فضاء حر

كلها متعة!

يمنات

عام ونصف بالتمام على توقف النداء عن الصدور… هذا زمن عصيب ومديد لم يكن ليخطر في بال أي من أسرة النداء, الصحيفة التي نذرت عمرها للضعفاء والمهمشين والمستضعفين واللاجئين والمعسرين والمختفين قسريا. تذكرت للتو ذلك كله وأنا اطالع حائط زميلي الغالي شفيع العبد الذي ما يزال يعرف نفسه على أنه محرر في صحيفة النداء: نداء الناس المظلومين الذين يشبهوننا.

جميل أن تكون الصحيفة التي تعمل فيها وطنك… وفي هذا الزمان الأخطبوط الذي يوجه لنا اللكمات من كل صوب, تصير القيمة الجميلة وطنا وملاذا ومثوى! الصحف اليمنية ترتبط بأسماء ناشريها, لكنني عمدت على الدوام لأن ترتبط النداء بأسماء محرريها ومراسليها وفنييها وكاتبيها, واحيانا قارئيها.

أقول هذا كله ليسمعني صديقي الحزين هذه الأيام شفيع العبد, وزملائي الرائعين وبخاصة بشرى العنسي وسعادة علاية وبشير السيد وهلال الجمرة وجمال جبران وطارق السامعي وعلي ناصر الخطيب وحسام عاشور وفؤاد مسعد وابراهيم البعداني. يغمرني هؤلاء الأحبة بكرمهم إذ ينتمون للنداء حيثما كانوا ومهما طال البعاد عن وطنهم المهني. في الأوقات الرحيبة وفي اللحظات العصيبة يفاجئني هؤلاء بولائهم للنداء وبيقينهم أنها طالعة عما قريب من الرماد! لهؤلاء انتمي ولهم سأعمل ما استطعت كيما تأوينا النداء مجددا! لا مفر من أن نتذوق متعة الانتماء إلى مهنتنا وقيمنا وميثاقنا ومحبينا ومعسرينا ومخفيينا ولاجئينا ونازحينا ومعذبينا. المتعة كلها حيث ننتمي!

*****

هذا المنشور تحية متأخرة إلى الصديق الغالي شفيع العبد, الذي وددت أن اقاسمه حزنه على أحبته الذين رحلوا, وإلى كل الأصدقاء الذين غمروني بكرمهم وتعاطفهم منذ توقفت النداء عن الصدور, وبعضهم عرض المساعدة بالجهد وبالمال, بل إن هناك من فاق حاتم طي في كرمه رغم شحة دخله عارضا بيع منزله. المنشور, أيضا, مناسبة لتوجيه التحية إلى روح الفقيد العزيز, المعلم والعلَم, الرائد والرائي, فيصل بن شملان الذي قال يوما في وصف النداء الكلمتين اللتين اخترتهما عنوانا لهذه الخاطرة_البوست, فصارتا قلادة تزين عنق النداء.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى