أخبار وتقارير

تقرير اخباري: العنف يتصاعد جنوب اليمن مع اقتراب موعد الحوار الوطني

يمنات – شينخوا

تصاعدت وتيرة أعمال العنف الذي تشهده عدة مدن جنوب اليمن منذ أيام موقعة قتلى وجرحى وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والحراك الجنوبي بالمسؤولية عن هذه الأحداث.

وتزامن تصاعد العنف في مدن الجنوب مع بدء العد التنازلي لانطلاق الحوار الوطني في 18 مارس المقبل والذي ترفض فصائل في الحراك الجنوبي المشاركة فيه وتطالب بحوار متكافئ بين دولتين (شمال وجنوب).

وبدأ العنف منذ يوم الخميس الماضي عندما اندلعت مصادمات بين أنصار الحراك الجنوبي (المطالب بالانفصال عن الشمال) ومشاركين في احتفال أقيم بمدينة عدن بمناسبة مرور عام على تولي عبد ربه منصور هادي رئاسة البلاد مما أدى الى سقوط ضحايا.

وتدخلت قوات الأمن اليمنية لتفريق المتصادمين.

وامتدت دائرة العنف لتشمل الى جانب عدن كلا من حضر موت والضالع بالجنوب اليمني مخلفة 12 قتيلا وأكثر من 70 جريحا، بحسب ما أفاد مصدر طبي وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الأحد).

والسبت، فرضت عناصر مسلحة من الحراك الجنوبي عصيانا مدنيا بالقوة في عدد من مدن الجنوب، بحسب شهود عيان.

وقال هؤلاء لـ((شينخوا)) ان عناصر مسلحة من الحراك الجنوبي فرضت العصيان المدني منذ الصباح الباكر في عدد من مناطق عدن حيث تم اغلاق المحال التجارية بالقوة ، وكذلك الشوارع الرئيسية والفرعية.

كما تم احراق الاطارات المطاطية في عدد من مناطق مدينة عدن وسط اطلاق نار وانتشار للمسلحين.

وفي حضر موت، أحرق المسلحون مقرين لحزب التجمع اليمني للاصلاح (الاخوان المسلمون).

وقال سكان محليون لـ((شينخوا)) ان مدن حضرموت والضالع وغيرها من المدن الجنوبية تشكل عصيانا بشكل جزئي.

وأفاد السكان ، أن قوات الأمن تحاول فتح الطرق التي تم اغلاقها بالقوة.

وفي زيارة مفاجأة هي الاولى له منذ توليه السلطة العام المنصرم ، وصل الرئيس عبدربه منصور هادي الى عدن الليلة الماضية ، بحسب الاعلام الرسمي.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان الرئيس هادي وصل الى عدن"في زيارة تفقدية للمحافظة يطمئن خلالها على سير الأداء في مختلف المستويات الادارية والتنموية والاقتصادية".

وتعالت أصوات في الآونة الأخيرة تطالب بانفصال الجنوب عن الشمال بسبب ما تعتبره قيادات جنوبية بانه "عملية اقصاء" مورست بحق الجنوبيين منذ تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990.

وفي مسعى لانجاز الحوار والمصالحة ، أصدر الرئيس اليمني في يناير الماضي قرارا بتشكيل لجنتين لمعالجة قضيتي الاراضي والموظفين المبعدين عن وظائفهم بالمحافظات الجنوبية.

واتهم مسؤول حكومي بمحافظة عدن الحراك المسلح بالقيام بأعمال عنف واسعة في مدن الجنوب "لفرض الأمر الواقع وافشال مؤتمر الحوار الوطني".

وقال المصدر، لـ((شينخوا)) مفضلا عدم ذكر اسمه، ان "الحراك المسلح يمارس أعمال العنف بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وعدم ولوج البلد في الاستحقاق الوطني القادم المتمثل في الحوار الوطني".

واضاف "الحراك تخلى عن المسيرات السلمية وقام بنشر مسلحين في المدن، ويحاول حاليا السيطرة على المقار الحكومية وفرض الأمر الواقع".

وتابع "الأجهزة الأمنية ستتعامل مع هؤلاء المخربين بما يضمن الأمن والسلم للمدن التي تنتشر فيها جماعات التخريب التابعة للحراك المسلح".

ورفض الحراك الجنوبي هذه الاتهامات معتبرا ان "العنف يمارس من قبل الأجهزة الأمنية ضدهم للضغط عليهم للدخول في الحوار الوطني الذي لا يعني أبناء الجنوب".

وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للحراك الجنوبي عبده المعطري ان " أعمال العنف تمارس من قبل الأجهزة الأمنية بحق أبناء الجنوب للضغط عليهم والدخول بالقوة في الحوار الوطني".

وأكد المعطري، لـ((شينخوا))، استمرارهم وتمسكهم بعدم المشاركة في الحوار الوطني ، "لأنه لا يعنيهم ولا يعني قضيتهم المطالبة بتحرير دولة الجنوب العربي".

وندد بما وصفها بـ"أعمال قتل وتنكيل" تمارسها القوات اليمنية ضد أبناء الجنوب منذ الخميس الماضي "من أجل فرض الأمر الواقع ومشاركة الشعب الجنوبي في الحوار".

وتابع "هناك تآمر على قضيتنا، ولا يمكن ان نخضع لأي قوة تواجهنا في استعادة دولتنا".

وتحدث عن "جريمة بشعة" ارتكبت بحق ابناء الجنوب خلال الايام الماضية خلفت 16 قتيلا و75 جريحا، مؤكدا استمرار الحراك في الدعوات للعصيان المدني ردا على ما اسماها "المجازر" بحق ابناء الجنوب.

ويرى مراقبون ان اعمال العنف في مدن الجنوب متوقعة من قبل الفصيل الانفصالي المعارض للحوار.

وقال المحلل السياسي عبدالناصر المودع ان " أعمال العنف القائمة منذ أيام في مدن الجنوب متوقعة مع بداية العد التنازلي للحوار الوطني من قبل الفصيل الانفصالي المعارض للحوار".

واضاف "سيعمل الحراك المسلح على محاولة افشال مؤتمر الحوار، كون الانفصال لا يمكن ان يتم القبول به في المؤتمر".

في المقابل، يقول ان نشطاء في الحراك الجنوبي ان ابناء الجنوب يتعرضون لـ"عملية قمع" من قبل قوات الامن ومن انصار الاخوان المسلمين.

وقال الصحفي صالح ابو عوذل، لـ((شينخوا))، ان انصار الاخوان المسلمين (حزب الإصلاح) يمارسون ضد ابناء الجنوب "عملية قمع" والفتاوى التكفيرية الامر الذي اجج مشاعر الغضب لدى شريحة كبيرة منهم.

وأضاف ابو عوذل، الذي يعمل في وسيلة اعلامية مناصرة لمشروع الحراك، أنه لم يثبت حتى اليوم ان فصيلا من الحراك حمل السلاح، وقال " هناك فقط مسيرات سلمية لديها مطالب عادلة".

وتابع "الاعتصامات والمسيرات السلمية مستمرة حتى ايقاف نزيف الدم الجنوبي".

واعتبر ان "المشكلة القائمة حاليا سياسية مع النظام القائم في الشمال، وليس مع أبناء الشمال أي عداء".

وأكد ابو عوذل استمرار رفض الحراك المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي رأى أنه "خاص بدولة الشمال". 

زر الذهاب إلى الأعلى