حوارات

السفير عبد الوهاب هادي طواف: الفساد المالي خلال 33 عاماً يساوي فساد الفترة من توقيع صالح تنحيه حتى انتخاب الرئيس هادي

يمنات – إيلاف

ضيفنا في هذا العدد هو سعادة السفير عبد الوهاب طواف السفير السابق لبلادنا في سوريا, والمستشار السياسي لقائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع, ورئيس لجنة الفروع والساحات في قيادة هيئة أنصار الثورة, والذي كان له علاقة جيدة بالنظام السابق إلى ماقبل 21 مارس 2011م, بل وكان مقرباً من عائلة الرئيس في حياته, حيث انضم للثورة الشبابية وقدم استقالته من السفارة وعاد الى اليمن, ليصبح المستشار السياسي لقائد المنطقة الشمالية الغربية وقائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الاحمر..

يتحدث السفير طواف في هذا الحوار عن الوضع السوري والوضع اليمني بتفاصيل ورؤية خبير عايش واقع البلدين خلال فترة عمله كسفير لسوريا.. فإلى التفاصيل:

حاوره أحمد الصباحي –إيلاف


بداية ارحب بك سعادة السفير ضيفا عزيزا على إيلاف, وأبدأ تساؤلي معك حول الثورة الشبابية التي أعلنت انضمامك إليها بعد ساعات من انضمام اللواء علي محسن إليها.. قلي بصراحة هل كان لعلي محسن علاقة بانضمامك للثورة في ذلك الوقت؟

– بسم الله والحمد لله, أرحب بصحيفة "إيلاف" وأتمنى للقائمين عليها التوفيق, انا بالنسبة لسؤالك فقد كان انضمامي للثورة نابع عن قناعة تامة, وكنت قد وصلت إلى قناعة بأن إدارة المؤتمر الشعبي العام للبلاد صارت عبث وتخبط, ووصلت إلى هذه القناعة من قبل الثورة بأشهر, إلا أن ما حدث في جمعة الكرامة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير, ولا أخفيك أني كنت في حيرة من أمري, كيف أترك موقعي السياسي والاجتماعي والوظيفي الذي أمضيت فيه جل عمري. لم يكن هذا القرار سهلاً إطلاقاً, وبمجرد إعلان اللواء علي محسن تأييده للثورة, وهو الرجل ذو الثقل السياسي والعسكري والاجتماعي الذي لا يعادله شخص آخر في اليمن, كان ذلك الإعلان هو بمثابة تشجيع لي بالإقدام على هذه الخطوة الهامة في حياتي, فلم أعد أفكر في لوم ومعاتبة المعاتبين بعد خروج اللواء علي محسن.

واقول كلمة حق للتاريخ: لم يعمل اللواء علي محسن الاحمر, على إقناع أي شخص بتأييد الثورة من الذين استقالوا يوم 21 مارس 2011م, وإنما كان ذلك التأييد بمحض إرادة الجميع, ولا ننكر أن شخصية الواء علي محسن أقنعت الجميع على تنفيذ القرار الذي كنا نفكر فيه كثيراً..

 

• ماذا عن الثورة في اليمن, إلى أين وصلت.. إلى النجاح أم هي إلى الفشل أقرب؟

– وصلت إلى مرحلة حفظ أمن واستقرار اليمن, وإلى وقف التدهور والاتجاه إلى الهاوية, وإلى وقف النزيف في الجسم اليمني وتوقيف توسع الجراح.. وباستكمال بنود المبادرة الخليجية وبرنامج الرئيس هادي والحكومة؛ سيتعافى الجسم اليمني إن شاء الله.

 

• الناس يتساءلون في الشارع, وكانوا يحلمون بتغيير جذري, يصل إلى المفاهيم الثقافية في المجتمع, لكن ما اتضح. كما يقول الكثير. أن النظام ثار على بعضه وأن التغيير المنشود لم يتحقق, ما تعليقك؟

– هذا الشعور الصحي وايجابي, والمفروض أننا نعيش وتصوراتنا وطموحنا إلى أبعد مدى, فالعهد الماضي الذي استمر ثلاثة عقود خلق الناس شعور محبط وحالة يأس من إصلاح الأمور في بلادنا, إلا أن الثورة الشبابية أحيت الأمل في نفوس اليمنيين, وأوجدت بارقة أمل وحالة تفاؤل في إخراج اليمن من النفق المظلم الذي عاش فيه فترة طويلة من الزمن, وارتفعت حالة الطموح والتلهف إلى يمن جديد, ويطبع البشر عامة واليمنيين خاصة في الاستعجال في أمرهم, تولد شعور أن الوضع لم يصل إلى المرحلة والنقطة التي كان الجميع متفائلا بالوصول إليها, إلا أن الوضع الذي نعيشه يومنا هذا يختلف عن اليوم الذي يقابله من السنة الماضية, فالحمد لله توقفت العجلة عن الاستمرار في الحركة إلى الأسفل وابتعد اليمن عن الحرب الأهلية واستقرت الحالة الاقتصادية, هذا هو المهم حالياً, التوقف ومن ثم المضي قدماً إلى الأمام مع تغيير الطريق السابق وكذا آلياته ووسائله والقائمين عليه.

 

• هل تعتقد أن هذا التغيير سيصل إلى عمق البنية الاجتماعية, بثقافتها وهو مالم تحققه ثورة 1962 حتى الآن؟

– هذه النقطة في غاية الأهمية, وإن لم ننجح في الوصول إلى تغيير جذري وبطرق علمية منهجية فلن نقدر على انتشال بلادنا من ماهي فيه, والوصول على عمق البنية لازم وحنمي في تكاتف الجميع والعمل بروح الفريق الواحد لتغيير مفاهيم وثقافات خاطئة..

 

• كيف يمكن الوصول إلى ذلك العمق؟

– هنا لا بد من إيجاد وسائل وآليات جديدة وخطط عليمة مجربة, وهذا الوضع لن يكون إلا بإرادة سياسية صادقة وحازمة وجريئة للمضي قدماً في إيجاد حالة تموضع جديدة لليمن الجديد.

– كانت سوريا وما زالت بوابة شر على اليمن ودول الخليج, فهي بوابة غيران إلى الشرق الأوسط وكنت أعلم بتسهيلات سورية لأشخاص كثير ممن يريدون الشر باليمن, وليس للحوثيين على وجه التحديد, كما كانت دمشق نقطة عبور إلى طرابلس الغرب إضافة إل طهران وقم, وكان السوريون يخفون دورهم في تلك التسهيلات ونظامنا السابق كان للأسف لا يكترث إلا لتحصين نفسه أمام شعبه.

 

• إيران تلعب حالياً دوراً محورياً في اليمن عبر الحوثيين وغيرهم, لماذا برأيك تركز على اليمن باهتمام واضح؟

– إيران لا تريد اليمن بحد ذاته, ولا الحوثيين فحسب, فمن سينفذ لها أجندتها في أي أرض ستتعامل معه. الهدف من نشاطها في اليمن هو الخليج وإزعاج المجتمع الدولي لتمرير أجندتها في المنطقة العربية وبرنامجها النووي, وهي تسعى لفصل الجنوب لمعرفتها المسبقة أن الجنوب لن يستقر وسيدخل في دوامات عنف, يسهل عليها التموضع في عدن وحضرموت والمهرة, للتأثير في سير الملاحة البحرية في البحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب إضافة لمقدرتها على التأثير في مجريات الأمور في مضيق هرمز, وسعيها الدؤوب في زرع بؤر لها في الصومال وسيناء عبر دعم الجماعات التكفيرية والدموية, وجماعات القتل وتشريد الشعوب.

 

• هل لذلك علاقة بالنظام السوري؟

– علاقة وثيقة وراسخة, إلا النظام السوري لم تكن تعنيه الأهداف الإيرانية في المنطقة, وما يهمه هو استمرار دعم طهران له ووقوفها إلى جانبه.

 

• قل لي بصراحة.. كيف كان الوضع بسوريا, وهل كان يستدعى قيام الثورة التي أوصلت سوريا إلى هذا البحر الممتلئ بالدم السوري؟

– الثورات العربية هي ثورات كرامة قبل أي شيء أخرو فتونس كانت في وضع اقتصادي أفضل من كثير من الدول العربية, إلا أن الكرامة كانت مهدورة, ولذا ثار الشعب التونسي.. الإنسان لم يولد ليأكل ويشرب وينام فقط فكرامته وعزته وامتلاكه قرار نفسه وحريته أهم من أي من شيء أخر. ومعلوم للجميع أن النظام السوري حكم شعبه بوسائل تتنافى مع الكرامة والعزة والحرية.

والنظام السوري شب عن الطوق وتغير وتطور, وبالمقابل فهذا النظام البائس لم يطور نفسه ويتماشى مع تطلعات وهموم ومطالب الشعب السوري. ولذا ما كان أمام الشعب السوري إلا التماشى مع موجة التغيير الآتية رياحها من جهة الغرب بعد أن فقد الأمل في صلاح ذلك النظام الدموي وفعلاً خرج بمسيرات سلمية تطالب بإصلاح الوضع ثم تطور ذلك الوضع إلى المطالبة بتغيير النظام بعد أن رأوا وسائل القوى الأمنية في مواجهة تلك المسيرات السلمية, وتطور الوضع إلى أن أصبح وضع فريد وشنيع ومؤتمر يجعل من الحجر تنطق استنكار للقتل والتدمير والتشريد الذي جوبه به الشعب السوري من قبل بشار وشبيحته.

 

• هناك من يقول أن ما يجري في سوريا مؤامرة واضحة ومدروسة لإسقاط حلف الممانعة كما يقولون؟

– لمن يقول إن ما يجري في سوريا هي مؤامرة كونية من أمريكا وحلفائها, أقول لهم لماذا لم تسقط كوبا وكوريا الشمالية وفنزولا نتيجة لمؤامرة من أمريكا مع العلم أن هذه الدول في عداء دائم ومؤثر على المصالح الأمريكية باستمرار, والجواب أن جبهات هذه الدول موحدة خلف قياداتها, ولا يوجد ظلم مجتمعي طاغي في الداخل, وإن وجد فشعوب تلك الدول راضية, ولذا لن تقدر أي جهة التأثير على أي دولة؟ مادام تلك الدولة في وئام مع شعبها. كما أن العراق لم يسقط برغم الحصار والعقوبات والحروب التي شنت عليه والتي كانت سوريا وإيران مع الغرب في جبهة واحدة ضد العراق عام 1991م. ولم يسقط ذلك البلد إلا بحرب مباشرة من أمريكا وحلفائها وإيران, ولذا فإن ما يحدث في سوريا ثورة كرامة ضد طاغية, ومن يناصر الطاغية بشار فإنه مشارك في قتل الأبرياء حتى ولو كانت المناصرة بالكلمة. ولذا انا أقولها أني ضد الظلم في أي شبر على وجه الأرض.

 

• ما هي أبرز المصالح التي تربط اليمن بسوريا؟

– تبادل تجاري في حدود دنيا وبميزان تجاري لصالح سوريا لان دمشق كانت تفرض مئات القيود على حركة وانسياب المنتجات من بلادنا إلى سوريا في حين اننا باب مفتوح لسوريا وغير سوريا للأسف.

كما أن بيننا اتفاقيات في الجانب التعليمي والتدريبي يصل إلى مائة منحة سنوياً وبشكل متبادل, والخلاصة أن أي دولة عربية لا تقدر الدخول في استثمارات متبادلة مع سوريا إذا ما كان لصالح دمشق, فالمعوقات السورية كانت كثيرة وكبيرة تجاه التوسع الاستثماري العربي, في حين أن التسهيلات كانت عبر محدودة لإيران.

 

• هل لديك معلومة عن أبرز الشخصيات اليمنية التي لها علاقة بالنظام السوري, كونك كنت قريباً من المشهد السوري واليمني في آن واحد؟

– النظام السوري منغلق مع الجميع ودعمه محدود حتى لمن مرتبط بهم كحزب البعث, بل أنهم ينضرون لمن يأتي من اليمن من بعض اعضاء قيادات حزب البعث في اليمن بنظرة سخرية, بحجة أن هؤلاء جاءوا لمقاسمتهم أرزاقهم, وللعلم فإن هؤلاء لا يتعدى عددهم أصابع اليد.

 

علي عبد الله صالح

• عرفتم الرئيس صالح عن قرب, فهل تعتقدون أنه يساهم في عرقلة اداء الحكومة؟

– الرجل يعشق الإعلام حتى ولو بصورته السلبية, فهو يتلذذ عندما يكون في دائرة الأضواء حتى السلبية منها, وبالتالي يعمل بجهده على تثبيط كل جهود الرئيس هادي وحكومة الوفاق ويدعم كل معارض وساعي لتفويض الاستقرار. وأنصح في هذا الجانب وسائل الإعلام بنسيان هذا الرجل عدم التعرض له, والالتفات إلى النداء, كما انصح بعض وزراء المشترك بالعمل بجد وصدق وعدم تعليق أي فشل لهم علي صالح أو غير صالح, فعجلة البناء لن تقدر على إيقافها أي قوى ما دام الجميع يعمل بصدق. ولا نكرر أخطاء النظام السابق عندما كان يرمى بفشله على نظام ما قبل الثورة, ودوام على التشنيع بالأئمة ثلاث عقود.

