أخبار وتقارير

أحمد سيف حاشد: الحوار الوطني يقود اليمن لمستقبل مجهول

يمنات – وكالة أنباء آسياء

قال الناشط السياسي وعضو البرلمان اليمني احمد سيف حاشد: "ان الحوار الوطني الشامل قائم على أساس الصفقات السياسية".

وأوضح حاشد في مقابلة خاصة لـ"آنباء آسيا" أن "توزيع المقاعد مناصفة بين الشمال والجنوب شيئا ايجابيا لأن الجنوب بإمكانه أن يكون رافعة مدنية مهمة داعمة للتغيير في كل اليمن ولكن يجب أن يكون هذا بعيدا عن التحايل والالتفاف التي تمارسه بعض الأحزاب والقوى السياسية التي تريد أن تدجن الجنوب وتعيده إلى حضيرة القبيلة والمناطقية والتخلف المستعصي على التغيير".

واضاف: "أن توزيع المقاعد في مؤتمر الحوار الوطني بتلك الصورة والاعتماد على الصفقات السياسية خلف الكواليس، والالتفاف على الثورة والوطن والناس ، والتغيب الواسع لقطاع المستقلين وتخويل أعضاء من الأحزاب في اختيار المستقلين والتحدث باسمهم وإفراغ المعايير المدنية والديمقراطية من مضامينها كل ذلك لن يقود اليمن إلا لمستقبل غير عادل بل وإلى مستقبل مجهول أيضا".

وأشار: "طالما أن الحوار الوطني قائم على أساس الصفقات السياسية ، وطالما التهيئة على الأرض غائبة ، ولأن مراكز القوى القديمة تعيد إنتاج نفسها وتستعد لصناعة وفرض مخرجات الحوار وخيارات المستقبل فإن النتائج ستكون مخيبة للآمال .. فالمقدمات تدل على النتائج ويجب خلق مقدمات جيدة لصناعة نتائج جيدة".

ووصف حاشد الذي يرأس جبهة إنقاذ الثورة الشعبية السلمية التي تم تأسيسها عقب توقيع المبادرة الخليجية في الرياض أواخر عام 2011م المشهد السياسي في اليمن بأنه "مبني على مراكز قوى قديمة لا زالت تعيد انتاج نفسها وتستعيد هيبتها وتعيد تموضعها من جديد".

وأوضح: "مراكز القوى اليوم تعمل على تجديد نفسها وتجذير مصالحها، وأكثر من هذا تحاول تلك المراكز والقوى القديمة فرض نفسها على كل المخرجات السياسية في المرحلة القادمة".

 

وقال: "إن كان الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي يبحث عن مستقبل لليمن يجب عليه أن يستفيد من الدعم الدولي له باتجاه إضعاف تلك القوى وتفكيكها قبل أن يجد نفسه محاصرا بها وتحت قبضتها ومحكوما بتخلفها وأجندتها السياسية التي ستكلف اليمن ثمنا باهضا وفادحا على حساب حاضر اليمن ومستقبله وربما يكون الرئيس هادي نفسه يصبح ضحية هذه القوى وفي خبر كان إن داهنها وقل حذره منها".

وابدى حاشد تمعضه واستياءه من تكرار سؤال الدعم الايراني له متهما قوى رجعية تستخدم وسائل "مسمومة تعمل على تشويه من يعارضها".

وأضاف: "لقد أجبت عن هذا السؤال مرارا حد السأم في أكثر من حوار ومقابلة وموقف ، وآخرها في صحيفة الجمهور وبنفس الحوار فهناك قوى رجعية ومنابر لها حاولت عبر منابرها الصدئة ووسائل إعلامها المسمومة تشويه من يعارضها ويقاوم استثمارها للثورة لخدمة مصالحها السياسية والشخصية الضيقة ؛ فعمدت إلى حملة تلفيق وتشهير جائرة نلت قسطا وافرا منها مع آخرين".

واصفا تلك الحملات بـ"البائسة والمضللة"، مؤكدا على أنه "كشف خلال احدى الندوات عن حسابته البنكية وتحدى بالمقابل من قاموا بترويج حصوله على دعم ايراني أن يكشفوا حساباتهم".

واعتبر حاشد أن "الثورة الشبابية الشعبية السلمية قد سرقت ولكن لا تزال الفرصة سانحة لاستعادتها".

 

وبشأن فشل الثورة، قال: "من الصعب الجزم أن الثورة قد فشلت طالما لا زال فيها نبض حياة ومقاومة لا تستكين معتبرا أن عمر الثورة ليس شهرا أو عام فلا تزال هناك فسحة من الزمن لنحكم بنجاحها أو فشلها".

ولفت الى أن "في الثورة فاسدين ومفسدين ولصوص وهناك من شعر في لحظة ما إن مركب النظام يغرق فقفز كثير من هؤلاء إلى مركب الثورة للنجاة بأنفسهم ثم لإنقاذ مصالحهم واسترداد سلطانهم .. وكان هذا على حساب الثورة ومقدرات الوطن".

واكد حاشد على أن "الفترة الانتقالية لا يزال فيها انفلات أمني،والقتل متفشي، والسلاح يتدفق، والاغتيالات تتكاثر ، وثروة الوطن تنهب، والفساد تزداد يده طولا وجرأة وصلف وتهور، والظلم يستشري ويزداد، والمحاصصة بين الأحزاب تفترس الوظيفة العامة، والقانون لا ينفذ، والمدنية لا زالت غائبة هذه المشاهد القاتمة لا تقود إلا إلى مستقبل مفزع وأكثر قتامة إن لم يحدث انقطاع مع هذه المشاهد والتراكمات التي تقود إلى مستقبل مجهول وربما كارثي".       

زر الذهاب إلى الأعلى