أخبار وتقارير

خبراء فرنسيون: الربيع العربي تحول إلى شتاء إسلامي بفضل الدعم المالي الخارجي والدعم السياسي من القوى الدينية المتطرفة

يمنات – متابعات

صارت احداث السنتين الماضيتين في منطقة الشرق الاوسط موضوعا لبحوث جديدة في فرنسا.

وفي هذا الجانب صدر عن دار النشر Ellipsesالباريسية كتاب (الجانب المخفي لـ"الثورات العربية" قام من خلاله خبراء في مجال العلاقات الدولية والامن، بدراسة الاسباب السياسية والاقتصادية وأسباب أخرى التي هزت في عامي 2011 و2012 العالم العربي – الاسلامي.

يقول أحد مؤلفي الكتاب "ايريك دينيسي" والذي يرأس المركز الفرنسي للبحوث في مجال الاستكشافات ان: التحليل العميق يسمح بتمييز العناصر الاساسية للدراما: استخدام عدم رضى المجتمع، ادارة "الثورات" المحركة من الخارج من اجل المصالح الذاتية، واستخدام تكنولوجيا زعزعة الاستقرار ذات النتائج السيئة.

ويرى الباحثون ان ثلاث مجموعات من الممثلين: الولايات المتحدة الامريكية والانظمة الملكية الخليجية والبلدان الاوروبية، لعبت دورا اساسيا في اشعال "الثورات".

وأعتبر الباحثون أن أمريكا ودول الخليج الملكية عملا بموجب استراتيجيتهما، فيما سار الأوربيون خفهما دون ان يشعروا بانهم يستخدموهم في تحقيق اهدافهما الخاصة.

وحسب رأي الخبراء، انه بعد الدراسة التي اجرتها الولايات المتحدة عقب عملية 11 سبتمبر/ايلول عام 2001 حول اسباب الشعور المعادي لها في بلدان الشرقين الاوسط والاقصى، توصلت الى ان احد اسباب ذلك هو مراهنة الدبلوماسية الامريكية على دعم الانظمة المعادية للمتطرفين الاسلاميين. ولفتوا إلى أن هذا الرهان حول بموجب المعادلة "لهم الشريعة ولنا النفط".

وراوا ان الازمة العالمية بنهاية العقد الاول من القرن الـ 21 وضعت الولايات المتحدة امام مهمة اعادة نمو الاقتصاد الامريكي، من خلال تحديد امكانية التنافس مع المتنافسين وخاصة الاوروبيين منهم.

ويقول "ايريك دينيسي": اصبحت السيطرة على منابع النفط في الشرق الاوسط ضرورة مطلقة في استراتيجية التنافس بين الولايات المتحدة والصين، بهدف اعاقة نمو اقتصاد (الصين) وتطور صناعتها الحربية.

وأضاف: ان الاحداث في البلدان العربية "تم التحضير لها بدقة، لان الاحتجاجات في السنوات السابقة لم تكن كافية".

ورأى "دينيسي" أنه من اجل تشكيل القوة "القاهرة" تم دمج ثلاثة عوامل: اعداد قادة لحركة الاحتجاجات، تشكيل شبكة من النشطاء وكشف الاسرار من اجل تحريض السكان للانضمام الى معسكر المعارضة.

وفي العديد من الحالات استخدمت في ذلك قنوات مفتوحة مثل البرامج الامريكية الخاصة بإعداد كوادر مستقبلية متميزة لمختلف انحاء العالم.

ولقد ازداد البحث خلال السنوات العشر الماضية، عن مرشحين لإعدادهم بموجب هذه البرامج، حسب الكتاب.

ولم يقتصر البحث عن أولئك الكوادر في المنطقة فقط، فلقد بحث عنهم الدبلوماسيون الامريكان بين "المهاجرين الشباب" في احياء باريس ودعوهم الى الولايات المتحدة.

 

ويقول الخبير "دينيسي" ان "الثورات" العربية حثت القوى الانفصالية والاستقلالية، مؤكدا أنه استخدمت هذه الاستراتيجية في شمال افريقيا من المغرب الى مصر وكذلك في اليمن وفي سورية التي توجد على اراضيها قاعدة بحرية روسية.

ويرى أنه قمعت الانتفاضة في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين كونهما غنيتين بالنفط وفيها مواقع عسكرية امريكية مهمة. ولفت الخبراء النظر الى ان عملية القمع هذه  لم تثر اهتمام وسائل الاعلام.

ويقول ايريك دينيسي "ان تغيير الانظمة السابقة يصب في مصلحة الاسلاميين والدول الخليجية الغنية بالنفط، وخاصة المملكة السعودية وقطر اللتين لهما اهداف مشتركة ،على الرغم من التنافس الموجود بينهما.

 

وحسب قول "الين شوي" الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات في ادارة الامن العام بفرنسا، واحد مؤلفي الكتاب: "تتحقق في المنطقة حاليا اسوأ المخاوف"، التي ظهرت مع انطلاق "الثورات" العربية.

وأوضح أن السلطات تمركزت بأيدي قوة سياسية واحدة فقط، وهي التي نجت من الانظمة السابقة بفضل الدعم المالي الخارجي والدعم السياسي من جانب القوى الدينية المتطرفة.

واضاف لقد تطلب الامر اقل من السنة لكي يتحول "الربيع العربي" الى "شتاء اسلامي".

زر الذهاب إلى الأعلى