 

• لماذا يسعى المؤتمر برئاسة علي صالح لإفشال الحكومة, رغم أنه يسيطر على نصفها؟

– هوس السلطة وفقدان البصر والبصيرة وحقداً على من ساهم في إخراجهم من السلطة التي كانوا يرسمون لأنفسهم الاستمرار عقوداً طويلة من السيطرة وحكم هذا الشعب , المظلوم, ونحن نعلم جيداً أن المؤتمر هو صالح وأبنائه ودائرة ضيقة من المنتفعين معهم, هذا هو المؤتمر رغم أن هذا الحزب يضم كوادر من خيرة ابناء اليمن ولا زال كثير من الشرفاء داخل هذا المكان إلا أنهم لا يشاركون في صنع القرار ونصيحتي لهم إما أن يكون لهم صوت مسموع أو يغادروا هذا الحزب, وترك من يتعامل معهم كديكور ليس إلا, والشعب كان معول على رجالات المؤتمر في بناء الوطن, ولكن كيف سنثق بحزب جل قياداته الفعالة هم من طالبي المصالح الخاصة, ففي منتصف عام 2011م, أستلم أحد قيادات ذلك الحزب يدعى (س, ب) ثلاثة مليار ريال يمني من الرئيس السابق لتمويل تجار الجمع للصلاة في السبعين, وهذا فرد واحد!!

 

• هل تستطيع أن تذكر اسم (س,ب) الذي قلت أنه استلم 3مليار من الرئيس السابق لتمويل الجمع؟ وما تقصد بالجمع؟

– هو معروف وهو فرد من الأفراد أكثر عبثوا بأموال الشعب خلال عام 2011م, فالفساد المالي الذي حدث خلال 33 عاماً, تساوي مع فساد 2011, تساوي فترة فساد من ساعة توقيع تنحي صالح وحتى انتخاب الرئيس هادي. أما الجمع فأقصد بها أيام الجمع من الاسبوع والتي كان انصار صالح يجمعوا الموالين المدفوع لهم للصلاة يوم الجمعة والهتاف لصالح, وهؤلاء أسميتهم تجار الجمع, لأنهم أثروا وجمعوا ثروات كبيرة من عملهم في تجميع المصلين واشرافهم على مخيمات التحرير وتوزيع المال والمأكل والمشرب للشباب المغرر بهم في التحرير.

الارتهان للخارج

• مسألة الارتهان, للخارج, الواضع ان أغلب الجماعات الموجودة تدين بالولاء للخارج, الإصلاح والحوثيون والنظام وأغلب الجماعات تستند على دعمها من الخار ج, كيف يمكن ان يكون لها قرار وطني وهي تستلم من الخارج؟

– أنا اريد أيضاً والتي لم ترتبط بالخارج, تبحث عن ذلك الارتباط حتى يستمر, ولذا نرى أن أغلب القوى على الساحة لها ارتباطات خارجية, وبالحوار الوطني سيظهر للشعب من لها ارتباطات خارجية, وبالحوار الوطني سيظهر للشعب من يجعل من اولوياته اليمن, ومن يرى العكس من القوى الفاعلة على الساحة, وأصحاب المصالح الخارجية أؤكد لك أنهم سيذوبون وسيجرفهم التيار الوطني لأن الشعب اليمني شب عن الطوق وأصبح في موضع يجعله يقول ما يريده ويخرج على من لا يريده.

 

• هل أنت متفائل بخصوص التغيرات التي يجريها الرئيس عبد ربه منصور هادي؟

 – متفائل جداً, وهذه التغيرات كانت بمثابة العملية الجراحية التي كان لابد من إجرائها لإنقاذ الجسم اليمني من الانهيار والموت, فتلك التعينات كانت ضرورية وملحة لإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة.

 

• ماهو المطلوب من الرئيس الآن, بعد كل ما حدث من تغيرات؟

الاستمرار في تطبيب الجسم اليمني بإرادته الصادقة وعزيمته القوية وولائه المطلق لليمن, ويجب على الجميع كلا من موقعه الوقوف معه ومساعدته ومناصرته وتشجيعه على إكمال العلاج الذي بدا يؤتي ثماره ونرى الأوضاع بدأت تتجه في الطريق الصحيح.

 

الجنوبيون

الرئيس السابق وعلي سالم البيض نائب رئيس الجمهورية السابق نجحا في إتمام ما بدأه الرؤساء السابقين من الشطرين في المضي قدماً باتجاه الوحدة, إلا أنهما فشلا في إدارة تلك العملية, فأي فرد يقدر بناء جامعة أو مشفى متطور إلا ان النجاح يكمن في تأثيث وتشغيل ذلك المرفق بنجاح , وهنا نقول إنهما فشلا فشلا ذريعاً, وبعام عام 1994م كانت الطامة الكبرى, فقد ادار الرئيس السابق الجنوب بعقلية متخلفة نتج عن ذلك نهب وتفريغ الجنوب من قوته البشرية والمادية والاقتصادية, وكانت حرب 1994م بداية الغرور لحكام الشمال أنذاك (إضافة إلى نتائج انتخابات 2006م, وخليجي عشرين) وكان الجميع يتباهى بالعمران الذي حصل في المحافظات الجنوبية وتناسوا أنهم بنوا الأرض وهدموا كرامة المواطن هناك، كمن يأتي إلى أسرة ويقوم بحجزها وتشريدها وإضعافها مقابل بناء وترميم منزلهم, وهذا خطأ لم ندركه إلى الآن وبفضل الشباب الذين خرجوا وأخرجونا معهم إلى الميادين لمراجعة ما تم إنجازه خلال 32 عاماً.

 

• أين أراضي الجنوب التي نهبها؟

– هل تعلم ان اراضي وممتلكات المحافظات الجنوبية وهبت ونهبت ودمرت وولي عليهم مسئولين في غاية السوء والبطش واللصوصية جعلت من أرض الجنوب ارضاً بوراً. وان الأوان أن يرفع الظلم وتعود الحقوق وتسترجع الأراضي المنهوبة والمنازل المصادرة وتعويض من فقد وظيفته ومن فقد ملك له, وهذه في الطريقة الوحيدة للحفاظ على الوحدة المباركة وبشعار غير الشعار السابق "الوحدة أو الموت" وتغييره إلى شعار الوحدة الجاذبة مطلب للجميع.

 

• ماذا عن تفرق الحراك الجنوبي؟

– بالنسبة للحراك فقد بدأ مطلبيا وانتهى بمطالب وأجندات غير وطنية, ولا اقول الجميع إنما بعض فصائل الحراك. ونصيحتي لهم أن يتوحدوا في ما يصلح الأمور في الجنوب وعدم الانجرار والتأثير بمظالم الأمس والاشتداد إلى مرحلة مهدي مقولة وغيرهم, وليتعاملوا مع اليمن اليوم والتي هي ملك الجميع وستبني بسواعد الجميع.

 

• هل تخاف على الوحدة؟

لا أخاف على الوحدة لأن الجنوبيين وحدويين أكثر من الشماليين وقدموا التضحيات من أجل الوحدة أكثر من غيرهم وما حرب 1994 والنجاح فيها ببعيد, فقد كان الجنوبيين هم من سطروا البطولات في الحفاظ على الوحدة وتوقيف من أراد الانفصال في زاوية بعيدة.

 

المعسكرات والعاصمة

• بالنسبة للمطالبات الأخيرة بإخراج المعسكرات من العاصمة ما تعليقك عليها؟

-قضية ملحة وهامة وضرورية, لان مهام الجيش معروفة ومهام الأمن في المدن, ولابد من اتخاذ هذه الخطوة خصوصاً بعد استكمال إعادة باقي وحدات الجيش إلى الملكية الوطنية, وتحويل جيشنا إلى جيش وطني يحمي كل الجسم اليمني, لا إلى جيش يحمي العائلة الحاكمة والنهدين فقط.

 

* هناك من يقول كيف تخرج المعسكرات من المدن, والمليشيات الحوثية وغيرها من الجماعات المسلحة تملأ المدن؟

– وبالطبع لا بد من الانتظار حتى الانتهاء من الحوار الوطني والتأكد أن أصحاب المشاريع الخارجية والشخصية عادوا على رشدهم أو تلاشوا وانتهوا, وعند ذلك نقدم على تلك الخطوة الضرورية.

