حوادث

اعتماد.. فتاة تتعرض لتعذيب مروع حتى الموت والجاني والدها

المستقلة خاص ليمنات

يظل الثمن الذي يدفعه الأبناء بفعل الخلافات الأسرية التي تنتهي بالطلاق باهظاً، وفي حالات كثيرة يكون مثل هذا الثمن حياة الابن أو البنت، وهو ما حدث للفتاة اعتماد عادل العودي في مفرق جبلة بمحافظة إب..

تطلقت والدة اعتماد وفارقت منزل الزوجية، حينها قام طليقها بأخذ ابنتها الصغرى وعمرها ثلاثة اشهر، مما تسبب بحرمانها من حنان الأم ودفء الأسرة واهتمامها بها، عاشت اعتماد طفولتها في منزل والدها، وبعيداً عن أحضان والدتها التي تؤكد أن ابنتها عاشت طفولة بائسة وأنها كانت تتعرض للضرب من قبل والدها وزوجته، ومنعت من رؤية والدتها وزيارتها..

ومثل كثير من فتيات اليمن وقعت اعتماد في دائرة الزواج المبكر، وانتقلت إلى بيت زوجها الذي هو أيضاً ابن عمها ويكبرها سناً، لم تجد اعتماد في منزل الزوجية الحماية والأمن اللذين تبحث عنهما كل فتاة، ربما قررت اعتماد البحث عنهما في مكان آخر.. وربما قررت فقط الهروب من بيت الزوجية فلم تجد سوى أحد الجيران وهو يمني مجنس ووالده مغترب في أمريكا والشاب جاء لزيارة بلاده فقط، حيث اختبأت في منزله رغم كونه شاباً عازباً، لم تمر أربعة أيام من هروبها وبحث والدها واخوانها عنها حتى تمكنوا من معرفة مكان تواجدها واختبائها.. جرت محاصرة المنزل واقتحامه ومن ثم اقتيادها إلى منزل والدها.. أما زوجها وابن عمها فقد قام بتطليقها بعد حادثة الهروب..

قام والد اعتماد بضرب ابنته وتقييد حريتها حيث ربطها بسلسلة في داخل المنزل لمدة سبعة أشهر، ثم أنه وجد أن حالتها النفسية غير مستقرة فقرر مواصلة تقييدها وحبسها لمدة عامين كاملين، وفي ذات يوم وجد والدها رسالة وصفها بالغرامية في تلفون سيار أخذته من شقيقتها، هنا جن جنونه وقام بالاعتداء عليها وضربها بمشاركة أخويها وفقاً لما أدلت به والدتها في بلاغها للنيابة مؤكدة أنهما قاما بضربها وخنقها حتى فارقت الحياة.. وأكدت الأم أن ابنها عماد أتصل لها وأخبرها أنه ووالده قاما بضرب اعتماد وخنقها مما أدى إلى وفاتها..

خلال التحقيقات أنكر والدها في البداية أنه قام بقتلها، لكنه أعترف بضربها وتقييدها وحبسها في المنزل لمدة سنتين، ثم أعترف بعد ذلك أنه قام وبدون مشاركة من أحد بعد أن وجد رسالة في الهاتف الذي معها وضربها بسلسلة حديدية كان يستخدمها لربط أحد الكلاب.. ثم أستخدم يده ورجليه في لكمها وركلها، وأن هذا الضرب أدى في نهاية  المطاف إلى وفاتها مؤكداً انه دافع عن شرفه وشرف العائلة ولم يفعل شيئاً خطأً وأنه انتقم منها بسبب هروبها من منزل زوجها..

وتبقى قضية اعتماد متشابكة ومتداخلة فبدءاً من خلاف والديها وطلاقهما إلى نشأتها بعيداً عن حنان أمها ورعايتها وتعرضها لمعاملة سيئة وصولاً إلى زواجها المبكر، والذي ربما يكون خارج إرادتها، ورغم أن القضاء هو المختص بتحديد العقوبة الشرعية على والدها، غير أن والدتها تأمل أن تجد قضية اعتماد وما تعرضت له من حبس وتعذيب وصولاً إلى القتل اهتماماً ومتابعة منظمات وناشطي حقوق الإنسان في الداخل والخارج.

زر الذهاب إلى الأعلى