أخبار وتقارير

شكوك حول تورط صالح في واقعة اقتحام سفارة أميركا بصنعاء

يمنات – متابعات

اثارت عملية وصول المتظاهرين لمبنى السفارة الأميركية في صنعاء شكوكاً حول تورط الرئيس السابق علي عبدالله صالح في هذا المخطط، وبخاصة أن القوات الأمنية لا تزال تخضع لأبن أخيه الجنرال يحي صالح.

جاءت الطريقة التي اقتحم من خلالها مئات المتظاهرين اليمنيين مبنى السفارة الأميركية بصنعاء لتفتح الباب أمام الكثير من التحليلات التي ذهب بعضها إلى حد القول إنها ربما كانت خطة من جانب الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، لكي يظهر لأميركا أن أوراق اللعبة داخل البلاد مازالت في يده، رغم رحيله عن السلطة.

وأعقبت بقولها إن بداية الإجابة على هذا السؤال يكمن في المحيط الخارجي للطوق الأمني وفي الحواجز المقامة بالشوارع القريبة من مبنى السفارة. وبعد تساهل قوات الأمن المركزي في طريقة تعاملها مع المتظاهرين وسماحهم لهم في نهاية المطاف بدخول مبنى السفارة، ومرافقتهم لهم، والابتسامات تعلو أوجه بعضهم، مضت المجلة تشير إلى أن تلك القوات التي أنشأها الرئيس السابق مازالت تخضع لقيادة ابن أخيه الجنرال يحي صالح، الذي يحظي بعلاقات دافئة مع السفارة في صنعاء منذ سنوات.وتساءلت في هذا الصدد مجلة "فورين بوليسي" الأميركية: كيف لمئات من المتظاهرين العزل أن يخترقوا الحاجز الأمني لواحدة من أكثر السفارات تحصيناً في العالم؟

وذلك في الوقت الذي تخضع فيه أيضاً لقيادته قوات مكافحة الإرهاب المدربة والممولة من جانب الولايات المتحدة. بينما كانت تنظر واشنطن لتلك العلاقة باهتمام بالغ كجزء من إستراتيجيتها التي ترمي لمحاربة فرع تنظيم القاعدة النشط في البلاد.

وبدت متانة تلك العلاقة واضحة حين رحب يحي بالسفير الأميركي، غيرالد فيرشتاين، وبدا وكأنهما صديقان قديمان، وذلك خلال مراسم تسليم عمه الرئيس صالح السلطة لرئس البلاد الجديد عبد ربه منصور هادي في القصر الجمهوري مطلع العام.

لكن المجلة مضت في السياق عينه تنوه إلى ذلك التغيير الذي بدأ يطرأ بصورة تدريجية على قوات الأمن اليمنية منذ شباط/ فبراير الماضي. حيث بدأت تتآكل شبكة القادة الأسرية الموسعة القوية التي سبق أن كونها صالح، فضلاً عن تسبب بعض القرارات التي أصدرها هادي في نقل قادة بالجيش إلى مناصب أقل وقيامه بتغيير انحياز السيطرة القائمة منذ فترة طويلة في القوات المسلحة اليمنية المنقسمة.

وتلفت هنا إلى الصعوبات الجمّة التي أحاطت بعملية نقل السلطة من الرئيس صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، وتابعت بلفتها إلى أن التواطؤ الذي حصل بين قوات الأمن وعائلة صالح تجاه الأحداث التي وقعت يوم الخميس الماضي عند السفارة الأميركية في صنعاء لم يكن الأول من نوعه، حيث تشابهت تلك الاحتجاجات التي يفترض أنها عفوية مع ذلك الحصار الذي تعرض له مقر السفارة في صنعاء العام الماضي، والذي يعتقد كثيرون انه كان أمراً مدبراً لإثبات أمر ما.

وأضافت أن ذلك الحصار لم ينته إلا حين قام صالح ببسالة بإرسال مروحياته لإخراج كبار الشخصيات الأجنبية من أعلى سطح المبنى في مهمة إنقاذ مسلسلة.

ورغم اعتراف المجلة برداءة السيناريو، حتى الصعيد الهوليودي، إلا أنها كانت خطة كلاسيكية مدبرة من جانب صالح. ومع هذا، أكدت المجلة أنه قد تبين أن علاقة هادي بالولايات المتحدة أقوى من علاقة سابقه من وجهة نظر المسؤولين في واشنطن.

وفي البيان الذي أصدره لكي يعرب فيه عن اعتذاره للرئيس أوباما وللولايات المتحدة، قال هادي إن واقعة اقتحام مبنى السفارة الأميركية جاءت لتلقي الضوء على أن الانقسامات بين قوات الجيش والأمن في اليمن قد ساهمت في تضخيم الحادثة.

ايلاف – اشرف ابو جلاله

زر الذهاب إلى الأعلى