القاضي: أي دور لعدن غير وظيفة المنطقة الحرة سيفشلها ويجب التخلص من‘‘جنجويد‘‘ الأراضي
يمنات – صنعاء
قال الأمين العام لمكافحة الفساد الدكتور أحمد القاضي " لن أبالغ إن قلت بأن عدن المنطقة الحرة سوف تخدم الجزيرة العربية والإقليم المحيط بها عندما ينتهي بها الأمر لتصبح أكبر منطقة حرة على مفترق قارتي آسيا وأفريقيا, مشيرا إلى أن (الدراسات العلمية / الميدانية تبشر بذلك(.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المركز الوطني لدراسة وتحليل الأزمات بالتنسيق مع منتدى الجاوي الثقافي بصنعاء عصر ألإثنين الماضي بعنوان " ميناء عدن . منطقة حرة وبس".
وأكد القاضي أنه يجب تطويق عدن كمنطقة حرة بعمق يمتد ليشمل لحج إلى شواطئ رأس عُمران ومساحات من أبين تصل على الأقل منطقة" دوفس" بسياج معزز بعيون مراقبة إلكترونية ودوريات حماية مشددة برا وبحرا وتترك تعمل مستفيدة من إمكاناتها المادية والذاتية من تنوعها الثقافي باعتبارها كمصادر ثروة حية ومتجددة تربط اليمن بالمستقبل وتحرره من ماضيه المتخلف والمتحجر والذي يئن من أصفاد القبيلة والشيخ والعسكر وبعد التخلص مما أسماه بـ " جنجويد "مافيا الأراضي التي بسطت على أراضي المنطقة الحرة الصناعية تم البسط عليها والمساحات المتاخمة لها.
وأضاف القاضي أن عدن منطقة حرة بكل مرافقها الحيوية, ميناء عالمي, مطار دولي, ومصفاة نفط حديثة, ومنطقة صناعية حرة وتجارة وصناعات مساعدة, وحرف ومهن حرة, وأهم من هذا كله قوى عاملة فنية وماهرة, وفئة تكنوقراط من أبناء عدن, ذات خبرة ودراية عالية في فنون الإدارة والأعمال المالية والتجارية مؤكدا أن المنطقة الحرة هي وظيفة عدن التي لا تحتمل أية مناكفات سياسية أو عسكرية أو قبلية أو منافسات حزبية, أو مناحرات بين مشايخ لم تعرفهم عدن من سابق ولم تألف مواكبهم المسلحة المتأهبة للقتال على الدوام والتي تقلق السكينة وتشوه وجه المدينة, كما لم تعرف أسواقها ظاهرة التاجر المحارب Warrior- merchant إلا قريبا, وهذا واقع كما يقول القاضي" وليس افتراءً فأسواق عدن وشوارعها كانت إلى ما قبل الوحدة خالية حتى من السلاح الأبيض.
وأوضح القاضي في سياق ورقته في الندوة أن أية وظيفة أخرى غير وظيفة المنطقة الحرة يسندها المتحاورون في مؤتمر الحوار إلى عدن بحسن نية أو بسوء نية سوف يفشل دور مدينة عدن نهائياً ويلغي بالتالي فوائدها الجمة على المجتمع وأقل هذه الفوائد هو حرمان المجتمع من توظيف عشرات الآلاف من الأيادي اليمنية العاطلة.
وقال " وبغض النظر عن ما سينبثق عن الحوار الوطني من مخرجات تتعلق بنظام الحكم أو بشكل الدولة سواء استمرت كما يقول – هذه الوحدة – بعد تنقيتها من انتهاكات حقوق الإنسان التي حصلت خلالها في شمال البلاد بصفة عامة وفي جنوبه بصفة مدبرة وممنهجة منذ حرب صيف 1994م,وسواء عادت اليمن إلى عهدها السابق قبل 1990م وسواء تولفت من الجنوب والشمال دولة " اتحادية" قوية بعد دراسة متعمقة وتطبيق تدريجي لهذا النظام, أو تمخض الحوار عن أي شكل جديد آخر من أشكال النظام السياسي لدولة ما بعد الحوار, في كل الحالات عدن لا يجوز أن تُمس وتتأثر بهذا النظام أو ذاك".
وفي ختام الفعالية نوه صلاح علي صلاح رئيس مركز دراسة وتحليل الأزمات أن برنامج المركز الذي يتضمن ندوة نوعية كهذه "يشتمل على ندوات أخرى وحلقات نقاشية تمثل نافذة للشراكة المجتمعية إضافة لاستطلاعات واستبيانات الرأي بمشاركة عديد من أصحاب الرؤى والتصورات من المتخصصين, حيث يتبنى البرنامج طرح رؤى مفيدة لدعم المعلومة بمواد ووثائق وأدبيات مساعدة في حلقات النقاش وورش العمل, لافتا إلى مبادرة المنتدى مقدرا استضافته ندوة مشتركة ينظمها مركز شبابي ناشئ, في ظل غياب أي اهتمام رسمي.
وقال صلاح اعتبر منتدى الجاوي أيضا من أهم المحطات تأثيرا في حياته وحياة كثيرين ممن زاره من أبناء جيله, كما يمثل إضافة نوعية قدمها ويقدمها المنتدى امتدادا وعرفانا لدور الراحل عمر الجاوي الإنسان والمثقف العضوي وبخاصة في لحظات تاريخية حرجة كهذه تمر بها اليمن وذلك من خلال الإسهام بالمعلومات والمعارف والدور التنويري والوطني الذي يقوم به المنتدى عبر نشاطاته المتنوعة والمختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن الحضور أثروا بمداخلاتهم وتفاعلهم جانب الندوة والتي قدمها رئيس منتدى الجاوي المهندس عبد الملك ضيف الله.
