أخبار وتقارير

الجنوب.. كل المؤتمرات تؤدي إلى روما

المستقلة خاص ليمنات

“فك الارتباط”، “استعادة الدولة”، “التحرير”، “الاستقلال”، “تقرير المصير”..، مسميات متعددة لمفهوم واحد بات يضع نفسه على الواجهة: “انفصال الجنوب عن الشمال”، والعودة إلى عهد الدولتين في اليمن..

مؤتمرات عدة عقدت في الداخل وبعضها في الخارج فضلاً عن لقاءات واجتماعات مختلفة لقادة ونشطاء جنوبيين، تباينت رؤاها ومناهجها وتعددت قياداتها وداعموها، ولكنها التقت في مجموعها تحت ما يسمى بـ “فك الارتباط، واستعادة الدولة، وآخر هذه المؤتمرات، المؤتمر الوطني لشعب الجنوب والذي اختتم اعماله في 19 سبتمبر الجاري، مؤكداً على فصل الدولتين وحق تقرير المصير لشعب الجنوب معتبراً أن العشرين عاماً الماضية اثبتت عدم جدوى فرض الوحدة بالقوة..

المؤتمر أعلن استعدد الحراك الجنوبي لتلقي الدعم من أي دولة في العالم ماعدا إسرائيل من أجل استعادة دولة الجنوب العربي، وبالتوازي مع المؤتمر كان لقاء قد جمع قبل أيام قيادات جنوبية في العاصمة السعودية الرياض مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أكدت خلاله القيادات الجنوبية أنها مع خيار التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.

وكان قادة جنوبيون أبرزهم العطاس والجفري وباعوم اجتمعوا في القاهرة وخرجوا بنتيجة مفادها أنه لا حوار مع الشمال إلا تحت سقف فك الارتباط واستعادة الدولة، وهو ما كرره قادة جنوبيون خلال لقائهم بمبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر في القاهرة أيضاً معتبرين عدم قبولهم المشاركة في أي حوار وطني إلا على أساس شعبين مختلفين، كما أن قادة جنوبيين في الداخل أكد وخلال لقائهم مع سفراء الدول الدائمة في مجلس الأمن على تمسكهم بخيار حل الدولتين، واستقلال الجنوب. وقبل كل هذا كان باعوم قد عقد مؤتمراً للحراك في عدن أكد فيه على نفس الهدف وفي 30 نوفمبر الماضي التقت المكونات في حشد جماهيري حاشد عجت به شوارع عدن وجميعهم رددوا نفس الشعار.

إن القاسم المشترك لمؤتمرات الحراك الجنوبي منذ 2009 حتى اليوم يصب في هذا الاتجاه، غير أن خيار الاستقلال يبرز جلياً مع مرور الأيام، ويبدو جلياً أنه سيفرض نفسه كأمر واقع في حال لم يتم حسم القضية واتخاذ اجراءات حاسمة ومعالجات قاسية ومؤلمة بالنسبة للقوى المتنفذة التي اعتبرت الجنوب فيداً لها.

ويبرز سؤال استراتيجي وسياسي في غاية الأهمية، هل يمكن القول أننا في ظل هذه التطورات قد تجاوزنا فعلاً مرحلة الحلول على أساس الكيان الواحد؟

ومن هو المسؤول عن وصول القضية إلى هذا المستوى، لماذا تأخرت الحكومة عن تنفيذ سياسات تشجع الجنوبيين على الاقتراب، ولماذا لم تبادر إلى تنفيذ النقاط الـ 20 التي أوصت بها اللجنة الفنية للحوار حول القضية الجنوبية..

ربما أن عدم وجود وقيادة موحدة للحراكيين سيحد من التأثير السريع لمشاريع الاستقلال والتحرير، غير أن قناعات القوى الجنوبية المتصارعة غدت موحدة حول مطلب واحد، وهو ما تؤكده المؤتمرات الداخلية والخارجية التي تعددت وسائلها وقياداتها لكنها تسير في نفس الطريق والذي لن يؤدي إلا إلى ما بات يعرف بتقرير المصير لشعب الجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى