أخبار وتقارير

الراعي يغازل القوى التي ورثت نظام صالح بقمع النائب حاشد ومراقبون يعتبرون ذلك محاولة للتملص من استجواب وزير الداخلية

يمنات – خاص

أعتبر متابعون أن الأسلوب الهمجي الذي استخدمه رئيس البرلمان اليمني يحيى الراعي، مع النائب أحمد سيف حاشد يأتي كمبرر كان الراعي يبحث عنه، للخروج من مأزق استجواب وزير الداخلية، الذي وجه له المجلس مذكرة استجواب الاثنين الماضي.

وكما يبدو أن الراعي تعرض لضغوطات شديدة واحراجات من جهات ترفض احالة المتهمين إلى النيابة، وعجز عن ايجاد مبرر للتملص من استحقاق الاستجواب، الذي يشعر أن حاشد سيضع فيه المجلس على المحك، غير استحضار ألفاضة البذيئة والسوقية، التي اعتاد عليها أثناء ادارته للجلسات.

وحسب متابعون فإن الراعي وجد في مطالبات النائب حاشد له بمنح حراسات المجلس مستحقات مالية يطالبون بها حاشد، ذريعة للتملص من الورطة التي وجد نفسه فيها. م

الراعي الذي يحاول نسج علاقات مع القوى التي ورثت نظام صالح وتناصب حاشد العداء، يشعر أن المدخل إليها سيتم من بوابة قمع حاشد الذي يحمل هم وطن من أقصاه إلى اقصاه، غير عابئ ولا مهتم بمقاسمة المناصب ومحاصصة الوظائف، ويمثل في ذات الوقت حامل للمشروع المدني عبر استمرارية الثورة، التي احتواها انصار الثورة وحماتها في الحصبة وصوفان.

وأعتبر مراقبون أن عودة الراعي إلى المنصة لتبرير فعلته بقرار اتخذه المجلس، في حين لم يكن متواجدا في القاعة أكثر من "30" نائب، يعد بمثابة اهانة لروح العمل البرلماني، الذي صار يستخدمه قبيلي لا يفقه في العمل البرلماني واللوائح المنضمة له، سوى قمع الخصوم والتنكيل بهم، والتشبث بمنصبه حتى الرمق الأخير.

وأشاروا إلى أن الراعي الذي لا زال يتعامل مع البرلمان كإقطاعية قبلية خاصة به، يرغب بالحفاظ عليها، خلال الفترة القادمة بمغازلة الطرف الأقوى في المعادلة السياسية اليوم، من خلال تمرير ما يريدوه في المجلس، واستخدام المجلس لقمع من يريدون اسكاته، وهو الطريق الأقصر الذي يراه الراعي ممهدا ليعبر منه إلى منصة رئاسة جلسات برلمان، أعلن حالة طوارئ بعد مجزرة جمعة الكرامة، دون أن يكون هناك قانون ينظم مثل هذه الحالة.

وأوضحوا أن الراعي لا يزال أسير لماضيه، حين فرضه صالح في أخر دورة لانتخاب هيئة الرئاسة، على الرغم من رفض كتلة المؤتمر البرلمانية  ترشيحه، لا شيء سوى لأنه لا يقول لتوجيهات القصر "لا"، وهو ذاته الأسلوب الذي يريد أن يطبقه اليوم مقابل البقاء في كرسيه، الذي أدمن الجلوس عليه ليشرح في كل جلسة حكاية من حكايات الجدات. في حين لا يزال يعتقد أن بإمكانه البقاء في رئاسة المجلس حتى لو لم يكن حزبه "المؤتمر" هو الفاعل في المجلس، بعد أن قسمته الثورة الشبابية التي كان الراعي يناصبها العداء.

ولا تزال في مخيلته قاعدة أن رئاسة المجلس ظلت حكرا على الشيخ الأحمر الذي كان ظل يرأس البرلمان أثناء ما كان المؤتمر حزبا يملك الأغلبية في المجلس، ويريد أن يكرس ذات التجربة، لأنه يعرف أن البرلمان مجرد محلل لأخطاء النظام ليس إلا، وهو الأقدر على الكولسة والتمرير وحتى المغالطة، وهي كل قدراته البرلمانية التي صارت خبرة مكتسبة منذ سنين.

زر الذهاب إلى الأعلى