه المرة كانت المباغتة بالحركة, إذ ابتعد عني مسرعا قبل أن أكمل جوابي. كان جنودا آخرين يقتربون منا, ففهمت سبب ابتعاده الخاطف.

يبقى أن قائد الفرقة الأولى مدرع, قائد أنصار الثورة, لم يحتمل حضور سلفه, ولو على جدارية, لمدة 24 ساعة فقط!

عن: صفحة سامي غالب في الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى