إجتماعية

حورية .. قتلتها رصاصة الشك في ليلة زفافها

المستقلة خاص ليمنات

وقفت تتأمل في أطلال منزلها وجنباته وتسترسل ذكريات صباها الذي قضته في هذه القرية المطلة على الوادي الذي أضحى جفافاً بعد أن كانت تتدفق منه الينابيع وتكتض فيه الأشجار بمختلف أنواعها.. مرت حورية في قريتها التي قضت فيها عشر سنوات من طفولتها ثم انتقلت مع أسرتها لتعيش في المدنية والتحقت مع أخويها الاثنين في إحدى المدارس الواقعة بجانب المنزل الذي يقطنونه شاءت الأقدار أن يغادر والدها الدنيا وينتقل إلى الرفيق الأعلى وأسرته في أمس الحاجة إليه لتبدأ مع موته  رحلة شاقة مليئة بالبؤس والمعاناة الشديدة وكانت المهمة أيضاً صعبة على والدة حورية والمسيرة شاقة بعد أن أضحت مسئولة عن ثلاثة أطفال أكبرهم لا يتجاوز عمره الخامس عشرة سنة  كانت أكثر حرصاً على أن يكملوا دراستهم بعد وفاة والدهم، مرت الشهور الأولى من وفاة زوجها ومرتبه الذي تركه لهم لا يفي حتى بسداد إيجار المنزل، الأمر الذي دفعها لأن تبحث عن عمل في المنازل..


مرت السنون وكبر أبناؤها فبدأوا بمساعدتها في نفقات المنزل الأمر الذي خفف عليها الكثير من الأعباء فيما حورية كانت على مشارف الانتهاء من مرحلة الثانوية العامة وهو الأمر الذي كان يتطلب منها بذل المزيد من المذاكرة لكي تحصل على مجموع يؤهلها للالتحاق بالكلية التي ترغب فيها.. خاصة وهي تحظى بتشجيع كبير من أمها وإخوانها..

 

التقت حورية بصديقات جديدات في مدرستها وأخذت تتوطد علاقتها بهن يوماً بعد يوم وكن يدعونها لمنازلهن أحياناً بحجة المذاكرة ويتبادلن معاً الحكايات الشبابية ومغامراتهن مع الشباب وكانت تستغرب من ذلك، السلوك..

 

عرضت عليها إحدى صديقاتها ذات يوم أن تأخذ دروساً إضافية مجانية عند إحدى المدرسات وافقت حورية مبدئياً واستشارت أمها أن تسمح لها بالخروج يومياً لكي تحصل على دروس تقوية إضافية مجانية فسألتها أمها هل تلك المدرسة تدرس في نفس المدرسة التي تدرسين فيها ردت عليها حورية بالقول لا أعرفها ولكن إحدى صديقاتي قالت أنها تدرس في مدرسة بنات أخرى.. رفضت أمها طلبها في بداية الأمر ولكنها وافقت أمام إصرار حورية على حضور تلك الدروس.. ذهبت اليوم الأول مع إحدى صديقاتها إلى منزل تلك المعلمة.. وكانت الصدمة الأولى لها فقد أستفزتها الملابس التي ترتديها تلك المعلمة  حيث تظهر الكثير من مفاتن جسمها بالإضافة إلى ميوعة التعاطي في الحديث.. لكنها تقبلت الأمر طالما وهناك دروس في اللغة الانجليزية ستلقاها مجاناً،   وتكرر ذهاب حورية مرتين أخريين وبعد أسبوع وجهت لها المعلمة دعوة لحضور حفلة للتعارف نهاية ذلك الأسبوع  وافقت حورية وعادت إلى المنزل وأعلمت أمها بأن المعلمة أكدت عليها أن تحضر حفلة التعارف التي ستقيمها.. اتصلت بها صديقتها أن تجهز نفسها سريعاً لحضور الحفلة وانطلقت مع زميلاتها إلى منزل المعلمة لتصطدم ببدء حقيقة  مفجعة.. فهناك عدد من الشباب والفتيات اللاتي يرتدين ملابس شبه خليعة.. طلبت من صديقاتها ضرورة الانصراف فردت عليها لا عليك ولا تخجلي وتمتعي قليلاً بحياتك التزمت الصمت ولكن الفاجعة كانت أشد فقد اقتحم أفراد من الشرطة ذلك المنزل وألقوا القبض على الجميع واقتادوهم إلى قسم الشرطة وهناك فاقت حورية من صدمتها وأدركت أن ذلك المنزل لم يكن سوى بيت مشبوه لا علاقة له بالدراسة والعلم..

 

 

تم إحالة الجميع إلى النيابة.. علمت أسرتها بما جرى لأبنتهم حورية ولم يكن أمامهم أي حل آخر سوى التبرؤ منها..

انتقلت حورية إلى السجن لتجد نفسها بين أربعة جدران لا تملك سوى دموعها ومناجاتها لله تعالى أن يظهر براءتها  ويخلصها من هذه المحنة.

أحد الضباط الذي كان يراجع محضر التحقيقات أستنتج أن تلك الفتاة حورية بريئة فحز في نفسه ضياعها في غياهب السجون وضياع مستقبلها وتلطيخ سمعتها بإثم لم ترتكبه، بل اقتيدت إليه دون علم أو دراية، أنتقل الضابط إلى منزل حورية والتقى بإخوانها، ليعلمهم تفاصيل القضية وأن شقيقتهم بريئة من التهمة التي الصقت بها وأنها لم تكن سوى ضحية لشبكة من بنات الهوى تقودها تلك المعلمة وقد أرادت اصطيادها للانضمام إلى الشبكة وافق الإخوة على الذهاب مع الضابط لاستكمال إجراءات إطلاقها من السجن بعد أن قضت شهراً كاملاً وراء قضبانه دون ذنب ارتكبته سوى مشيها مع صديقات السوء.

 

عادت حورية منكسة الرأس مليئة بالحزن إلى المنزل وعيون إخوتها ترقبها ويضعونها بين الريبة والشكك.. بعد تلك الحادثة أجبروها على البقاء في المنزل ومنعوها من إكمال دراستها رضيت حورية بالأمر الواقع.. مر عامان وحورية حبيسة المنزل وذات يوم أخبرتها والدتها بأن شاباً تقدم لطلب يدها من إخوتها وعليها أن تقبل دون أن تبدي أي رفض جرت مراسيم الزواج.. وقبل أن تصل إلى منزل زوجها أنطلقت عدة رصاصات سكنت جسد حورية وكان الجاني هو شقيقها الذي كان ما زال شاكاً من سلوك اخته بعد حادثة الاعتقال فخاف أن تفضحهم مع زوجها بعدم وجود عذريتها فقتلها..

زر الذهاب إلى الأعلى