 

* هناك من يقول ايضاً بأن تلك المطالبات تستهدف اللواء علي محسن شخصياً, هل هذا صحيح؟

– اللواء علي محسن كان المبادر والسباق في المطالبة بخروج المعسكرات من المدن واقترح عندئذ بتحويل موقع الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة عامة لعامة الشعب وتحويل تلك البقعة إلى متنفس عام, إلا أننا في هذه المرحلة الحرجة والهامة, فلن يوافق شباب الثورة على خروج الفرقة ومعسكراتها لأنها أثبتت أن هذه المعسكرات هي ملك وحامية للشعب, ولو أن الفرقة لم تناصر الثورة لكان وضع اليمن لا سمح الله أسوأ من سوريا.

 

* "مقاطعاً" شباب الثورة هم من يطالب بإخراج المعسكرات بما فيها الفرقة؟

– قوى الثورة لها رؤيتها في هذه المسالة كما أن تقدير ورؤية الرئيس لها حسبتها, وبالتالي فإن مكون أو عدة مكونات شبابية ليست ممثلة لقوى الشعب أو الثورة, ولا بد من التأني واتخاذ القرارات والمضي فيها يحتاج إلى وقت وتفكير وإعداد حتى تجنب البلد السقوط في الهاوية, لأن اصلاح الأمور يحتاج إلى وقت وتخطيط وتفادي الأثار السلبية لأي عملية علاجية إلا ان اليمن في الطرقي الصحيح ولو كنا نسير بخطوات متأنية.

 

* هل تؤمن بنجاح الحوار في اليمن رغم أن الدراسات تؤكد أن 80 بالمائة من الحوارات في العالم باءت بالفشل, خصوصاً مع طبيعة التعقيدات اليمنية؟

– اليمنيون أرق قلوباً وألين أفئدة, وبالتالي فخصوصية اليمن هي ظاهرة إيجابية وليست سلبية, وانا على ثقة أن الجليد سيذوب ويتلاشى من أول جلسة لجلسات الحوار بين الفرقاء, ومؤتمر الحوار القادم هو مؤتمر حقيقي وليس صوري كما كان في المستقبل.

 

* ما هي توقعاتك لمصير علي عبد الله صالح وعائلته, خصوصاً المتبقين منهم في الحكم, مثل نجله أحمد علي؟

المصير بيد الله سبحانه وتعالى, لكن إن لم يستوعبوا الواقع ويقرأوا الحاضر ويتنبؤا بالمستقبل ويتعظوا من الماضي , فأكيد سيكون وضعهم ليس أحسن ممن سبقوهم من الطغاة. والأفضل لمن لا زال منهم في مؤسسة من مؤسسات الدولة الاستقالة وترك الشعب يقرر مصريه بنفسه خصوصاً بعد أن فشلوا فشلاً ذريعاً في تحقيق أي مطلب أو طموح للشعب اليمني, بل بالعكس كانوا عامل تأخير وتطبيق وإهدار وتفريط بممتلكات الشعب في الشمال والجنوب والشرق والغرب. والأهم من ذلك أهدار لكرامة المواطن اليمني وجعله متسولاً لدى الأخرين, في حين أن صالح وأبناءه وأعوانه يمتلكون 90% من ثمار وخيرات الوطن اليمني المنتجة منذ 33 عاماً.

 

• أخيرا هناك مثل روسي يقول من يستيقظ مبكراً يستولي على السلطة, برأيك من الذي أستيقظ مبكراً في اليمن؟

 

– شباب الثورة الشرفاء, أحرار وحرائر اليمن الذين خطوا بدمائهم وأرواحهم مستقبلاً جديداً لهذا الوطن العظيم.

 

* السلطة الآن بيد الأحزاب , نصفها بيد النظام السابق ونصفها بيد "شيوبة" المشترك كما يقال , أين شباب الثورة من السلطة , لا يوجد لهم أي وجود؟

– شباب الثورة هم رواد الثورة ولهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى, وحتى نكون صادقين مع أنفسنا, فإن الوزارات لابد أن تكون بيد أصحاب الخبرات والكفاءات ومن لهم باع طويل وتجربة طويلة في الميدان والشباب يفتقدون لبعض المعايير, إلا أن الشباب مطالبين أن يستمروا في تأهيل أنفسهم في الجامعات والمعاهد العلمية والمهنية, كما أن عليهم التأطر في أحزاب للمشاركة السياسية وبنا البلد, وهم مخزون البلد الاستراتيجي من الكفاءات والطاقة الجديدة, والعقول الحية والتي سنضمن من خلالها عدم التلاعب وحرف مسارات الثورة وأهدافها.

زر الذهاب إلى الأعلى