فضاء حر

مرافقون مسلحون .. وكواليس..

يمنات

تتجه الى فندق موفمبيك لحضور الحوار , حسب ما حدد في الساعة 8 , تتوقف بعدة نقاط تزداد كلما اقتربت من الفندق , وتفاجئ ببوابة الفندق بالسيارات الفارهة تحمل مجاميع مسلحة, كأنها قدمت للتو من ساحات المعركة , أو تتأهب لها , وبجانبها جنود الأمن المركزي , تخاف, ويختلط عليك الأمر لأنك سمعت قرار منع السلاح وسحب رخص السلاح , وتكتشف ان المنع مجرد تصريح وإعلان ,أما الجلسة فبدأت 10ونصف, بعد حضور فخامة الرئيس !!!

تسأل من هؤلاء المسلحين ,المحملين بالقنابل (والجعب) فيقال مرافقي الشيخ فلان , والوزير السابق فلان, اما الأهم منهم من المشائخ والمسئولين, فتجد مرافقيهم مستلقين بساحات الفندق الخضراء, او فوق السيارات , وفرة السلاح لا تقل بل تزيد بحضور السفير الأمريكي, وبحرس من المارينز القابع في شيراتون, وتزيد أكثر بحضور الرئيس, ويمتد انتشارها الى داخل القاعة, فتجدهم بنظاراتهم السوداء وبالزي المدني والعسكري وعلى الطريقة الأمريكية ,أمام المنصة, ممرات القاعات بين الحضور, في مشهد يوحي بالتوتر والقلق, ويؤجل بدء الجلسات, ويربك الأفكار, ويؤخر الوصول, لا اعلم هل يعي الرئيس أن غيابه عن رئاسة الجلسات يجعلها أقل توترا وأكثر هدوء.

كانت الجلسة الثانية مخصصة لإلقاء الكلمات , الشباب ابلغوا ان يعدوا كلمه فجرا , وتوالت الكلمات ولست بصدد الحديث عنها بل عن القاعة, التي حشدت , صور متعددة تتسع لتشمل ,النقائض , الثائر الحقيقي, ومن ثار عليه , والضحية, والبلطجي بمختلف مراتبهم ,وزير, شيخ وقاطع الطريق , تجد كل إفرازات نظام صالح ,ومخلفاته سلطة ومعارضة, الدخيل على المشهد شباب , شابات من هنا وهناك ,وأخرين, جاءوا ومازالوا يحملون نفس الحلم ,والجميع تائهون ,وتقنع نفسك انك أمام الأيام الأولى لمرحلة تيه الحوار ,متمنيا أن لا يطول.

تنظر الى المنصة , فإذا بك ,في مواجهة الوجوه القديمة ذاتها , يتخللها وجوه حائرة ,جاءت بها من خارج المشهد قضايا ودماء ,وأمال تكاد تفقد بريقها في دهاليز السياسة.

وخلف المنصة ,بعدة اتجاهات كواليس, لها جذور من توقيع المبادرة , من تشكيل اللجنة الفنية, وفي الكواليس تدور امور كثيره ,توزيع اللجان ,او فرق العمل ,ورئاسة بدون انتخاب, كيفية تمرير اللائحة بالتزكية , كما مررت لجنة الرقابة ,او القضاء , رجال الكواليس , مغلفين بهالات , قداسه أو وطنية, والمكولس ليس شرطا أن يكون رجل أول ,بل في موقع يؤهله للكولسة, منهم من يكولس لحزبه ,ومنهم من يكولس لنفسه , وفي الكواليس ستجد النقيضين مجتمعين معا , المختلفين ,وتجد من ليس له مصلحة بالكولسه !!! لكنه يكولس, معتقدا أن السياسة فن الكولسة، وخلف كل (مكولس) قطيع , وستظهر نتائج الكولسة قريبا جدا ,فبعض الأسماء متوافق عليها ان لا تدحل لجان محددة ,لأنها تدرك اللعبة.

لم يبدأ النقاش العام , واستهلك اليوم الثاني بسماع كلمات , طالما رددت , ومن نفس الأشخاص ,كلمات وبرامج وخطط , لم يستفيد منها احد , ولن يستفيد منها أحد طالما لم تتحول الى سلوك ,وعمل , يتحدثون عن الدولة المدنية القادمة, متناسين ترسانة السلاح الممتد من القاعة الى الشارع , يتحدثون عن الديمقراطية , ولجان بالتعيين والتزكية , مهمتها تمرير, أجندات وأن تزينت بأسماء لامعة وبراقة ,من هنا وهناك؟

واقسم المؤتمرين اليمين , وجاء البعض قائلا فلان لم يقسم ,قلت ضاحكا ما الفرق ,حتى لو أقسم , يقف المؤتمرين , لقراءة الفاتحة ,وإذا بالمتهم بانه خطط لقتل الشباب , ومن مول وحشد ,ومن قطع الطريق والقاتل والانتهازي, واللص والفاسد والوصولي, والمعارض والثائر والضحية ,جنبا الى جنب ,يرفعون ايديهم نحو السماء ,ويقولون أمين ,وكلا في نيته الفاتحة على الشهداء اللي براسه ,ربما لا تلاحظ ذلك المنصة ,التي تظم خبراء الفشل الدائم والقادم ,خبراء ما فوق الستين ,المنظرين العاجزين عن النظر للمستقبل ,لأن هدفهم إنجاح التسوية السياسية ,والمبادرة التي وقعوها وأوقعتنا , وجمعت هذا وذاك اليوم ,في مشهد مثير للحزن والحسرة ,والسخرية ,وكما يقول المثل (يا ذاك قل لذاك من مصكاع ذاك) .

شهادة اليوم الثاني حوار 19 مارس …. الى اللقاء

عن: الشارع

زر الذهاب إلى الأعلى